كل التوقعات كانت تشير إلى أن ديربي العروس بين الاتحاد والأهلي سينتهي لمصلحة الاتحاد عطفاً على الاستقرار الفني والإداري في الفريق حتى على مستوى العناصر الجديدة، كانت التغييرات على مستوى أربعة لاعبين هم: فيليبي وكانتي وفابينهو وبنزيما، فيما حافظ حمدالله وروما وكورنادو وغروهي على مواقعهم، بعكس الأهلي الذي شهد تغييراً كاملاً على مستوى العناصر الأجنبية. وبخلاف ذلك، فإن الاتحاد هو حامل لقب دوري روشن للمحترفين، وأصبح يعرف طريق البطولات والتعامل مع مثل هذه المواجهات، ولدى لاعبيه القدرة والخبرة الكافية في التعامل مع مثل هذا النوع من المباريات، ولكن في نهاية الأمر حسم الأهلي المواجهة لصالحه. تساؤلات عدة طرحتها الجماهير الاتحادية عن سر خسارة فريقها من الأهلي رغم الأفضلية التي تميل لصالحه وليست المرة الأولى ففي أكثر من مناسبة يكون الاتحاد أفضل فنياً وعناصرياً من الأهلي ومع ذلك يخسر، وسلسلة نتائجه في دوري المحترفين تؤكد ذلك. لا يمكن أن يقال عن خسارة الاتحاد الأخيرة وقبلها من خسائر أمام جاره التقليدي الأهلي إنها عقدة، فمصطلح العقدة لا يمكن أن يحضر في مواجهات الديربي تحديداً، وسبق للاتحاد أن فرض سيطرته على الأهلي منذ عام 2003 وحتى 2011، ثم عاد الأهلي ليفرض سيطرته لمدة تسع سنوات. التفوق الأهلاوي على الاتحاد سواء كان الأخير أو الفترة التي كان الأهلي يتفوق فيها على الاتحاد دورياً في تسع سنوات مضت كان التحضير النفسي فيها للأهلي أفضل بكثير من الاتحاد، وكانت الحيرة سواء من الاتحاديين أو من غيرهم المتابعين أن الأهلي الذي يتفوق على الاتحاد يخسر من فرق أقل منه إمكانيات وعناصر، ليتضح أن الأهلي يعطي مباريات الاتحاد حقها من الاهتمام والتحضير فتكون النتيجة إيجابية. الجانب النفسي مهم جداً ولم نشاهد الاتحاد يتفوق على الأهلي في الموسمين الماضيين، لأنه كان نتيجة الاهتمام بالجوانب النفسية والتركيز على ما هو أهم للفريق وللاعبين، وكيف يعيش المدرج أهمية اللقاء بالتحفيز والابتعاد عن كل ما هو موثر سلبي على الفريق واللاعبين. فمثلاً في المواجهة الأخيرة اهتم الاتحاديون بالتيفو أكثر من اهتمامهم بالفريق والتحضير للمواجهة المنتظرة التي جاءت بعد طول غياب إثر هبوط الأهلي الموسم الماضي إلى دوري يلو لأندية الدرجة الأولى، والذي كان بدوره مركزاً داخل الملعب رغم حالات الغياب والإصابات وأعطى المواجهة حقها، فكانت النتيجة إيجابية لصالحه، وهي مهمة جداً لإعادة الفريق للواجهة بل وقد تغير الكثير من الأمور في ناديهم. ليس صعباً أن يكسب الاتحاد منافسه التقليدي الأهلي، ولكن الصعب كيف يستطيع الاتحاديون إدارة ولاعبين وجهازاً فنياً وجمهوراً وحتى إعلاماً في التحضير لمواجهة الأهلي والابتعاد عن أي مؤثرات سلبية خارج الملعب، فكل التجارب السابقة تؤكد أن الفريق الذي ينشغل خارج الملعب حتماً سيخسر المباراة ويسلمها مبكراً لخصمه. نقطة آخر السطر: عبدالرزاق حمدالله كان الحاضر الغائب عن مواجهة الأهلي الأخيرة، ورغم وجوده في التشكيلة إلا أنه كان الأسوأ في الفريق، وبدا واضحاً أن اللاعب كان يعاني من إصابته في الكتف، وقبل المباراة كان يشعر ببعض المعاناة منها وبدلاً من إبعاده أشركه المدرب فكان طبيعياً أن يكون الأسوأ والأقل تأثيراً. كيسيه من أكبر مكاسب الأهلي هذا الموسم، ولكنه معرض للإصابات في أي لحظة، وعلى مدرب الأهلي الحذر من ذلك والعمل على إيجاد البديل الذي يستطيع تعويض غيابه متى ما حدث حتى لا يتضرر الفريق.