بدأت في القاهرة اليوم أعمال مؤتمر قمة دول جوار السودان، برئاسة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لبحث سبل إنهاء الصراع الحالي في السودان والتداعيات السلبية له على دول الجوار، ووضع آليات فاعلة لتسوية الأزمة. شارك في أعمال مؤتمر القمة رؤساء وحكومات دول كل من "ليبيا وجنوب السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى وإريتريا وإثيوبيا"، إضافة إلى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، والأمين العام لجامعة الدول العربية. وخلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، ألقى الرئيس السيسي كلمة طالب فيها الأطراف السودانية المتحاربة بوقف التصعيد والبدء في مفاوضات لوقف إطلاق النار، وتشكيل آلية اتصال منبثقة عن المؤتمر؛ لوضع خطة عمل تنفيذية للتوصل إلى حل شامل للأزمة، مؤكداً حرص بلاده على بذل المزيد من الجهود بالتعاون مع كافة الأطراف لوقف نزيف الدم السوداني. وقال: "إن المؤتمر ينعقد في لحظة تاريخية فارقة من عمر السودان الذي يمر بأزمة عميقة لها تداعياتها السلبية على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم وعلى دول جوار السودان بشكل خاص"، داعياً الأشقاء في السودان إلى ضرورة إعلاء مصلحة بلادهم والحفاظ على وحدتها بعيداً عن التدخلات الخارجية. وأضاف الرئيس المصري: "أن دول جوار السودان تعد الأشد تأثراً بالأزمة والأكثر فهماً ودراية بتعقيداتها؛ مما يتعين على دولنا توحيد رؤيتها ومواقفها تجاه الأزمة، واتخاذ قرارات متناسقة وموحدة تسهم في حلها بالتشاور مع أطروحات المؤسسات الإقليمية الفاعلة وعلى رأسها الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية"، معرباً عن أمله أن تنجح الدول المشاركة في المؤتمر في مساعدة السودان في تجاوز أزمته الحالية في أسرع وقت. من جانبه، أعرب رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، في كلمة له خلال المؤتمر، عن دعمه وتأييده لمخرجات القمة العربية التي عقدت في مايو الماضي بالمملكة العربية السعودية بشأن السودان، مجدداً التأكيد على جاهزية بلاده لبذل أقصى جهدها من خلال جميع الآليات الإقليمية والدولية التي تصب في مصلحة السودان وشعبه وفي إطار تعزيز حالة السلم والأمن في الإقليم وفي أفريقيا والعالم. وعدّ رئيس إريتريا أسياس أفورقي، في كلمة مماثلة، قمة دول الجوار بمثابة فرصة سانحة لدعم السودان وإيجاد حل للأزمة الراهنة، مؤكداً أن هناك حاجة ملحة لمنع التدخلات الداخلية والخارجية وكذلك التدخلات العسكرية التي تهدف لتأجيج الحرب. بدروه، طالب رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت، في كلمة له خلال أعمال المؤتمر، بضرورة وقف إطلاق النار في السودان بصورة فورية، محذراً من حالة الحرب التي ستكون لها تداعيات على الوضع الأمني في السودان من جهة، وتداعيات من جهة أخرى على الوضع الأمني والاجتماعي والاقتصادي على دول الجوار. وعد الرئيس التشادي محمد ديبي، من جهته، المواجهات التي تدور في السودان مصدر قلق بالغ لدول الجوار، مناشداً الأطراف الدولية بضرورة التدخل لحل الأزمة في السودان، وتفعيل ودعم المبادرات الدولية لحل الأزمة عبر الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية. وحذر رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فوستين أركانج تواديرا، في كلمة مماثلة، من خطورة الصراع الدائر في السودان لما له من تداعيات خطيرة على المنطقة، داعياً الأطراف المتنازعة إلى اللجوء إلى الحوار من أجل تحقيق السلام. من جهته، شدد رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد، في كلمته خلال المؤتمر، على ضرورة وجود حوار يسهم في استقرار السودان، والتحضير لعملية انتقالية للوصول إلى السلام في البلاد، مؤكداً أن بلاده تبذل قصارى جهدها لمساعدة السودان. وطالب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقيه من جهته، بضرورة تنسيق الجهود مع المؤسسات الإقليمية ودول الجوار للسودان والعمل معاً لمساندة السودان والحفاظ عليه من الضياع، مشدداً على أن الاتحاد الأفريقي جاهز للقيام بعمله وكل الجهات على أهبة الاستعداد للقيام بدورها. بدوره، أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، في كلمة مماثلة، اهتمام مجلس الجامعة العربية منذ اندلاع الأزمة ببحث سبل استعادة السلم والاستقرار في السودان كإحدى أهم أولوياتها، لافتاً الانتباه إلى أن اجتماعات القمة العربية الأخيرة في جدة بشأن السودان كررت مطالباتها بضرورة وقف الاشتباكات المسلحة كافة حقناً للدماء وحفاظاً على أمن وسلامة مقدرات الشعب السوداني. وشدد أبو الغيط على حرص الجامعة العربية في جهودها تجاه الأزمة في السودان على التنسيق والتعاون مع الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي، وكذلك المنظمات الإنسانية ذات الصلة؛ لما يمثله الوضع من تحدٍ كبيرٍ للسلم والأمن في هذا البلد العربي الأفريقي المهم.