بعد عودته من زيارة إلى المملكة العربية السعودية، كتب مارك دوبويتز، المدير التنفيذي لمعهد FDD الأميركي للدراسات عن ضرورة التزام واشنطن بوعودها وتعهداتها التاريخية للرياض بكونها ثقلاً عربياً ودولياً بارزاً. وقال دوبويتز، "علينا أن نكون أكثر ذكاءً ومصداقية في رسائلنا الجيوسياسية للأصدقاء كما الأعداء". من جانب آخر رأى الدبلوماسي الأميركي ريتشارد شميرر أن زيارة جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي للرئيس بايدن إلى السعودية تشي بوجود استراتيجية أميركية متمسكة بتعزيز الثقة والحفاظ على العلاقة الاستراتيجية التي كانت ولاتزال حجر الزاوية للأمن والازدهار الإقليميين. وأضاف شميرر في تصريحات خاصة ل"الرياض" "لا تتحول الاستراتيجيات والأفكار إلى سياسة معتمدة تتمتع بالإجماع العربي عليها في المنطقة دون مباركة الرياض لها" مردفاً "السعودية كانت اللاعب الدبلوماسي الأبرز في التعامل مع الأحداث خلال العقد الأخير كالتمسك بسياسة إرساء الاستقرار ومحاربة النزعة الميليشياوية المتطرفة التي برزت في بعض الدول العربية وفرض الشروط والمبادئ الخاصة فيما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل وعودة دمشق إلى جامعة الدول العربية". وكان جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، قد أعلن قبل أيام من مغادرته إلى الرياض عن استمرار التنسيق الأميركي مع السعودية في كل ما يتعلق بقضايا المنطقة من ملف اليمن، إلى العراق وإيران مشيراً إلى الانسجام السياسي بين البلدين في مختلف الملفات البارزة في الشرق الأوسط. وأشاد سوليفان بالدور الاستخباراتي والأمني الكبير الذي تلعبه السعودية في تحييد أخطر الارهابيين بما في ذلك قادة لداعش وشخصيات ارهابية أخرى أسهم اغتيالها أو اعتقالها في حماية الأمن القومي لأميركا وحلفائها في المنطقة. كما استعرض مستشار الأمن القومي الأميركي سلسلة من المشاريع التي وصفها بال"إبداعية" بدأت كل من السعودية والولايات المتحدة بتنفيذها بالتعاون مع الهند، وقال سوليفان إنها ستلعب دوراً كبيراً في رسم خارطة مستقبل الاقتصاد والسياسة في الشرق الاوسط واسيا والعالم. وكشف عن مرحلة جديدة مختلفة عن كل ما مضى تنتظر الشراكة السعودية - الأميركية سيتم تدشينها في الفترة المقبلة من خلال ملفات اقتصادية وسياسية وأمنية ضخمة ستفتح باب كبير للتعاون بين نيودلهيوالرياضوواشنطن سيكون نتاجها فرص عمل وازدهار اقتصادي واستقرار أمني لكل الدول المشاركة. وأشار سوليفان إلى أن ضخامة المشاريع والاستراتيجيات التي تجمع الرياضبواشنطن تشي بعمق العلاقة وجوهريتها فكل ما يتم التوصل إليه لم يحدث بين ليلة وضحاها بل كان نتيجة لمسار طويل من المناقشات في إطار سياسي شامل بدأ البلدان بالعمل عليه منذ زيارة الرئيس بايدن إلى السعودية العام الماضي.