كشف المتحدث الرسمي باسم الحزب الاتحادي الديموقراطي الاصل عمر خلف الله أن وفد الحزب عرض مبادرة رئيس الحزب محمد عثمان الميرغني للوفاق الوطني الشامل ووحدة القوي المدنية السودانية عبر لقاءات متعددة ابتدرها نائب رئيس الحزب في أسمرا والقاهرة، وتواصلت في مدينة بورتسودان واركويت وسنكات شرقي البلاد، بوفد من الحزب برئاسة مساعد الرئيس بابكر عبدالرحمن بابكر المحامي وبمشاركة 10 من قيادات الحزب الاتحادي البارزة، التي شاركت في اجتماعات منفصلة في مدينة شندي شمال، والجزيرة وسط، وأركويت وكسلا شرق، واختتمت برئاسة الميرغني في سنكات. وأكد محمد عثمان الميرغني، رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل مرشد الطريق الختمية، موقف حزبه الثابت في دعم الدولة، وقال «كانت وقفتنا في هذه الحرب واضحة مع مؤسسات الدولة بقيادة مجلس السيادة الانتقالي، وكان موقفنا منها واضحًا لا مجاملة فيه، وكانت رؤيتنا تجاهها نابعةً من إيماننا بالوطن والدولة، وحرصنا على استقلاله، ونمائه، واستعادة الديمقراطية» . ولفت الميرغني في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه في ملتقى أركويت، الدكتور مجذوب أبوموسي القيادي الاتحادي البارز بشرق السودان، الانظار للتحذير الذي أطلقه الميرغني مبكرا من خطر تعدد الجيوش في البلد الواحد، كما حذر مسبقا من عبثية التشاكس، ومن دخول المدنيين بين العسكريين، وكذلك حذر من خطورة تغييب الحلول الوطنية والاعتماد علي فرض الحلول المستقوية بالأجنبي. واستقبل الميرغني رئيس الحزب بمقر اقامته بسنكات بولاية البحر الأحمر، وفد مبادرة الميرغني للوفاق الوطني، ونائب رئيس الكتلة الديمقراطية الناظر ترك، وتلقي تنويراً بنتائج ملتقي اركويت. وقدم الميرغني شرحًا لموقف حزبه الذي وصفه بالموقف الوطني، مشددًا على أن هذا الموقف الوطني، ليس جديدًا، ولا يهدف لمعاداة أحد ولا لمحاباة آخر، بل هو الواجب، الذي حددته المسؤولية التاريخية، للحفاظ على الاستقلال والسيادة الوطنية الذي حققته الحركة الوطنية السودانية. وأضاف الميرغني قائلًا: «إن الحفاظ على السيادة الوطنية لا يكون، بدون دعم قوات الشعب المسلحة والقوات النظامية الأخرى، لأداء واجبها في صيانة السيادة الوطنية، والحفاظ على مقدرات الوطن، وصد المعتدين، وصيانة الدستور وحماية العملية السياسية الديمقراطية من الاختراق". ولبى وفد الحزب دعوة سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدي السودان علي بن حسن جعفر، الذي أقام مأدبة عشاء تكريمية للوفد بمقر السفارة بمدينة بورتسودان، جرى خلالها الحوار وتبادل الآراء حول تطورات الاوضاع بالسودان. وأعرب حاتم السر مستشار رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل، عن بالغ تقديره لسفير خادم الحرمين الشريفين في السودان، مشيداً في الوقت نفسه بما تقدمه السفارة من جهود لتعزيز التعاون وتوثيق الروابط بين المملكة والسودان، لاسيما تقديم الدعم والمساندة للنهوض بالسودان. وأبدى مستشار الميرغني ارتياح الحزب الاتحادي وتأييده لكل ما يبحث في منبر جدة بخصوص وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في السودان، وأشار إلى أن السودانيين يعولون كثيرا علي منبر جدة وينتظرون منه انفراجا كبيرا في ملف وقف الحرب، وعودة الحياة الى طبيعتها، وينظرون إلى السعودية باعتبارها تشكل العمق العربي للسودان وتتعاطي بحكمة ودراية للوصول إلى إبرام وتنفيذ اتفاق يفضي لوقف إطلاق النار ووقف المواجهات المسلحة في السودان، وأنهم ينظرون إلى زيارة رئيس مجلس السيادة المرتقبة إلى الرياض بعين الأمل، معولين على حكمة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، لإعادة الاستقرار للسودان والبحر الأحمر. وقال الناطق الرسمي باسم الحزب عمر خلف الله إن السفير السعودي علي بن حسن جعفر أكد من جانبه أن موقف المملكة العربية السعودية ثابت في دعمها للسودان الدولة والمؤسسات ومساعدة السودانيين، وأوضح للوفد أن المملكة تقوم بجهود دائمة ومتواصلة وكبيرة في منبر جدة وتقدم كل الأفكار والطروحات التي تساهم في وقف الحرب في السودان، وشدد أنه ليس لدي المملكة أي أطماع في السودان، ولا تتدخل في شؤونه الداخلية والسياسية وهي على مسافة واحدة من جميع السودانيين، وأكد أن السعودية تسعى لوقف إطلاق النار وتحقيق السلام في ربوع السودان، وتؤيد أي مساع فيها خير للسودانيين وتتمنى أن تقف الحرب اليوم قبل الغد، وأن الشعب السوداني إذا وقفت الحرب قادر على تدبير أموره وترتيب أولوياته دون تدخل من أي جهة كانت.