تشهد السياحة المحلية والخارجية في الصين نمواً هائلاً خلال الأسبوع الجاري، حيث تستمتع البلد بعطلة تستمر ثمانية أيام بمناسبة عيد منتصف الخريف واليوم الوطني الصيني، كما يطلق على هذه العطلة «عطلة ذهبية» في الصين. ومن المتوقع أن تصل رحلات السياحة الداخلية إلى 896 مليون رحلة، بزيادة سنوية قدرها 86 %، بينما ارتفع عدد حجوزات السفر إلى الخارج على «ستريب» إحدى المنصات الرئيسية لبيع التذاكر وحجز الفنادق في الصين، 20 مرة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي وفقاً للشركة، مع كون تايلاند وماليزيا وسنغافورة من الوجهات الشهيرة. والجدير بالذكر أنه على منصة «تونغ تشنغ»، منصة مماثلة ل»ستريب»، زادت شعبية الوجهات «أقل شهرة سابقاً» مثل المملكة العربية السعودية. وفي الوقت نفسه، قال ممثل شركة مجموعة السياحة الصينية لخدمات السفر إنه في هذا العام زاد اهتمام السياح الصينيين بخطوط الشرق الأوسط وإفريقيا بشكل ملحوظ. ويمكننا أن نلمس تلك التغيرات على مواقع التواصل الاجتماعي الصينية، حيث نجد الكثير يشاركون الصور ومقاطع الفيديو لرحلاتهم إلى المملكة خلال العطلة الذهبية، ويتبادلون الخبرات المتعلقة بالثقافة المحلية، وإجراءات التأشيرات، وحجوزات الفنادق، وخطوط السفر، وما إلى ذلك. حتى يشارك بعض السياح تجربتهم في التقاء السفير الصيني لدى المملكة بالصدفة أثناء زيارة العلا. وفي الواقع، فإن زيادة اهتمام السياح الصينيين بالسياحة في المملكة لم تبدأ خلال هذه الإجازة الذهبية فقط، بل قبل ذلك بكثير، حيث قال الحسن الدباغ، كبير مسؤولي الأسواق في الهيئة السعودية للسياحة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في مقابلة صحفية إن المملكة قد شهدت 80 ألف سائح صيني خلال الفترة من يناير إلى أغسطس من هذا العام، وهي زيادة كبيرة جدا مقارنة مع عام 2019، وتخطط المملكة لجذب 150 ألف سائح من الصين بنهاية هذا العام. إن الإنجاز الذي حققته المملكة في السوق الصينية لا يمكن فصله عن عدة أسباب: أولا، لا ينفصل عن الدور القيادي والتحفيزي للعلاقات الصينية العربية التي تمت ترقيتها بعد انعقاد القمم الثلاث بالرياض، وإن التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات في تطور مستمر. وفي الشهر الماضي، وقّعت الصين والسعودية اتفاقية تجعل المملكة وجهة سياحية رئيسية للسائح الصيني، وسيكون مسموحا للمواطنين الصينيين بالسفر إليها ضمن مجموعات. ثانيا، إن المناظر الطبيعية الجميلة في المملكة والتراث الثقافي الغني، بالإضافة إلى الثقافة العربية التي تتميز بحفاوة الضيوف، تحظى بجاذبية كبيرة للمسافرين الصينيين، خاصة أن السياح الصينيين أخذوا في أن يفضلوا الذهاب إلى مناطق الجذب المتميزة وغير المستكشفة والأقل ازدحاما للتجارب المتعمقة. ثالثا، جهود المملكة الكبيرة لعرض صورتها والترويج لمنتجاتها السياحية في السوق الصيني. على سبيل المثال، في مارس من هذا العام، أطلقت هيئة السياحة السعودية أول معرض ترويجي لها في الصين، لتعريف السياح الصينيين بالعديد من مناطق الجذب السياحي من خلال سلسلة من الأنشطة في المدن الصينية الكبرى مثل بكين وشانغهاي وقوانغتشو. وفي الشهر الماضي، كما شاركت المملكة ولأول مرة في معرض قوانغدونغ السياحي لعرض منتجاتها السياحية. أما خلال معرض الصين والدول العربية المنعقد في الشهر الماضي، وباعتبارها دولة ضيف الشرف، أقامت المملكة معرضا لعرض إنجازات التنمية الاقتصادية والاجتماعية لها أمام الزوار. أخيراً وليس أخراً، تقديم سلسلة من التسهيلات للسياح الصينيين لزيارة المملكة، بما في ذلك إصدار تأشيرات إلكترونية للسياح الصينيين، وإضافة اللغة الصينية إلى اللغات المعتمدة في منصة «روح السعودية»، ووضع اللوحات الإرشادية باللغة الصينية في مطار الملك خالد الدولي في مدينة الرياض، وتوفير حلول الدفع الإلكترونية (UnionPay) التي تناسب السياح الصينيين. كما أطلقت الخطوط السعودية رحلات جوية مباشرة جديدة تربط الرياضوجدة مع العاصمة الصينيةبكين، بالإضافة إلى قوانغتشو الصينية. لذلك، يمكن القول إن ازدياد اهتمام الصينيين بالسياحة في المملكة خلال هذه الإجازة فقط بداية لمستقبل واعد ومشرق. *صحفية صينية