تُعقد قمة مجموعة السبع «G7» في اليابان على مدى ثلاثة أيام بين 19 -21 مايو في مدينة هيروشيما، وهي المدينة الأولى في التاريخ التي تعرضت للقصف النووي، في أغسطس 1945، عندما قامت الولاياتالمتحدة الأميركية بإسقاط القنبلة النووية «ليتل بوي» على المدينة، وأتبعها قصف ناجازاكي، بقنبلة «فات مان» بعد ثلاثة أيام من القصف الأول، مما أسفر عن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص بما في ذلك العديد من المدنيين من النساء والأطفال. ويُظهر استقبال الرئيس الياباني فوميو كيشيدا لزعماء مجموعة السبع، في حديقة هيروشيما التذكارية للسلام، رسالة اليابان التي تريد إيصالها للعالم أجمع، من خلال قمة مجموعة السبع، حيث استغلت رئاستها للقمة وجمعت رؤساء وقادة من أكبر الاقتصادات في العالم، في نفس المدينة التي تعرضت لأول قصف نووي على مر التاريخ، في حدث تاريخي قد لا يتكرر مرة أخرى، كما أنها ثاني زيارة لرئيس أميركي في فترة رئاسته. وقام رئيس الوزراء كيشيدا، وزعماء مجموعة السبع بزيارة متحف السلام التذكاري، حيث شرح لزعماء محتويات المعرض، وأجرى حوارًا مع أحد الناجين من القنبلة الذرية، ووضعوا الزهور على النصب التذكاري لضحايا القنبلة الذرية، وزرعوا الأشجار في حديقة المتحف، ومعربين بنفس الوقت عن عزمهم بعدم السماح باستمرار التهديدات النووية الروسية. وكانت الأزمة الأوكرانية على رأس قائمة الأولويات لقمة مجموعة السبع، حيث وجّه رئيس الوزراء الياباني دعوته في شهر مارس الماضي للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي لحضور القمة، في ظل تلويح روسيا باستخدام الأسلحة النووية في حربها. ورفضت مجموعة السبع برئاسة اليابان، خطاب روسيا النووي غير المسؤول، ونيتها نشر أسلحة نووية في بيلاروس، واعتبرته أمرًا خطيرًا وغير مقبول، كما توعدوا بمزيد من العقوبات والتدابير ضد روسيا. ويتبين من هذا السياق التي تدير فيه اليابان قمة ال G7، أنها تريد الوقوف بشكل واضح بوجه أي تهديدات أو محاولات لاستخدام النووي، في عالم مليء بالاحتقانات، خصوصًا أن الحرب في أوكرانيا قد تكون الحرب بداية لانفجار هذا البركان العالمي من النووي، تطال حممه جميع دول العالم، وقد تؤدي إلى نهاية الحضارة البشرية وأكدت مصادر مسؤولة في وزارة الخارجية اليابانية ل «الرياض» أن اليابان حملت على عاتقها مسؤولية الحد من انتشار النووي، وعدم استخدامها فيما عدا الاستخدامات السلمية، خاصةً لكونها أول دولة تتعرض للقصف النووي، وشهدت على المأساة والدمار التي تسببهما الأسلحة النووية. ومن هذا المنطلق، اختارت اليابان مدينة هيروشيما لإقامة قمة الG7 ، لما تحمله من رمزية مرتبطة بالدمار، الذي تسببه الأسلحة النووية، ولتوصل رسالة إلى قادة الدول النووية، وخاصةً روسيا، من خلال البيان الذي أصدرته مجموعة السبع، واستقبال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، بأن أي استخدام للأسلحة النووية سيكون دمارًا على الجميع، وليس فقط على الدولة المستهدفة.