حلقات أعدها: فهد بن عبد العزيز الكليب نستعرض في حلقة اليوم جانباً من جوانب الاهتمام الذي تحظى به الزلفي كبقية المناطق من ولاة الامر حفظهم الله حيث شهدت الزلفي زيارات تفقدية عديدة. كما نتطرق إلى بعض الرحالة الاجانب الذين كتبوا عن الزلفي ونورد بعض المقتطفات من تلك الكتابات. لقد مر ذكر الزلفي في عدد من المصادر والمراجع والمخطوطات النجدية التي تناولت تاريخ الدولة السعودية وخاصة في أحداث منطقة نجد والتي تناولت منطقة الزلفي واشارت إليها تفصيلاً أو تلميحاً في سردها للاحداث التاريخية النجدية والتي لايتسع المجال لذكرها سرداً في مثل هذا الملف الموجز حيث ان ذلك شرحه يطول، ولعل أبرز الاحداث التاريخية التي شهدتها المنطقة هي«موقعة السبلة» التي وقعت صباح يوم 19 شوال سنة 1347ه «1928م» انتصر فيها الملك عبدالعزيز، وهي احدى أهم المعارك الحاسمة في ملحمة توحيد المملكة اذ ان الكثير من المؤرخين يعتبرها الفاصلة. زيارات الملك عبدالعزيز للزلفي لم تذكر الروايات التاريخية أن جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله قام بزيارة لمنطقة الزلفي وهذا ما اكده كبار السن من اعيان المنطقة ولكن المصادر التاريخية التي تكلمت عن تاريخ الملك عبدالعزيز وجهاده في سبيل توحيد أرجاء المملكة ذكرت أن الملك عبدالعزيز مر بالزلفي ونزلها، وكان أول مرور له بالمنطقة سنة 1320ه«1902م»، يقول الأمير سعود بن هذلول في كتابه:«تاريخ ملوك آل سعود»: فرحل عبدالعزيز من جلاجل ونزل الزلفي، فكانت هذه السنة قحطاً وحدباً، فضاق بعبدالعزيز العيش ومن معه من قلة الارزاق، فرجع من الزلفي إلى الرياض، وكان ذلك المرور اثناء حروب الملك عبدالعزيز بالقصيم»، ويذكر واضع الاطلس التاريخي للدولة السعودية أن الملك عبدالعزيز نزل الزلفي للمرة الثانية وذلك سنة 1342ه «1923م». مرور الملك عبدالعزيز بالثوير عندما كان الملك عبدالعزيز يجد في ملاحقة عبدالعزيز بن متعب بن رشيد في وقعة «روضة مهنا» التي انتهت بقتل ابن رشيد، صادف حدرة أهل الزلفي قد خرجوا من الكويت، فطلب منهم المساعدة بالرجال لمطاردة ابن رشيد، فاحتموا بحصونهم لمقاومته بالقوة فلم ير داعياً لقتالهم لعدم حاجته للماء، لأن الوقت شتاء، فتقدم مسرعاً وبعد وقت طلعت على أهل الثوير طلائع الملك عبدالعزيز، وبعد معرفتهم سأل أهل الثوير عن الإمام عبدالعزيز فقالت لهم الطلائع، إنه على مقربة من هنا، فخرج كل من فريج الفهد البهلال، وعلي الجاسر، ورشيد العلي، وعبدالعزيز القشعمي واستقبلوه وعرضوا عليه الدعوة فشكرهم واعتذر لعدم اتساع الوقت، ولكن يكفي حسن استقبالهم ولابأس من تناول التمر واللبن بسرعة، فعادوا أمام الملك إلى منازلهم وأخرجوا ما استطاعوا من التمر والقهوة واللبن وجدوا في طلب ابن رشيد، فسألهم: ألا يوجد لديكم من لياقة لسبر ابن رشيد لنا؟ فذكروا له شافي الفعير الديحاني المطيري فهو رجل جسور وخفيف الحركة وكأعرابي غير مستغرب وجوده في معسكر ابن رشيد فانتدبه الملك، فذهب يسأل من يصادفه عن جمل وتظاهر بأنه دوار، حتى رأى نزول ابن رشيد في لغف النفود مما يلي روضة مهنا، فعاد إلى الإمام عبدالعزيز وأخبره، فسار الملك عبدالعزيز بجنده حتى تم اللقاء بين الجيشين في الوقعة التي عرفت بوقعة«روضة مهنا» والتي قتل فيها عبدالعزيز بن متعب الرشيد. الملك سعود يزور الزلفي قام جلالة الملك سعود بن عبدالعزيز بزيارتين لمنطقة الزلفي، كانت الزيارة الأولى في سنة 1373ه وكان أمير الزلفي آنذاك إبراهيم الحمد وذلك بدعوة من أهالي المنطقة وقد أقام الاهالي احتفالاً رسمياً كبيراً احتفاءً بمقدمه الميمون وكان في معيته اصحاب السمو الملكي الأمراء: محمد وناصر وعبدالله أبناء عبدالعزيز، واستغرقت تلك الزيارة ساعتين، أما الزيارة الثانية فكانت في شهر شوال عام 1378ه حيث حضر رحمه الله مبكراً للزلفي وتناول طعام العشاء وحضر المهرجان الخطابي والرياضي الذي اعده الاهالي لجلالته حيث القيت كلمة الاهالي والقاها الأستاذ/ عبدالمحسن بن عبدالله بن عبدالمحسن الطريقي المعلم في مدرسة القدس آنذاك واعطاه الملك سعود مكافأة مالية قدرها 300 ريال وساعة يد«موقادا» وكان للمواطن المخلص عبدالله بن محمد الناصر البداح دور بارز ومشهود بالتنظيم والتعاون. زيارة الملك خالد بن عبدالعزيز للزلفي قام جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز- رحمه الله- بزيارة رسمية إلى منطقة الزلفي وذلك في يوم الاحد الموافق 20 صفر 1401ه وكان في معيته خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز«ولي العهد وقتها»، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وعدد كبير من أصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكرين وقد اقيم لجلالته حفل خطابي كبير حيث القى كلمة الاهالي فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن محمد العبدالمنعم والقيت عدد من القصائد الترحيبية بمقدم جلالته ومرافقيه. زيارة الأمير سلطان للزلفي قام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز بزيارتين لمنطقة الزلفي، فكانت الأولى يوم الاربعاء 24/8/1407ه يرافقه فيها اخوه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وتعتبر زيارة تفقدية تلبية لدعوة من قبل الاهالي. أما الزيارة الثانية فكانت بعد عودته الميمونة من رحلته العلاجية التي تكللت ولله الحمد بالنجاح وذلك في يوم الاحد 24 ذو القعدة 1418ه.. حيث اقيم له احتفائية خاصة وذلك في الاستاد الرياضي بمرخ حيث بدأ الحفل الخطابي والقى كلمة الاهالي سعادة الدكتور سليمان بن أحمد العليوي مدير التعليم بمحافظة الزلفي ثم القيت عدد من القصائد الترحيبية، ثم اطلع سموه الكريم على بعض من منتجات الشركات والمصانع الوطنية والورش القائمة بالزلفي وبعض من الانشطة الطلابية لتعليم البنين والبنات ثم تناول سموه ومرافقوه حفل الشاي الذي اعد بهذه المناسبة. زيارة الأمير سلمان الاولى للزلفي أول زيارة رسمية قام بها أمير منطقة الرياض للزلفي كانت يوم الجمعة الموافق 24/3/1392ه، وقد وصل سموه إلى مدخل المدينة الجنوبي عند الساعة العاشرة بالتوقيت الزوالي واستغرقت الزيارة يوماً كاملاً واقيم استقبال رائع ومهرجان كبير خطابي ورياضي تكريماً لسموه، وعند وصوله توجه إلى مقر امارة الزلفي حيث كان في استقباله أمير الزلفي وتقدم جمع غفير من المواطنين والاهالي للسلام على سموه وبدأ حفل خطابي قصير القيت فيه بعض الكلمات الترحيبية والقصائد الشعرية ومن ثم غادر مقر الامارة لزيارة قاضي المنطقة، ثم زار عدداً من الدوائر الحكومية وتفقد سير العمل بها واقيم له حفل خطابي اعده اهالي البلدة ثم غادرها متوجهاً إلى المهرجان الكبير الذي اقامه الاهالي احتفاءً بمقدمه الميمون والقى كلمة الاهالي الاستاذ علي بن سليمان الذييب، ثم القيت عدد من القصائد الترحيبية ثم شهد سموه والحضور بعضاً من الفقرات الاستعراضية الممتعة من قبل بعض شباب الزلفي على الدراجات النارية ثم بدأت العرضة النجدية التي شارك بها سموه. كما شهدت الزلفي زيارة الأمراء: سلطان وعبدالرحمن وتركي وسلمان للزلفي مجتمعين، قام في أوائل الثمانينات الهجرية كل من أصحاب السمو الملكي الأمراء: سلطان وعبدالرحمن وتركي وسلمان بزيارة للزلفي بدعوة من المواطن سليمان بن محمد الحمد العراجة والد محمد بن سليمان العراجة الموظف بأمارة الزلفي سابقاً وذلك في بيته حيث كانت بينهما علاقة اخوية وطيدة إذ كان- رحمه الله- اعني سليمان العراجة يعمل «مطوع» لديهم وكان محل تقدير ومحبة منهم، وتناولوا طعام العشاء عنده، ثم قاموا بزيارة لابن معتق وخالد الحزاب ثم زاروا المدرسة الاولى والامارة وكان حينذاك بالنيابة عبدالله بن عبدالرحمن السكران الشاعر المشهور وطلب منه القاء قصيدته بالملك عبدالعزيز بالسبلة فالقاها. وهذه الزيارة تدل عن تواضع جم من ابناء عبدالعزيز وعلى مدى اللحمة القوية التي تجمع بين القيادة والقاعدة وبروح الاسرة الواحدة. أمراء الزلفي تولى أمرة منطقة الزلفي عدد من الرجال الذين كانت لهم مساهمات في تطوير الزلفي والعمل على استتباب الامن فيها ممثلين للدولة الرشيدة وسوف اقوم بذكر هؤلاء الذين تولوا امارة الزلفي حسب ما توافر لدي من معلومات موثقة والامراء هم: محدث العمري التميمي، حمد بن راشد الراشد، مجاهد بن عبدالله بن محمد المجاهد، سليمان بن عبدالله بن محمد المجاهد، سلمان بن عبدالمحسن البداح، راشد بن سلمان بن عبدالمحسن البداح، محمد بن راشد البداح، ناصر بن عبدالله البداح، أحمد بن عبدالله البداح، عثمان بن محمد الناصر، عبدالله بن محمد الناصر، علي بن عبدالمحسن البداح، زيد بن محمد العبدالقادر، سلمان بن بداح البداح، عبدالرحمن بن عطاالله العطاالله، عبداللطيف بن حمين الحمين، ابراهيم الأحمد الحمد، محمد بن عبدالله البتال، ابراهيم بن مبارك بن منيع، علي بن حمد المبارك، عبدالله بن علي العامري، محمد بن علي بن دليم، عبدالله بن سعد المسعود، زيد بن سعود الخثلان، حمد بن عبدالرحمن الخثلان، عبدالله بن سعيد بن بيشان، سليمان بن عساف العساف، هادي بن علي العامري ولايزال. الزلفي وبعض الرحالة الأجانب الرحالة فيلبي يشير إلى الزلفي: أشار الرحالة سنت جون فيلبي«أو عبدالله فيلبي فيما بعد» في كتابه«تاريخ نجد ودعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب» إلى الزلفي في مواضع كثيرة من الكتاب، حيث إنها لعبت دوراً في الأحداث التاريخية، وكان فيلبي يطلق على مدينة الزلفي في كتابه ب«زلفي»، وذكرت الزلفي في كتابه حوالي 20 مرة في مواضع مختلفة، وأحداث متنوعة من تاريخ الدولة السعودية. جي. ج. لوريمر صاحب«دليل الخليج» تعرض صاحب كتاب«دليل الخليج» جي. ج. لوريمر إلى الحديث عن الزلفي في الجزء السابع وبسط رأيه حول الزلفي من حيث موقعها الجغرافي والقرى الملحقة بها، وكذلك التابعة لها وذلك في الصفحات من«2576 إلى 2582»، وورد ذكر الزلفي في كتابه- «زلفي» ولم يلحق بها «ال» ولما كان قد أطال في حديثه عن الزلفي، فإن من الملائم ذكر بعض المعلومات الجغرافية التي سجلها عنها، فهو يقول: «زلفي قرية كبيرة، أو مدينة صغيرة في نجد، تقع في نهاية الطريق الغربي لجبل طويق قريباً من نهاية ذلك المرتفع، وتقع على بعد 60 ميلاً شرقي بريدة، وأكثر من 40 ميلاً قليلاً شمال غربي المجمع«يعني المجمعة» ويوجد طريق صحراوي يصل بين زلفي ومدينة الكويت، ويعبر هذا الطريق واد يسمى وادي أرطاوية عند مكان يبعد 50 ميلاً من الزلفي، ويسير بعد ذلك إلى آبار الصبيحية، أو إلى آبار لقيط في العدان في منطقة الكويت». ويقول تحت عنوان«الزلفي الأصلية»: «يقع إقليم زلفي في البطين وهو منخفض، يتكون من أراض صالحة للزراعة تحت جبل طويق مباشرة. وبعد هذا المنخفض يوجد تجويف يؤدي إلى ناحية الغرب ويعرف باسم«خل ازليفف»«يعني زليغيف» ومنه يمتد الطريق نحو القصيم، ويقدر عدد سكان زلفي الأصليين بنحو ألفي نسمة،«هذه الاحصائية التي ذكرها لوريمر كانت 1344ه 1915م»، وتروى مزروعاتها من الآبار التي يتراوح عمقها ما بين 8 إلى 18 قدماً، ويزرع بها النخيل والحبوب والبطيخ والشمام والفواكه والبرسيم، ويوجد قليل من الخيول لدى الفضول، بينما تكثر قطعان الماشية ويعيش هنا بعض التجار الذين تتسع أعمالهم فتصل إلى الكويت من ناحية وإلى مكةالمكرمة من ناحية أخرى، وتستفيد زلفي من توسط موقعها على الطريق بين هذين المكانين وكذلك بواسطة تجارة الترانزيت بين شمال نجد وجنوبها، ويوجد أكثر من مائة عائلة من زلفي تستقر الآن في مدينة الكويت«يعني في عام 1334ه- 1915م»، أما في وقتنا الحاضر فيصلون إلى حوالي 450 عائلة تقريباً. ثم يذكر لوريمر بعض الأماكن الواقعة قريباً من الزلفي. شكسبير في الزلفي يذكر صاحب كتاب«تذكرة أولي النهي والعرفان..» إبراهيم بن عبيد، أن جلالة الملك عبدالعزيز- رحمه الله- قد طلب من الضابط الإنكليزي«شكسبير» الانتظار في الزلفي حتى يعود من وقعة جراب سنة 1333ه حيث يقول: «وقد رافق ابن سعود الضابط الإنكليزي شكسبير، فما استحسن ابن سعود خروجه معه وقال له: ليس من رأيي أن تمشي معنا وإني أفضل انتظارك إيانا في الزلفي، فنعود إن شاء الله إليك، غير أن الضابط أجابه بقوله:«لايجوز أن يقال إن رجلاً إنكليزياً قرب من ساحة القتال بين ابن سعود وابن رشيد ورجع جباناً خائفاً». وقد ألح عليه ابن سعود بالرجوع وألح هو أيضاً بالحضور، ركب مع الجيش إلى ساحة القتال في جراب وجراب هذا ماء من مياه القصيم».