كشفت مخطوطات أثرية قديمة تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد، وجود أشجار "المانجروف" في الخليج، واستمر وجودها حتى أصبحت أكثر انتشاراً قبل ستين سنة، وانتشرت أشجار المانجروف في مساحات أوسع على سواحل جزيرة تاروت الشمالية والغربية، التي قد تعرضت للدفن بسبب التوسع العمراني، وتم إعادة هذا الحلم البيئي مع إطلاق رؤية المملكة 2030، لتصبح غابات المانجروف ضمن مبادرة السعودية الخضراء التي تهدف إلى زيادة الأشجار والحفاظ على البيئة والثروات الطبيعية. كنز في المياه المالحة وكان المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر في السعودية أعلن توقيع 4 عقود لإنتاج وزراعة أكثر من مليوني شجرة مانجروف على السواحل الشمالية للبحر الأحمر وجنوبه والخليج العربي، حيث تعد الأشجار الوحيدة في العالم التي يمكنها تحمل المياه المالحة، وتحتوي على العديد من الفوائد، من بينها استخدامها في صناعة الورق، الصباغة والعلاجات الطبية، إضافة إلى أن استثمار المانجروف يعد مصدرًا للدخل من خلال التربية السمكية وإنتاج الأسمدة العضوية، وإعادة إعمار السواحل الرملية، ومكافحة التصحر، وتقوم بدور هام في تقليل الانبعاثات الكربونية والمحافظة على التنوع الحيوي والمحيط البحري. وتسعى المملكة إلى توفير شكل من أشكال الدفاع الساحلي وتآكل الشواطئ فضلاً عن توفير أماكن تنزه، باستغلال زراعة كميات كبيرة من أشجار المانجروف، والأجمل أن شجرة المانجروف لا تحتاج مبيدات حشرية أو تدخل من الإنسان بشكلٍ مباشر للعيش، مما ينعكس إيجابياً على العسل المنتج من هذه "الشجرة المعجزة". عسل المانجروف أصبح العسل المُستَخلَصٌ من أشجار المانجروف، التي تتغذى بالمياه المالحة في محافظة القطيف، الأكثر طلبًا في أسواق المنطقة الشرقية، حيث يصدّر للمرة الأولى الذي يأتي بعد سنوات قليلة من إطلاق مبادرة إنتاج العسل من أشجار المانجروف، التي ينفذها فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة الشرقية. ويعد عسل المانجروف من الأنواع النادرة، حيث لا يمكن لجميع النحالين إنتاجه إلا في أماكن محددة، وذلك لأن أشجار المانجروف تنمو في بيئة تختلف تماماً عن باقي الأشجار، حيث ترتوي من مياه البحر وتستمد الغذاء من بقايا صغار الأسماك والروبيان والكائنات البحرية التي تنمو في بيئة خصبة أسفلها.