أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السفيرين الجديدين للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في موسكو، أن واشنطن والتكتل الأوروبي مسؤولان عن التدهور الكبير في العلاقات مع بلاده، منذ أن أرسلت روسيا قواتها إلى أوكرانيا العام الماضي. وكان السفيران من بين 17 سفيراً قدموا أوراق اعتمادهم رسمياً إلى بوتين، في حفل بثه التلفزيون في الكرملين. وقال بوتين للسفيرة الأمريكية الجديدة لين تريسي، إن دعم بلادها للثورة في أوكرانيا عام 2014 أدى إلى الصراع الحالي بين موسكو وكييف. وقال إن العلاقات بين البلدين تمر "بأزمة كبيرة بسبب الاختلاف الجوهري في منهجيهما، فيما يتعلق بتشكيل النظام العالمي الحديث". وأضاف "سيدتي السفيرة، أعلم أنك قد لا تتفقين معي، لكن لا يسعني إلا أن أقول إن استخدام الولاياتالمتحدة لأدوات مثل دعم ما يطلق عليها "الثورات الملونة" ودعم الانقلاب في كييف عام 2014 أدى في النهاية إلى الأزمة الأوكرانية الحالية". وردت روسيا على انتفاضة شهدتها كييف عام 2014 وأطاحت برئيس موال لموسكو، بالاستيلاء على شبه جزيرة القرم، ودعمت حركة مسلحة استولت على أراض في شرق أوكرانيا. وقال بوتين لسفير الاتحاد الأوروبي الجديد لدى روسيا رولان جالاراج، الذي تولى منصبه في سبتمبر، إن "الاتحاد الأوروبي بدأ مواجهة جيوسياسية مع روسيا". وحث بوتين الدنمارك على دعم اقتراح روسي، بإنشاء لجنة دولية مستقلة للتحقيق في الانفجارات التي دمرت خط أنابيب نورد ستريم البحري، الذي ينقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا في سبتمبر. وقال بوتين إن بلاده منفتحة على شراكة بناءة مع جميع الدول، ولن تبقى في معزل رغم الوضع المعقد في العالم. تورط مخابرات غربية وفي هذا الصدد، قال بوتين خلال اجتماع مع مسؤولين أذاعه التلفزيون أمس الأربعاء، إن هناك ما يدعو للاعتقاد بأن أجهزة مخابرات غربية متورطة فيما وصفه بأعمال تخريبية وإرهابية نفذتها أوكرانيا. وفي اجتماع لمجلس الأمن الروسي مع رؤساء أربع مناطق أوكرانية، قالت موسكو إنها ضمتها العام الماضي، اتهم بوتين أوكرانيا بارتكاب جرائم ضد مسؤولين روس وجنود في قوات الأمن، وصحفيين ومدرسين بمساعدة أجهزة المخابرات الغربية. وكثيراً ما تتهم روسياأوكرانيا بقتل مدنيين بقصف أنحاء من أوكرانيا تسيطر عليها روسيا، وفي مناطق حدودية روسية قريبة من أوكرانيا. وقال بوتين "هناك أسباب عدة للقول إن موارد دول ثالثة.. أجهزة مخابرات غربية، متورطة في الإعداد لمثل هذه التخريب والأعمال الإرهابية". وكان بوتين يتحدث بعد ثلاثة أيام من مقتل المدون العسكري الروسي فلادلين تاتارسكي، واسمه الحقيقي ماكسيم فومين، في تفجير في سان بطرسبرج، ألقى المسؤولون الروس باللوم فيه على أوكرانيا. إطباق الحصار على باخموت قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن قوات بلاده تواجه موقفاً عصيباً للغاية في مدينة باخموت، التي تقع في الشرق، لكن كييف ستتخذ قرارات "متناسبة" لحمايتها إذا خاطرت بالتعرض للتطويق بالكامل من القوات الروسية. وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي في بولندا، إن القوات الأوكرانية تتقدم قليلا في بعض الأحيان في باخموت، لكن سرعان ما تجبرها القوات الروسية على التقهقر، لكنها ما زالت داخل المدينة. وتابع قائلا "نحن في باخموت والعدو لا يسيطر عليها حتى الآن". وتشهد باخموت، في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا، إحدى أطول معارك الحرب وأكثرها دموية منذ غزو روسيا للبلاد، الذي دخل عامه الثاني. وصمدت القوات الأوكرانية أمام هجوم روسي هناك، لكن الجانبين تكبدا خسائر فادحة. وقال زيلينسكي "بالنسبة لي الأمر الأكثر أهمية هو عدم خسارة جنودنا، وبالطبع إذا اشتعلت الأحداث أكثر من ذلك في وقت من الأوقات، وهناك خطر بأننا سنخسر جنودنا بسبب الحصار بالطبع، سيقوم القادة العسكريون هناك باتخاذ القرارات المتناسبة الصائبة". وبدا أن هذا التصريح يتضمن إشارة لفكرة الانسحاب. وأدلى زيلينسكي بهذه التصريحات في مؤتمر صحفي مع رئيس بولندا في وارسو. وتأتي زيارته في وقت من المتوقع فيه أن تشن أوكرانيا في الأسابيع أو الشهور المقبلة هجوما مضادا، لاستعادة السيطرة على مناطق في الجنوب والشرق من القوات الروسية. وقال زيلينسكي، إنه كلما زادت الذخيرة التي تصل إلى بلاده من الشركاء في الغرب، ستتمكن أوكرانيا من القتال بشكل أسرع ضد القوات الروسية في باخموت، وفي أماكن أخرى.