تشهد البلدة القديمة في روضة سدير اهتماما ملموساً بإعادة مبانيها وتراثها، حيث تم مؤخرا إعادة ترميم مسجد مشرفة في حي المنزله في روضة سدير على نفقة الشيخ أحمد بن عبدالله السلامة، وكذلك ترميم مسجد موافق على نفقة الشيخ عامر بن عبدالوهاب السلهام. ووفقا لعبدالرحمن بن محمد السلمان المختص في تنمية المدن الصغيرة وتطويرها والذي أكد ل"الرياض" أن إعادة ترميم مسجد مشرفة ومسجد موافق في البلدة التراثية في روضة سدير يمثل أهمية بالغة في تعزيز المسؤولية الاجتماعية والتفاعل الإيجابي ليس فقط من سكان روضة سدير بل من سدير بكافة أرجائها، معبراً عن شكره واعتزازه لذلك التبرع المهم، خاصة وأنها تمثل مساجد ليست فقط تراثية بل تاريخية، حيث تم بناؤها في القرن الحادي عشر من الهجرة. وكان قد شهد ترميما عام 1329 من الهجرة بتصميمه القديم ليشهد عملية ترميم من قبل الشيخ عبداللطيف بن سعود البابطين وإخوانه عام 1417 من الهجرة، إلى ترميمه حالياً من قبل الشيخ أحمد بن عبدالله السلامة، فيما شهد مسجد موافق الذي تم بناؤه عام 1361 من الهجرة والذي بناه الشيخ عبدالعزيز بن محمد بن دجين مع بعض جماعة البلدة، فيما شهد عام 1432 من الهجرة ترميما على نفقة الشيخ رميزان بن جاسر الفوزان -رحمه الله تعالى-، ليشهد حاليا عام 1444 من الهجرة ترميمه بالكامل على نفقة الشيخ عامر بن عبدالوهاب السلهام. وشدد السلمان على الإبداع في التصميم العمراني والإنشائي لتلك المساجد القديمة وانفراد أجدادنا بعلم وفنون العمارة النجدية بل وتجاوز ذلك إلى البناء تحت الأرض وهو ما يسمى "الخلوة" ويسمى حاليا "القبو"، حيث يمتاز بالبرودة في الصيف والدفء في الشتاء، وهذه دروس ملموسة تتطلب المحافظة عليها لتقديمها لجيل الشباب وما كان عليه أجدادنا وأباؤنا من الاعتماد بعد الله عز وجل على أنفسهم والتعايش مع المواقع والإبداع والإتقان في العمل رغم صعوبة وشظف العيش في ذلك الوقت. ووفقا للسلمان فإن العمل جارٍ للبحث عن راغبي المشاركة والمساهمة لترميم مسجد الحزيم، لافتاً أنه بهذا تكون المساجد القائمة بالإضافة إلى مسجد الجامع في حي الحزم قد عادت إلى سابق عهدها، لافتاً إلى وجود مسجدين أثريين قد انهدمت وضاعت آثارها حيث تعتبر البلدة القديمة في روضة سدير من أكبر المدن القديمة مساحة وكثرة الأحياء، وتميزها بتصاميم منازلها وأسواقها، فيوجد في روضة سدير الكثير من المساجد التي داخل المزارع، لافتاً النظر إلى الإرث الاقتصادي لبلدة روضة سدير القديمة في إقليم سدير، حيث تميزت بالسوق التجاري وأعداد الدكاكين الكثيرة في حي الحزم، والميزان ومجلب الأغنام والبضائع المختلفة. ويضيف السلمان إلى كثرة الأحياء القديمة في بلدة روضة سدير ومنها حي الحويشي، وحي المنزله، وحي المصبحية، وكانت جميع تلك الأحياء تتميز بمداخلها المحكمة وأحاطتها بالوظائم وهي مجاري السيول التي تصب في المزارع المحيطة بالبلدية القديمة، وهو ما ساهم في اهتمام أهالي روضة سدير بتطوير وإعادة بناء بعض المنازل الطينية الديوانيات وإنشاء المتاحف ومنها ديوانية البابطين وديوانية العمر وديوانية البعيجان وقصر الماضي وبيت السويح بالإضافة إلى مجلس الأهالي، فيما العمل جارٍ لترميم بيت السلهام وبيت القضيب وبيت السريع. وأكد السلمان أن ذلك العمل صاحبه تفعيل تلك البلدة التراثية القديمة لروضة سدير من خلال فعاليات اجتماعية وترفيهية شملت مسرح الطفل والباعة المتجولين والأسر المنتجة والمورث الشعبي واستديو الحزم وغيرها من الفعاليات التي حولت تلك البلدة القديمة إلى بلدة تضج بالحياة عززت من توفير بيئة جاذبة لمحبي الطبيعة وحراك سياحي مميز للبلدة. وكشف السلمان عن أهمية الالتفاف لتلك المواقع من قبل وزارات البلديات والسياحة والثقافة والإدارات ذات الاختصاص للاهتمام بتلك المواقع التراثية المهمة وذات القيمة النسبية نظير ما تملكه من مقومات أساسية تتطلب فقط توجيه بوصلة الاهتمام نحو تلك المواقع الحيوية. وأضاف السلمان إلى أهمية الاستفادة من مقومات تلك القرى التراثية ومنها المزارع ومنها النزل الريفية والديوانيات والمتاحف والمتنزهات البرية مما يعزز من مواكبة رؤية المملكة 2030. مسجد موافق في القرية التراثية في روضة سدير مسجد مشرفة تميز في التصميم والعمارة مدخل أحد المساجد المصلى تحت الأرض «الخلوه» والإبداع الهندسي النجدي في العمارة عبدالرحمن السلمان