تواصل الجهات المعنية أعمال وإجراءات إنهاء نزع ملكية عقارات حي "السليمانية" أخر الأحياء القديمة في مركزية مكةالمكرمة، والمقابل لمشروع التوسعة الشمالية للحرم المكي والذي يبتعد عن الحرم المكي بأقل من 900م. ويحقق مشروع تطوير حي السليمانية بمكةالمكرمة رفع الطاقة الاستيعابية لقاصدي بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين والمصلين من خلال الاستغلال الأمثل للمساحات، مع النهوض بمستوى قطاع الضيافة وجودة الخدمات المقدمة وصولاً لأفضل المعايير العالمية فضلاً عن رفع مستوى التطوير العمراني في المنطقة المحيطة بالمسجد الحرام. ويعتبر حي السليمانية الذي بني على سفح جبلي ويقع غرب مقابر المعلاة وعلى يمين الذاهب للحرم المكي آخر بقايا الأحياء القديمة التي كانت قريبة من الحرم ويزيد عمر الحي على 65 عاماً. وكشفت جولة "الرياض" أمس أن أجزاء كبيرة من مساحة الحي جبلية إلا بقايا مساحات متاخمة ومطلة على مقابر المعلاة. ورصدت الرياض ملامح المباني في الحي الذي تزيد فيه نسبة المباني الشعبية المهجورة قرابة 20 % والأخرى دور سكنية متلاصقة يصعب الوصول إليها. ويمثل الاستثمار الفندقي أقل من 30 % من مساحة الحي الكلية، فيما تنفرد الجاليات والعمالة بسكن الحي بأكثر من 90 % وأوضحت جولة "الرياض": أمس عن أزمة مرور فعلية لسيارات الخدمات والأمن في الوصول إلى الدور السكنية الداخلية، بفعل ضيق الشوارع والأزقة، واعتماد السكان هناك على الطرق السلالم المتعرجة. ويشير المواطن علي الحربي "متردد" "أن السليمانية كانت قديماً جزأً من سوق تاريخي هي الحلقة القديمة التي كانت تضم سوقاً رائجة لبيع منتجات سكان بادية مكةالمكرمة والطائف، وذلك لبيع الخضار والفواكه والسمن البري، والعسل، والجبن البلدي، والفحم، والمشغولات اليدوية والخبز، والمأكولات حيث يحضر أهالي البادية بضائعهم من مختلف المناطق المحيطة بمكة، تحملها الجمال قاطعة جبال مكة وأوديتها وشعابها. وزادت أهمية الحي وتضاعفت قيمة عقاراته السوقية بعد الإعلان عن مشروع إعمار الحرم المكي بتوسعة الساحات الشمالية عام 2009م والذي نزع ملكية عقارات قرابة 4500 عقاراً كلفت نزع ملكيتها أكثر من عشرة مليارات ريال، وحررت مساحات لصالح الحرم المكي تزيد على 1،800 مليون متر. ولعل من أبرز معالم الحي اليوم احتضانه لمشروع أكبر المواقف الآلية الذكية للسيارات بالشرق الأوسط، الذي يتسع ل 540 موقفا داخل مبنى مكون من 13 طابقا وتعمل بطريقة آلية باستقبال السيارة ومن ثم رفعها للمكان المخصص لها. ومن جهة أخرى حرّكَت إجراءات الإزالة الرسمية شريطاً من الذكريات الموغلة في القدم عن أحد أقدم أحياء قبلة الدنيا مكةالمكرمة، ظل مظلة وملتقى سكان أم القرى خاصة من الحرفيين والمهنيين وقوافل المزارعين والتجار والمتسوقين في قبلة الدنيا لأكثر من نصف قرن، حيث كان يموج بضجيج الحراك التجاري.