قال رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البٌرهان: إن على الجميع مغادرة الساحة حال تعذر الوصول لتوافق وتفاهمات، تنهي الأزمة السياسية الراهنة حالياً. وتحدث البرهان خلال دعوة إفطار أقامها عضو مجلس السيادة الفريق ياسر العطا، وغاب عنها قائد الدعم السريع نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو. وقال البرهان: "رأينا التجاذب بين المجموعات السياسية، وأنا بصراحة أرجو منهم جميعاً التنحي جانباً، نحن والكتلة الديمقراطية والمجلس المركزي نبعد جميعاً ونفسح المجال لآخرين، نحن أضعنا 4 سنوات نتحدث ذات الحديث، ولا أحد يريد تقبل الآخر والكل يعمل على "تكبير كومه" لأجل المحاصصة". وتابع: "إذا فشلنا في عمل أكبر كتلة من التوافق الوطني، تقود البلد والتغيير، يجب أن نمضي إلى الخيار الثاني - بأن نذهب كلنا ونغادر المشهد". وتعذر التوقيع على الاتفاق السياسي النهائي في الأول من أبريل والسادس منه، بسبب خلافات الجيش والدعم السريع حول القيادة والسيطرة وسنوات الدمج، حيث تنخرط لجان فنية وعسكرية في اجتماعات متواصلة للتوصل لاتفاق. وتعليقاً على هذه الخلافات وتأخر الاتفاق قال البرهان: "تبقت أشياء بسيطة ونصل للاتفاق النهائي، لا نُريد أن نصل إليه بأرجل عرجاء، نود أن يكون كل الناس معنا ونصل لاتفاق بكتلة انتقالية كبيرة ليس فيها شروخ حتى تمضي بالفترة الانتقالية إلى نهاياتها". وأرجع تأخير التوقيع على الاتفاق لعدم التوصل لتوافق حول بعض القضايا المتعلقة بالإصلاح الأمني والعسكري. وأضاف: "نتمنى أن نتجاوزها بالسرعة اللازمة والزمن ليس في صالحنا، وكل يوم نتأخر فيه تظهر المكائد وتوضع العراقيل أمامنا.. وكل يوم الناس تنثر أمامنا الأشواك ويحفروا الحفر، وشغالين تحريض وكذب، وكل الأطراف تكذب وتختلق قصصاً غير موجودة بهدف إثارة الفتن، لكن نحن مؤمنون بأن هذا الطريق هو الذي سيخرج الجيش من العمل السياسي". وأشار البرهان إلى أن الجيش مؤسسة قديمة راسخة ومنضبطة لا تسعى لإثارة الفتن والحروب، وأردف: "لم يتسبب الجيش يوماً في حرب قبلية أو فتنة، في المؤسسة العسكرية يعلمونا كيف نصبر، الآن ينظروا لصبرنا وتحملنا ويعتبرونه ضعفاً، وهناك من يعتبرونه عدم رغبة في فعل شيء تجاه المواطنين، وما نريده نحفر له بالإبرة لنصل إليه، وما زلنا نمد حبل الصبر". ونوه بأن الجيش ليس لديه عداء مع أي جهة، وتعهد بعدم عودة الأوضاع في السودان إلى ما قبل 11 أبريل 2019، وقال: "هذا حديث متفقين عليه نريد أن ننقذ بلادنا ونصل لتحول ديمقراطي حقيقي، تبتعد فيه القوات المسلحة من السياسية، وتلتزم بواجبها المهني في حماية البلاد وتتفرغ لمهامها الدفاعية".