ها هي الأحداث الأخيرة بالنسبة لنادي الشباب تبرز لنا الكثير والكثير من الحقائق، وهذه أقوال هؤلاء الذين هرولوا خلف عواطفهم الشخصية وخصوصاً بعض الشبابيين وما أكثرهم! عندما علموا أن خالد البلطان بات قريباً من مغادرة كرسي الرئاسة بنادي الشباب. نعم، ها هي الأيام وما فيها من أحداث تأخذ على عاتقها مسؤولية تعرية الوجوه كما هي. أقول مع الأسف الشديد لقد وجد بعض الشبابيين من الذين لا يجيدون سوى الضجيج هؤلاء الذين وجدوا من مارس معهم الانتهازية وفي النهاية هم يرددون ما لا يفهمون مهرولين خلف أفكارهم التي تحمل عبارات مغلوطة يعيشون في عالم الصراخ والتخلف الفكري الرياضي، وأحب أن أقول لهؤلاء حتى وإن ابتعد خالد البلطان عن رئاسة النادي سيظل أحد رموزه وشخصية رياضية غنية عن التعريف، كيف لا، وهو الرجل الذي أخذ يصارع كل الأمواج التي أحاطت به من كل اتجاه ولوحده عندما تخلى عنه من يدعون حب نادي الشباب الذين ترعرعوا داخل أسواره وعرفهم الجمهور الرياضي من خلاله. أبو الوليد في نظري الشخصي يعتبر من رؤساء الأندية المميزين وممن يمتلكون عقلية متفتحة وقدرة على التخطيط، نعم، أقولها وأكرر قولها حتى وإن ابتعد عن النادي أعرف تمام المعرفة أن أحاسيسه ستظل داخل أسوار النادي وسيظل الرجل المتابع لأخباره وما يدور في محيطه يدفعه في ذلك حبه وانتماؤه، كيف لا، وهو الذي أشار في أحد مقابلاته أنه مستعد للتعاون مع الإدارة الجديدة إذا طلب منه ذلك، حقاً إنه قمة الوفاء منك يا (أبا الوليد) ودروس تقدمها بالمجان لمن تنكر لشيخ الأندية ومع ذلك يدعون أنهم شبابيون. إذاً ومن هذا المنطلق تذكرت ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: (إن بعض الناس لا تراه إلا منتقداً وينسى حسنات الطوائف والأجناس ويذكر مثالبهم، فهو مثل الذباب يترك مواقع البر والسلامة ويقع على الجرح والأخطاء وهذا من رداءة النفوس وفساد المزاج). ومع ذلك أقول لن نسبق الأحداث بالنسبة للإدارة الجديدة التي نرجو أن تكون خير خلف لخير سلف، وبكل صراحة (أبو الوليد) ترك إرثاً كبيراً وكبيراً جداً -في نظري الشخصي- من النجاحات وإن كان هناك أخطاء من البلطان فهو بشر مثله مثلنا يخطئ ويصيب ومن منا لا يخطئ. أجزم أن هناك من الشبابيين من يريدون لأبي الوليد ألا ينجح وأن يبقى في المشهد وهو يعرفهم حق المعرفة، وأنا هنا أقول لهؤلاء الذين يحاولون التقليل مما قدمه هذا الرجل من مجهودات وعمل متواصل ولن أبخس الرجال الذين عملوا معه في الإدارة وعلى رأسهم الخليف الرجل الخلوق في حسن تعامله مع الآخرين، إذاً أقول لهولاء قليلاً من التعقل وعدم الانجراف خلف عواطفكم. ولو رجعنا للوراء قليلاً لوجدنا أن أكثر الرؤساء تأثيراً في مسيرة نادي الشباب هم ثلاثة: الرئيس الذهبي الأمير خالد بن سعد، ربان السفينة الشبابية الذي رسم لناديه سياسة واضحة المعالم عندما كان على رأس الهرم، ولن أنسى رافق دربه الذين عملوا معه، فنعم الرجال الأوفياء لناديهم، فهم أبناؤه الذين ترعرعوا داخل أسواره سنين طويلة. الابن البار الأسمراني أبو حامد محمد جمعة الحربي، كيف لا، وهو الذي أعاده من العدم إلى الوجود قبل أن نولد. والثالث أبو الوليد البلطان، رغم الظروف التي أحاطت به وبالذات المادية، وإذا هو ترجل عن كرسي الإدارة فهذا الشيء لن يقلل من قيمة عطائه ومجهوداته على مدار عمله بالنادي لسنوات مضت. نعم، الشجرة المثمرة بداخل كل إنسان يمتلك قوة الإرادة القوية والتحمل الشديد، نعم، تجاهلهم يا أبا الوليد، فقد أصبحت أهدافهم مكشوفة وهم أيضاً مكشوفون وأنت تعرفهم حق المعرفة.. والله من وراء القصد.