في أول مقابلة أجراها الرئيس المنتخب جو بايدن بعد الإعلان عن مرشحيه لقيادة الأمن القومي والسياسات الخارجية، قال جو بايدن لشبكة "ان بي سي" نيوز الأميركية أن رئاسته لن تكون ولاية ثالثة لباراك أوباما متعهداً بتمثيل كل الأميركيين وكل أطياف الحزب الديمقراطي. وفي حديثه مع ليستر هولت من "إن بي سي نيوز" مساء الثلاثاء، قال بايدن إن التحديات التي تواجهها أميركا اليوم فريدة من نوعها ومختلفة عما واجهه حين كان نائباً للرئيس السابق باراك اوباما. وقال بايدن، حكومتي تشبه أميركا ولا تشبه إدارة أوباما بما نواجهه الآخر مختلف بعد أن غيّر الرئيس ترمب المشهد الأميركي بالكامل. مستشار بايدن: على تركيا أن تتعايش مع دعمنا للأكراد وقال بايدن، ما أسعى له هو تمثيل كل الأميركيين حتى أنه لا مانع لدي من تعيين أشخاص جمهوريين صوتوا للرئيس ترمب فأنا أريد أن تكون هذه البلاد موحدة. وأشار بايدن إلى أنه لن يستخدم حكومته وكأنها ممتلكات شخصية قائلاً "لن أتعامل مع وزارة العدل وكأنها سيارتي الشخصية كما فعل ترمب وحلفائه" في إشارة من بايدن إلى محاولات الرئيس ترمب اسقاط التحقيقات الفيدرالية المرفوع ضده قبل أن يخرج من منصبه ويفقد الحماية الدستورية الممنوحة له الآن. وقال بايدن "سأبقى بعيداً عن المعارك القضائية التي ستخوضها عدد من الولايات ضد ترمب فليس هناك ما يمكنني فعله أو عدم فعله حيال ذلك" وفي سؤال موجه لبايدن حول أدوار مرتقبة في مناصب وزارية في حكومته لوجوه تقدمية ويسارية في الحزب الديموقراطي مثل عضوي مجلس الشيوخ بيرني ساندرز واليزابيث وارن قال الرئيس المنتخب "كل شئ مطروح ولكن لا أريد أن أخرج أي شخص من مجلس الشيوخ فهذا قرار صعب جداً" وعلى الرغم من إشادة معظم وجوه الحزب الديموقراطي بتعيينات جو بايدن لجانيت يلين لمنصب وزير الخزانة الأميركي، ورون كلايم كرئيس لموظفي البيت الأبيض، إلا أن أصوات يسارية من بينها الهان عمر ورشيدة طليب والكساندريا كورتيز أعربوا عن "قلقهم" من خيارات بادين لوزير الخارجية بلنكن و احتمالية تعيين جو بايدن لروس ريد، كرئيس لمكتب الإدارة والميزانية. وجاء في بيان نشرته كل من عمر وطليب وكورتيز إلى جانب يساريين آخرين "إننا نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بأن ريد هو المرشح الأوفر حظًا لرئاسة مكتب الإدارة والميزانية تحت إدارة بايدن نظرًا لتاريخه الكاره لبرامج الأمن الاقتصادي التي تعتمد عليها الطبقة العاملة" وقالت شبكة "أكسيوس" الأميركية أن عضوات الكونغرس اليساريات يحذّران سراً جو بايدن والمقرّبين منه من معارضة تعييناته إذا لم يأخذهم ويأخذ آراءهم "على محمل الجد". وجه جديد لأميركا بعد أكثر من ثلاثين دعوى قضائية خسرتها حملة ترمب أو تراجعت عنها بسبب عدم وجود أدلّة، وبعد مئات التغريدات الرئاسية المعترضة، أعلنت ايميلي مورفي، رئيسة دائرة الخدمات العامة عن بدء عملية الانتقال السياسي نحو إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن الذي يتلقّى منذ يوم الثلاثاء التمويل والبيانات اللازمة قبل أن ينتقل الرئيس السادس والأربعون للولايات المتحدة الأميركية إلى البيت الأبيض في 20 يناير القادم. وأعلنت وزارة الدفاع البنتاغون يوم الثلاثاء عن حدوث أول عملية تواصل رسمية بين مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية والرئيس المنتخب جو بايدن للتنسيق حول السياسات العسكرية المستقبلية. وتركّزت في هذه الأثناء الأنظار على قائمة التعيينات التي أعلن عنها جو بايدن لإدارته المرتقبة، والتي ضمّت وجوه بارزة من كبار وقدامى المحاربين في السياسات الخارجية الأميركية والأمن القومي الأميركية. ووقع اختيار جو بايدن لرئاسة مجمع الاستخبارات الأميركية على أفريل هاينز التي ستكون مسؤولة عن تنسيق التعاون الاستخباراتي بين مختلف وكالات المخابرات الوطنية. واختار بايدن، اليخاندرو مايوركاس الإسباني الأصل، المولود في كوبا، ليكون وزيراً للأمن الداخلي ويشرف بذلك على واحد من أكثر القضايا حساسية في المشهد الأميركي وهي قضية المهاجرين التي شهدت في عهد الرئيس ترمب أكثر الإجراءات قسوةً وتشدداً. كما عيّن وزير الخارجية السابق جون كيري ليترأس ملف المناخ، ويعتبر كيري "بطل اتفاقية باريس للمناخ" التي أعلن ترمب الانسحاب منها ووعد بايدن الاميركيين بالعودة إليها على الفور إذا ما فاز في الانتخابات. ويعكس تعيين جو بايدن لسياسي مخضرم مثل جون كيري ليرأس قضية المناخ اهتمام كبير سيلقاه هذا الملف حيث ستكون إدارة جو بايدن أول إدارة أميركية تعتبر قضية "التغير المناخي" مسألة أمن قومي أميركي، لترتفع أسعار النفط لأعلى مستوى منذ مارس الماضي. كما اختار بايدن لأهم منصبين في إدارته وهما رئاسة وزارة الخارجية ومستشار الأمن القومي، أنتوني بلنكن كوزير خارجية هو رجل الرسائل القوية الذي رافق بايدن كناصح له في الملفات الخارجية منذ العام 2002 وعلى الرغم من شغله لمنصب دبلوماسي في إدارة باراك أوباما إلا أنه كان من أشد الديموقراطيين انتقاداً لعدد من أخطاء السياسات الخارجية التي أحدثتها ادارة أوباما. ولمنصب مستشار الأمن القومي الأميركي، وقع اختيار بايدن على جيك سوليفان، المتمرّس في السياسات الخارجية والذي يمتلك رؤية يشترك فيها مع أنتوني بلنكن وزير الخارجية المقبل جوهرها يقوم على ضرورة إعادة تأكيد روح القيادة الأميركية وضرورة إعادة الاعتبار للدبلوماسية الأميركية. وأعرب عدد من السياسيين والمؤثرين في واشنطن عن إعجابهم بخيارات جو بايدن الذي تمسّك بخط وسطي تقليدي، حيث كتبت صحيفة "بلومبيرغ" الأميركية "خيارات جو بايدن تغضب الجناح اليساري في حزبه"، مشيرة إلى مجموعة ضغط مكونة من 50 منظمة يسارية كانت قد حثّت جو بايدن على إجراء تغييرات واسعة في السياسات الخارجية الأميركية مثل إعادة الدخول في الاتفاق النووي الايراني دون شروط وخفض 200 مليار دولار من ميزانية وزارة الدفاع الأميركية. وقوبلت خيارات جو بايدن بإشادة وترحيب في واشنطن حتى من بعض وجوه وممثلي القيم المحافظة والجمهورية، فمارك دوبويتز، رئيس منظمة "الدفاع عن الديمقراطية" المعروفة بميلها للحزب الجمهوري وصف "ميشيل فلونوري المرشحة لرئاسة البنتاغون، وانتوني بلينكن، بالخيارات الممتازة" وقال دوبويتز "بلادنا ستكون محظوظة بأن يمثلّها هؤلاء". أما جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي فكان قد تحدث في مؤتمر شارك فيه العام الماضي في المعهد الأميركي للسلام عن ضرورة قيام الولاياتالمتحدة بإعادة صياغة سياساتها تجاه كل من إيرانوتركيا، معترفاً بأن الاتفاق النووي الإيراني ليس مثالياً وشابته الكثير من المغالطات والنواقص وأن الولاياتالمتحدة بحاجة إلى اتفاق أفضل منه وأكثر شمولاً. أما تركيا فيرى سوليفان أن توجهها نحو إيرانوروسيا هو بمثابة إعلان صريح بمعاداتها للولايات المتحدة معرباً عن يقينه بأن تركيا في نهاية المطاف تشعر بخطورة هذا الوضع لأن إمكانية تفاهمها مع روسيا شبه مستحيلة" مضيفاً "روسيا تحاصر تركيا بالمخاطر والتهديدات من كل جانب خاصة في الملف السوري، التي تعرّض مصالحها للخطر" واقترح سوليفان "يجب أن نعيد تقييم العلاقة مع تركيا ونعيدها كحليف للولايات المتحدة ولكن بعد أن تقدم تنازلات على أكثر من جانب، فيجب أن تفهم تركيا بأننا سنستمر بحماية وحدات حماية الشعب الكردية وسنعزز تواجد الكرد ونفوذهم السياسي أيضاً داخل سوريا ولن نسمح لتركيا بالاعتداء عليهم كما سنضمن لتركيا عدم تعريضها للمخاطر من قبل الكرد السوريين الا أنه يتعين على أنقرة أن تتعايش مع أصدقائنا في الجانب السوري وتجد حل لمشكلاتها مع الأكراد الأتراك أيضاً".