"التغيّر الشامل" و"التحوّل المذهل" و"سباق التطوير" كلها مفردات متعددة لواقع معاش وملموس بدأت ملامحه تظهر بجلاء، من خلال صور تصاميم "مكةالمكرمة" الجديدة بأبراجها الفاخرة ومحطات النقل العام المتطورة والشوارع العصرية.. ستتحول من حلم إلى حقيقة لتنسف الأحياء العشوائية التي تفيض بالزحام والأبنية القديمة والخربة. جولة "الرياض" على الأحياء العشوائية كشفت التغيّر غير المسبوق في "طبوغرافية" "قبلة الدنيا"، التي حولت الجبال الشاهقة والأحياء الغارقة داخل شعاب البيع العشوائي إلى أحياء فندقية. أبعاد مختلفة مشروعات المليك الجديدة لها أبعاد أمنية وإجتماعية وإقتصادية تنعكس إيجاباً على المشهد الإجتماعي في "مكةالمكرمة"، وتجى ذلك في جملة من الأحياء المكية مثل "شارع المنصور" و"جرهم" و"المسفلة" و"الخريق" و"العتيبية" و"الخنساء" و"النكاسة" و"الرصيفة"، التي تتهيأ لتاريخ جديد وملامح أنيقة، حيث سيتم إزالة أكثر من (6000) عقار في عشرة أحياء مكية غارقة في العشوائية ستتحول إلى ضواح فائقة التنظيم تخترقها طرق إشعاعية وأخرى للقطارات وفنادق خمسة نجوم ومسطحات خضراء، لتكون واجهات عصرية بملمح عالمي ينافس أشهر المدن العالمية في قارات العالم. أحياء عشوائية ولا أدل على تصوير حجم الإزالة التي تشهدها مكةالمكرمة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود من أنّ عُمد أحياء أصبحوا بفعل الإزالة بلا أحياء أو سكان يتابعونهم، حيث كانت أحياء "الشامية" و"الفلق" و"حارة الباب" و"الشبيكة" تموج مكاتب العُمد فيها بطلبات الشرطة للبحث عن مطلوبين أو لإبلاغ خصوم في المحاكم، فيما أصبحت اليوم ساحات واسعة وكأنّها لم تعرف صخب حياة الحارات بضجيجها وحراكها الإجتماعي، كما عرفت أحياء "الحفاير" و"جرول" بأنّها موغلة في القدم وصورة حية لبقايا الحارات الشعبية القديمة حول الحرم المكي، حيث يعرف تاريخها من بين أزقتها ومن خلال منازلها المبنية بالحجر والطين، والتي تزينها الرواشين استنشقنا عبق الحياة التي كان يعج بها الحي، وهي التي تفرغت من سكانها الأصليين منذ أكثر من ربع قرن ولم يبق بها سوى عددٌ قليل من كبار السن، فيما سيطرت الجاليات على تلك الأحياء. منطقة استثمارية وتتميز الأحياء المزالة القريبة من الحرم المكي بأنّها منطقة استثمارية وتتناسب مع مشروعات مناطق إسكان الحجاج والمعتمرين؛ لقربها من المسجد الحرام وملاصقتها للفنادق وعمائر الشقق المفروشة، الأمر الذي أوجد سوقأ تجارياً داخلياً وجعلها أكثر هذه الأحياء حظاً من الخدمات، إضافةً إلى أنّها تمتاز بكونها أكثر مرونة من حيث الحركة المرورية قياساً بتلك المناطق المخنوقة والمتكضه بالسكان وزحام المركبات. حجم التعويضات وكشف "منصور بن صالح أبو رياش" - رئيس اللجنة العقارية بالغرفة التجارية بمكةالمكرمة عضو لجنة التثمين العقاري - أنّ حجم التعويضات المتوقع ضخها لنزع عقارات الأحياء الواقعة في نطاق المشروعات الحكومية سيصل إلى (70) ملياراً، من شأنها خلق فرص إستثمارية كبيرة في أسواق البناء والتشييد والعقار والقطع والهدم الصخري، فضلاً عن أنّ هذه المشروعات ستعزز الثقة في الإستثمار داخل مكةالمكرمة وستجذب كبار المستثمرين، خاصة في ظل الإستقرار الأمني والإقتصادي وعدم وجود أيّ رسوم أو ضرائب. إزالة العقارات وبيّن "أبو رياش" أن التعويضات الجديدة ستشمل تنفيذ مشروعات الدائري إزالة (1800) عقار للدائري الأول و(1500) عقار للدائري الثاني و(4000) عقار للطريق الموازي، إضافة إلى مشروعات نزع الملكيات لتكملة مشاريع حكومية ضخمة مثل تكملة توسعة الساحات الشمالية للحرم المكي والذي يستهدف إزالة عقارات كبيرة في أحياء "العتيبية" و"البياري"، إضافة إلى مشاريع توسعة طريق "الحجون" و"المدينةالمنورة" و"ريع ذاخر" و"المسفلة" ونزع ملكية أرض معارض السيارات في مكةالمكرمة، متوقعاً أن تكون مكة خلال الخمس سنوات القادمة أغلى مدينة في العالم الإسلامي، من حيث جذبها للاستثمارات وستتربع على عرش أكثر المدن العالمية المتجهة نحو التطوير، مؤكداً على أنّ جملة المشروعات التي نزعت ملكيات عقاراتها، ستخلق آفاقاً اقتصادية للأحياء العشوائية، بحيث يحولها إلى أحياء استثمارية جديدة وقابلة لإسكان الحجاج، وتوفير الوحدات السكنية بجميع فئاتها الفندقية والمفروشة، وهو ما يحقق نقلة نوعية في البنية التحتية للأحياء التي تخترقها المشاريع الحكومية لبناء المزيد من الأبراج والفنادق؛ لتدخل تلك الأحياء دائرة الاستثمار وتتحول إلى أحياء تجارية، مما يجعل "مكةالمكرمة" تحاكي التطور العالمي في أنظمة البناء وتحقق طموحات القيادة الرشيدة، موضحاً أنّ المستثمرين ينتظرون أن تبادر أمانة العاصمة المقدسة في تسريع العمل الإجرائي وأن تواكب الأمانة الركض الحكومي بإتجاه التطوير كون أنّ بعض المشرعات تواجه بالتعقيدات.