لا شك أن الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - يحرص كل الحرص على الالتقاء بالمواطنين في سياسة الباب المفتوح للجميع، فمنذ أن كان أميراً لمنطقة الرياض وهذا هو ديدنه، ولا شك أن هذه ميزة يتفرد بها - أيده الله - منذُ أن كان أميراً لمنطقة الرياض وهي الالتقاء بالمواطنين في عقر دارهم وتلمس احتياجاتهم والاستماع لهم. ففي يوم الجمعة 22 ربيع الأول من عام 1392ه أي قبل 53 عاما كان الحدث الكبير بمدينة الزلفي، الزيارة الميمونة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حينما كان أميراً لمنطقة الرياض، فقد شهدت مدينة الزلفي مهرجاناً شعبياً رائعاً، ويوماً حافلاً بالإخاء عامرا بالمحبة بهذه المناسبة. فقد لبست مدينة الزلفي حلة قشيبة وزينت شوارعها بالأعلام الملونة واللوحات الترحيبية وجندت كل الإمكانيات بمناسبة الزيارة، حيث وصل الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مدخل المدينة وبصعوبة بالغة كان الموكب يشق صفوف الجماهير المحتشدة لتحيته، وكان الأهالي يلتفون حول الموكب مرحبين بمقدمه بكل قلوبهم ومشاعرهم ومعربين عن شكرهم له على هذه الزيارة الكريمة واللفتة الطيبة والعطف الذي غمرهم به وكانت الهتافات الصادقة تعلو الجميع ترحيباً بمقدمه. وقد وقف الموكب في هذا الزحام عدة مرات وكان خلالها يترجل ليصافح مستقبليه في هذه الرحلة الطويلة ذلك لأنه كان يلمس مقدار الشوق والحفاوة وحرارة الترحيب لدى أبناء مدينة الزلفي الذين أحلوه في سويداء قلوبهم وعيونهم. فقد بدأ زيارته - حفظه الله - بزيارة إلى مقر إمارة الزلفي «المحافظة حالياً» حيث كان أميرها «المحافظ حالياً» في استقباله، وهناك تقدم جمع كبير من المواطنين للسلام عليه وبعد ذلك ابتدأ حفل خطابي قصير ألقيت فيه بعض الكلمات والقصائد الترحيبية العربية والنبطية تعبيراً عن شكر المواطنين وامتنانهم لهذه الزيارة، وبعد أن تحدث مع المواطنين أحاديث الود والأخوة غادر -أيده الله - مقر الإمارة لزيارة القاضي ومن ثم توجه إلى بيت رئيس البلدية حيث ألقيت كلمة البلدية التي أوضحت المستقبل الزاهر الذي ينتظر هذه المدينة والمنطقة بوجه عام، خاصة بعد تنفيذ المشاريع الكثيرة التي بدأ بعضها يظهر على حيز الوجود، بعدها توجه إلى مقر الشرطة حيث كان رئيس الشرطة ومنسوبوها في شرف استقباله، ومن ثم انطلق موكبه إلى بلدة علقة حيث كان الأهالي هناك ينتظرونه على أبواب البلدة مرحبين أشد ترحيب ثم غادر موكبه بلدة علقة تحفه مظاهر التكريم، بعد ذلك اتجه إلى مقر الحفل في المخيم الضخم الذي أعد بهذه المناسبة حيث اصطف الطلاب على جانبي الطريق للترحيب وفور وصوله - حفظه الله - عزف السلام الملكي ثم بدأ الحفل الخطابي بالقرآن الكريم ومن ثم توالت كلمات الترحيب حيث ألقى الأستاذ علي الذييب كلمة أهالي الزلفي حيث رحب بالملك سلمان بن عبدالعزيز باسم المواطنين وشكر له هذه الزيارة الميمونة، بعد ذلك تقدم الشيخ عبدالله بن خميس وألقى قصيدة رائعة بهذه المناسبة الغالية وبعده تقدم الأستاذ محمد الأحمد الملحم وألقى قصيدة عربية كانت مثار الإعجاب وتلتها قصيدة نبطية للشيخ غانم بن دخيل الغانم الموسوعة المتنقلة كما يسمونه وكانت بحق قصيدة جيدة اشتملت على معان ترحيبية لطيفة طرب لها الحاضرون، بعد ذلك تقدم الشاعر مساعد الجارالله الغزي وألقى قصيدة نبطية صورت فرحة المواطنين واستبشارهم في هذه الزيارة الميمونة للملك سلمان لمدينة الزلفي. وفي نهاية الحفل الخطابي الذي أقامة أهالي المدينة بهذه المناسبة توجه الملك سلمان والمدعوون إلى موائد الغداء التي تليق بهذه المناسبة العظيمة والتي تعبر تعبيراً صادقا عن الكرم العربي الأصيل وعن الحفاوة الكبيرة لمقامه الكريم بعد ذلك تناول طعام الغداء. عاد - حفظه الله - لمتابعة فقرات مهرجان الزلفي ثم بدأت العرضة السعودية حيث شارك - يحفظه الله - بالعرضة وفي تمام الساعة الرابعة عصرا كان الموكب الكبير قد وصل إلى ملعب نادي مرخ (الزلفي حالياً في المبنى القديم) لحضور المهرجان الرياضي الكبير الذي أعدته مدارس ومعاهد مدينة الزلفي تحت إشراف مكتب التعليم هناك وكان المهرجان الرياضي هو آخر درة في عقد برنامج الاحتفال العام وكان مهرجانً رائعاً بحق حيث ظهر بالمظهر اللائق وقد قدمت الفرق المدرسية فقرات رياضية جميلة وشيقة وكان التنظيم يسود كل فقرة من فقرات المهرجان وقد استحوذ المهرجان على إعجاب الملك سلمان ومرافقيه وجمهور الحاضرين. بدأ المهرجان بآيات من الذكر الحكيم ثم تلا ذلك كلمة مكتب التعليم الأستاذ عبدالله السلامة حيث وضح معلومات وافيه ضافية عن وضع المنطقة التعليمي الناهض والتطور العلمي الكبير ثم بدأ العرض الرياضي بعد ذلك قدمت فرقة الفن الشعبي حركات جميلة على وقع الطبول ثم تلا ذلك عرض لطلاب المدارس الابتدائية وكانت الموسيقى تشارك هؤلاء البراعم تأديتهم عروضهم الجميلة بالأعلام الصغيرة الملونة وقد اتقن هؤلاء الصغار وأبدعوا أثناء هذه العروض الرياضية ثم جاء دور المرحلة المتوسطة والمرحلة الثانوية حيث قدموا عروضا جميلة وتشكيلات رائعة، وأروع ما قدم في المهرجان الرياضي عرض الدراجات النارية وهو أول عرض من نوعه يقام في المملكة وقد أعجب الملك سلمان وجميع الحاضرين ودهشوا بالحركات التي قدمها الطلاب بالدراجات مما يدل على المجهود الكبير الذي بذل في تدريبهم من أجل هذه المناسبة الرائعة ومن الصعب وصف الحركات والعروض الجميلة التي قدمت في هذا المهرجان الكبير الذي اشتركت به حوالي 20 مدرسة ابتدائية ومتوسطة وثانوية والمعهد العلمي، وهذا يدل على مدى الاهتمام والترحيب والاحتفاء بسموه حين ذلك «الملك سلمان بن عبدالعزيز» حالياً وكان يشرف على هذا المهرجان وأخرجه الأستاذ مساعد الخريص الذي أبدع حقاً في هذا المهرجان الذي أدهش الملك سلمان في حسن الأداء والفكرة والإخراج وكان محل إعجاب من الجميع وانتهى المهرجان الرياضي بالسلام الملكي. لقطات من حفل ومهرجان الزلفي : * تلفزيون الرياض سجل هذا الاحتفالات ومن ثم تم بثها. * شاركت صحيفة «الرياض» في تغطية هذه الزيارة بعثات صحفية ومصورون. * أثناء العرض الرياضي تقدم أحد المواطنين نيابة عن أهالي الزلفي فقدم هدية باسم الأهالي للملك سلمان شاكراً لهم هذا الشعور الجميل نحوه. * التقت «الرياض» عددا من المسؤولين واستوضحت منهم مشاعرهم في هذه المناسبة فاجمعوا على أن هذا اللقاء هو لقاء الحب والود وأن التعبير قاصر عن وصف هذا اليوم وأن مظاهر الفرحة والبهجة فوق التصور وفوق الكلمات. * في المهرجان الرياضي أطلقت مجموعات من البالونات تحمل صور القيادة ما أثار دهشة الأهالي حين رؤيتهم لهذا المنظر البديع وظلوا يتساءلون أين ستنزل هذه البالونات وهل تستمر طائرة في الجو إلى مدى بعيد. * وقف رتلاً من السيارات والشاحنات أمام المخيم الكبير والذي يتميزون به أهالي الزلفي لامتلاكهم تلك الأعداد الكبير من الشاحنات والتي تنقل البضائع حينذاك من الكويت ولبنان وسورية والعراق إلى جميع مدن المملكة وذلك في منظر مهيب وقد تميزت الزلفي حينذاك عن غيرها في هذه المهنة. واخيراً.. لقد كان يوما ممتعا لن تنساه مدينة الزلفي كان يوماً مشهوداً يؤكد الطلة الوثيقة ومنتهى الحب والود الذي يكنه المواطنون في الزلفي للملك سلمان بن عبدالعزيز. * الجدير بالذكر أن الملك سلمان قام بعد هذه الزيارة بثلاث زيارات للمحافظة، الأولى عام 1401ه والثانية عام 1407ه، والثالثة عام 1428ه. يشارك في العرضة السعودية يشرف حفل الغداء مدرس بريطاني وزوجته يحضران الحفل مهرجان الدراجات النارية رتل من الشاحنات خلال الفعاليات الحفل الرياضي ضوئية للجريدة خلال زيارة الملك للزلفي قبل 53 عاماً