استقرت أسعار النفط بعد انخفاضات سابقة أمس الخميس ناجمة عن بيانات اقتصادية مخيبة للآمال من اقتصادات رئيسية، مع ترقب المستثمرين كلمة يلقيها رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي جيروم باول اليوم الجمعة بحثا عن أدلة بشأن تحركات أسعار الفائدة. وبحلول الساعة 0855 بتوقيت جرينتش، ارتفع خام برنت ستة سنتات بما يعادل 0.1 بالمئة إلى 83.27 دولاراً للبرميل، بعد أن نزل إلى 82.57 دولاراً في وقت سابق من الجلسة. وارتفع الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط أربعة سنتات أو 0.1 بالمئة إلى 78.93 دولاراً للبرميل بعد أن نزل إلى 78.22 دولاراً. وقال محللون إن بيانات التصنيع الصادرة عن مجموعة من استطلاعات مؤشر مديري المشتريات يوم الأربعاء رسمت صورة قاتمة لصحة الاقتصادات في جميع أنحاء العالم، مما أثار مخاوف بشأن الطلب. وأعلنت اليابان عن تقلص نشاط المصانع للشهر الثالث على التوالي في أغسطس. كما انخفض النشاط التجاري في منطقة اليورو أكثر من المتوقع، خاصة في ألمانيا. ويبدو أن الاقتصاد البريطاني يتجه للانكماش في الربع الحالي، مما يجعله عرضة لخطر الوقوع في الركود. بينما اقترب نشاط الأعمال في الولاياتالمتحدة من نقطة الركود في أغسطس، مع تسجيل النمو لأضعف مستوياته منذ فبراير. وقال محللو بي سي إيه للأبحاث: "إن زخم النمو المتدهور في الصين هو السبب الرئيسي لتدهور التصنيع العالمي". وأضافوا أن هذا يؤثر على الدول الأوروبية حيث لا يزال النمو معرضا بشكل كبير للطلب الصيني، مثل ألمانيا. في هذه الأثناء، يتوجه مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي وصانعو السياسات من البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا وبنك اليابان إلى جاكسون هول حيث قد يهيمن الحديث عن أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول على الرغم من تراجع الضغوط التضخمية. وقال سوغاندا ساشديفا، المدير التنفيذي وكبير الاستراتيجيين في شركة أكمي للاستشارات الاستثمارية، إن الضغط الهبوطي على أسعار النفط يرجع إلى حد كبير إلى المخاوف المحيطة بالانخفاض المحتمل في الطلب وارتفاع المعروض من النفط على رأس قراءات مؤشر مديري المشتريات المتشائمة. وعلى جانب العرض، نقلت وسائل الإعلام الرسمية عن وزير النفط الإيراني قوله إن إنتاج النفط الخام الإيراني سيصل إلى 3.4 ملايين برميل يوميا بحلول نهاية سبتمبر، على الرغم من استمرار العقوبات الأمريكية. ويقوم المسؤولون الأمريكيون أيضًا بصياغة اقتراح من شأنه تخفيف العقوبات على قطاع النفط في فنزويلا، مما يسمح لمزيد من الشركات والدول باستيراد النفط الخام، إذا تحركت الدولة الواقعة في أمريكاالجنوبية نحو انتخابات رئاسية حرة ونزيهة. وقال ساشديفا: "بالنظر إلى نقطة المقاومة الكبيرة عند 83 دولارًا للبرميل لخام غرب تكساس الوسيط، نتوقع أن تستمر أسعار النفط في التداول بانحياز سلبي". وأضافت: "من المرجح أن تشهد الأسعار بعض الانتعاش، ولكن يبدو أنها في طريقها لاختبار مستويات أدنى تبلغ حوالي 74 دولارًا للبرميل على المدى القريب". وساعد الانخفاض الأكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأمريكية في دعم السوق. وانخفضت مخزونات الخام الأمريكية بمقدار 6.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 18 أغسطس إلى 433.5 مليون برميل، مقارنة مع توقعات المحللين لانخفاض قدره 2.8 مليون برميل. لكن ارتفاع مخزونات البنزين في الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي يشير إلى أن الطلب على الوقود كان أضعف من المتوقع، وفي وقت يتوقع المحللون أن تقوم السعودية، القائد الفعلي لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، بتمديد خفض الإنتاج الطوعي بمقدار مليون برميل يوميًا حتى أكتوبر للمساعدة في دعم السوق. الانخفاض في المخزونات وقال محللون في بنك ايه ان زد في مذكرة: "هذا الانخفاض في المخزونات تعكس تحركاً في جميع أنحاء العالم، ومعظم التخفيض حدث في الصين، حيث بلغت معدلات التشغيل من المصافي المملوكة للدولة مستوى قياسيا هذا الشهر. وهذا يشير إلى طلب صحي". لكن ارتفاع مخزونات البنزين في الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي يشير إلى أن الطلب على الوقود كان أضعف من المتوقع. وقالت انفيستنق دوت كوم، استقرت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية يوم الخميس، حيث أثارت مجموعة من قراءات مؤشر مديري المشتريات الضعيفة المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي، في حين أظهر ارتفاع الإنتاج والصادرات الأمريكية أن العرض قد لا يكون ضيقًا كما كان متوقعًا في البداية. وقدرت إدارة معلومات الطاقة أن إنتاج النفط الخام الأمريكي اقترب من أعلى مستوياته قبل كوفيد الأسبوع الماضي، بينما ارتفعت الصادرات. وأظهرت بيانات يوم الأربعاء أيضا زيادة كبيرة غير متوقعة في مخزونات البنزين ونواتج التقطير في الولاياتالمتحدة على مدى الأسبوع الماضي، مما يشير إلى ضعف الطلب على الوقود في الولاياتالمتحدة وطغى إلى حد كبير على انخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأوسع نطاقاً. وهذا وضع أسعار النفط بالقرب من أضعف مستوياتها في شهر تقريبًا، كما وضعها أيضًا في طريقها لليوم الرابع على التوالي من الخسائر. ولم تتلق أسعار النفط راحة تذكر من انخفاض الدولار، مع ترقب الأسواق لمزيد من الإشارات بشأن السياسة النقدية الأمريكية من ندوة جاكسون هول يوم الجمعة. في وقت ارتفع إنتاج الولاياتالمتحدة وصادراتها، كما يتم التركيز على إمدادات العراق. وقدرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن إنتاج الخام الأمريكي وصل إلى 12.8 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 18 أغسطس، ليقترب من الرقم القياسي البالغ 13.1 مليون برميل الذي شوهد في أوائل عام 2020، قبل تفشي فيروس كورونا. كما تم توجيه أكثر من 10 ملايين برميل من إنتاج الأسبوع الماضي نحو الصادرات، حيث أشار المحللون إلى أن المنتجين الأمريكيين يتحركون لسد الفجوة في العرض السعودي والروسي، وأعلن البلدان عن تخفيضات كبيرة في الإمدادات في وقت سابق من هذا العام، وهو ما كان من المتوقع أن يؤدي إلى تشديد أسواق النفط الخام في النصف الأخير من عام 2023. وبالإضافة إلى زيادة الإمدادات الأمريكية، أظهرت تقارير إعلامية حديثة أيضًا أن وزيري الطاقة التركي والعراقي يتفاوضان بشأن استئناف صادرات النفط من المنطقة الكردية، والتي يمكن أن تنتج 450 ألف برميل يوميًا من النفط. ومن المتوقع أيضًا أن تستمر السعودية وروسيا في تخفيضات الإنتاج، حيث يتوقع المحللون الآن أن تقوم الرياض بتمديد خفضها بمقدار مليون برميل يوميًا حتى نهاية أكتوبر. وأدى خفض الإمدادات من قبل عملاقي النفط إلى تعزيز أسعار النفط بشكل كبير خلال الأسبوعين الماضيين. لكن، المخاوف الصينية، وضعف الطلب على الوقود في الولاياتالمتحدة تؤثر أيضا. واستمرت المخاوف من تباطؤ الطلب الصيني على الخام في الوقت الذي يعاني فيه أكبر مستورد للنفط في العالم من تباطؤ التعافي الاقتصادي بعد فيروس كورونا. ويبدو أيضًا أن الطلب على الوقود في الولاياتالمتحدة يتراجع بالتزامن مع موسم الصيف، حيث سجلت مخزونات البنزين ونواتج التقطير زيادات قوية خلال الأسبوع الماضي. وزادت القراءات الضعيفة لمؤشر مديري المشتريات من الولاياتالمتحدة ومنطقة اليورو من المخاوف من أن تباطؤ النمو الاقتصادي سيؤثر على الطلب. ويتلاشى الخصم الروسي على الديزل حتى مع نمو الطلب على المحاصيل في البرازيل. ويبدو أن تعطش البرازيل الكبير بالفعل للديزل سينمو مثل المحاصيل في الحصاد القادم، لكن المصادر تشك في أن البراميل الروسية ستلبي الطلب الإضافي كما حدث في معظم عام 2023. وقال أحد مصادر السوق البرازيلية إن سعر الديزل الروسي الذي تم تسليمه قد تقلص إلى ما لا يقل عن 8 سنتات للغالون مقارنة بالبراميل الأمريكية المنشأ. وأضاف: "روسيا هي صانعة السوق، لكنها لم تفعل الكثير خلال الأسبوعين الماضيين ولسنا بحاجة لمطاردة التكافؤ الروسي". وتماشيًا مع اتجاه ارتفاع الإنتاج المحلي وانخفاض الواردات، أظهر تقرير ستاندرد آند بورز للسلع العالمية عبر البحار الصادر في 22 أغسطس أن متوسط إنتاج الديزل الروسي بلغ 45 ألف برميل يوميًا فقط للأسبوع المنتهي في 18 أغسطس، وهو أدنى معدل منذ بداية مايو. وقال المصدر إن سعر الديزل الأمريكي المنشأ كان ثابتًا في آخر مرة مقارنة بالعقود الآجلة لبورصة نايمكس لشهر سبتمبر، في حين أن أسعار الشحنات الروسية المنشأ تراوحت بين سالب 7 إلى سالب 8 سنتات للجالون، وكلاهما على أساس للتسليم إلى جنوبالبرازيل. وقد تم الحديث عن الخصم الروسي مقارنة بالمنتج الأمريكي المنشأ عند 20 سنتاً للغالون خلال معظم فترات الصيف، إلا أنه تم تشديده مع قيام شركة النفط البرازيلية العملاقة بتروبراس بزيادة إنتاجها بشكل حاد وارتفاع الأسعار العالمية بشكل حاد.