أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن مستقبل بلاده يعتمد على نتائج المعارك في شرق البلاد، واصفاً في تصريح له، اليوم (الثلاثاء)، الأوضاع بأنها صعبة ومؤلمة للغاية. وأفادت هيئة الأركان الأوكرانية باستمرار المعارك في باخموت، مؤكدة أن القوات الروسية لا تتوقف عن محاولات الاستيلاء على المدنية، وقالت إن الجيش الأوكراني يخوض معارك دامية لمنع القوات الروسية من السيطرة على وسط المدينة، في وقت أنهى جنود أوكرانيون تدريباً على دبابات «ليوبارد2» ألمانية الصنع في ألمانيا وإسبانيا، استعداداً لاستخدامها في جبهات القتال. وتتميز دبابات «ليوبارد2» بمنحها حماية شاملة لطاقمها من التهديدات مثل العبوات الناسفة أو الألغام أو النيران المضادة للدبابات. وأرسلت دول غربية أخرى مثل بولندا وألمانيا والسويد والنرويج وفنلندا وكندا دبابات ليوبارد لأوكرانيا أو وعدت بإرسالها لمواجهة الحرب الروسية. وقال قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي، إن الوضع حول باخموت لا يزال صعباً، مؤكداً أن وحدات فاغنر الهجومية تتقدم من اتجاهات عدة، في محاولة لاختراق دفاعات القوات الأوكرانية والتقدم إلى أحياء وسط المدينة. وكتب خبير الدفاع الأمريكي روب لي، الذي زار المدينة هذا الشهر، على تويتر: «باخموت لم تعد مكاناً جيداً لاستنزاف القوات الروسية.. معدل الاستنزاف في باخموت أسوأ من مناطق أخرى». من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها تتقدم من الجهة الشمالية الغربية من باخموت، فيما وصف رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين الوضع في باخموت بأنه صعب للغاية، مضيفاً أن الأوكرانيين يتشبثون بكل متر في المدينة ويصلهم الدعم دون توقف وبإمدادات لا نهاية لها، حسب قوله. وأصبح القتال الدائر منذ شهور للسيطرة على المدينة أكثر معارك قوات المشاة دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ويصف كل جانب القتال على باخموت بأنه قتال ضارٍ. في غضون ذلك، نقلت شبكة «بلومبيرغ» عن مصادر مطلعة قولها: إن الاتحاد الأوروبي يواجه صعوبات لسد احتياجات أوكرانيا من الذخيرة. وتوقعت المصادر أن يوقع الاتحاد الأوروبي على خطة شراء ذخيرة مشتركة لأوكرانيا، خلال الأسبوع الحالي، مشيرة إلى أنه لم تحدد بعد كيفية تزويد كييف بقذائف 155 مليمتراً التي تحتاجها هذا العام. وذكرت «بلومبيرغ» أن وزراء الدفاع الأوروبيين وافقوا الشهر الجاري على مقترح لمنسق السياسة الخارجية جوزيب بوريل، لاستخدام 1.1 مليار دولار لتزويد أوكرانيا بالذخيرة من المخزونات الحالية. لكن مصدراً مطلعاً أكد للشبكة أنه لم يتضح بعد حجم هذه الذخيرة المتوفرة حالياً، وما إذا كانت كافية للاستجابة لحاجات أوكرانيا. وكشفت صحيفة «سايت» الألمانية أن الجيش الأوكراني أصبح جاهزاً لاستخدام دبابة القتال «ليوبارد 2» في ساحة المعركة. ويُعتقد على نطاق واسع أن كييف تخطط لشن هجوم مضاد في وقت لاحق في الربيع عندما تجف الأراضي الموحلة وتصل مئات المركبات المدرعة والدبابات الغربية من طرازي تشالنغر وليوبارد.