يجري البرنامج الوطني للتنمية المجتمعية في المناطق " تنمية" الإجراءات الأخيرة، لنزع ملكية العقارات في منطقة "دحلة المغاربة" الواقع شمال المسجد الحرام، والحي الأقرب شمالاً لتوسعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وذلك بهدف تطوير الموقع الغارق في العشوائية، بما يحتضنه من عقارات قديمة ومهجورة، إلى حي عصري، يستغل المساحة، ويوفر الخدمات لقاصدي بيت الله الحرام. وطلب البرنامج من السكان تسليم الوثائق اللازمة المتعلقة بالملكية، لمكتب البرنامج، تمهيداً لإجراءات نزع ملكية العقارات، مطلع العام الهجري الجديد. وكشفت جولة "الرياض" أمس على الحي المزمع إزالته، والذي يقع على يمين الطريق الدائري الثاني في الاتجاه إلى أنفاق السليمانية، أنه يعتبر من الأحياء القديمة التي بنيت بدون تنظيمات ويغلب عليه العشوائية، وتخترقه شوارع وأزقة ضيقة، بعضها لا يتجاوز أربعة أمتار، ويضم الموقع أكثر من 200 عقاراً منها قرابة 60 عقاراً عبارة عن فنادق وأبراج وعمائر سكنية، والبقية عبارة عن عمائر وبيوت وفلل قديمة 10 % منها مهجورة، فيما يسكن الموقع 90 % من المقيمين، ونسبة كبيرة منهم من العمالة الوافدة، التي تعمل في الأسواق والمحلات القريبة من الحي، ورصدت "الرياض" جملة من المشاهدات، من أهمها أن الحي يغلب عليه ندرة مواقف السيارات، وصعوبة الدخول والخروج خاصة لسيارات الخدمات، وشوارعه محدودة متعرجة. وتعني (الدحلة) الجرف الواقع في سفوح الجبال وهي أقل مساحة من الشعب عادة ما يكون آخرها ضيقاً ومقدمتها واسعة، وتكمن أهمية الحي في أنه الأقرب لنفق جرول المؤدي لتوسعة الملك عبد الله للمسجد الحرام، والذي يربط الحي بالحرم المكي بأقل من 1000 متر. ويضم الحي مدرسة حكومية للبنات، ومسجدين إضافة إلى أكثر من عشرين محلاً تجارياً. السكان يودعون حيهم الموغل في القدم، بذكريات الماضي وتصوير مبانيه، وأزقته، وممراته، ومداخله على الشوارع الرئيسية، إلى حين تغير ملامحه إلى حي عصري، يواكب المتغيرات الحديثة ويحقق رؤية ولاة الأمر في تجويد الحياة والخدمات لقاصدي بيت الله الحرام. الحي من الداخل يغرق في العشوائية