صادقت الهيئة العامة للكنيست فجر الثلاثاء، بالقراءات الثانية والثالثة، على مشروع قانون "إلغاء قانون الانفصال" في الضفة الغربية وقطاع غزة، بأغلبية 31 عضوا في الكنيست مقابل 18 معارضا. ويلغي مشروع القانون قرار الانفصال عن المستوطنات "غانيم" و"كاديم" و"حوميش" و"سانور" التي تم تفكيكها عام 2005، في إطار المساعي التي تهدف إلى شرعنة بؤر استيطانية عشوائية شمالي الضفة الغربيةالمحتلة. ويهدف مشروع القانون لإلغاء خطة "فك الارتباط" بشمالي الضفة الغربيةالمحتلة والتي أخلت الحكومة الإسرائيلية بموجبها مستوطنات في المنطقة ضمن خطة الانفصال عن غزة عام 2005. ويسمح مشروع القانون بعودة المستوطنين إلى أربع مستوطنات تم تفكيكها، وينص التشريع على إلغاء العقاب الجنائي المفروض على المستوطنين الذين يدخلون أو يقيمون في هذه المستوطنات الأربع الواقعة على أراض فلسطينية خاصة شمالي الضفة الغربية. وكان ما يعرف ب"قانون فك الارتباط مع غزة"، قد فرض عقوبات جنائية على المستوطنين الذين يسعون للدخول أو الإقامة في هذه المستوطنات. و"فك الارتباط" هو خطة إسرائيلية أحادية الجانب نفذتها حكومة رئيس الحكومة الأسبق، أريئيل شارون، صيف عام 2005، وأخلت بموجبها المستوطنات في قطاع غزة، إضافة إلى أربع مستوطنات شمالي الضفة. وتأتي المصادقة على القانون، بعد 18 عاما من خروج المستوطنين من "غوش قطيف"، وهي كتلة استيطانية أقامتها إسرائيل جنوبي قطاع غزة، والمستوطنات الأربع في شمالي الضفة. من جهة ثانية، دعا حاخامات "جماعات الهيكل" المزعوم، اليهود المتطرفين، إلى الاستعداد لتقديم "قربان الفصح" في المسجد الأقصى المبارك، والذي يتزامن مع الأسبوع الثالث من شهر رمضان المبارك. ووجه رئيس ما يسمى "مدرسة جبل الهيكل" الدينية الحاخام "الياهو ويبر"، ورئيس "مدرسة جبل صهيون" الدينية الحاخام "يتسحاق براند" رسالة من داخل المسجد الأقصى، دعوا فيها "كل يهودي لأن يستعد لتقديم قربان الفصح" خلال العيد القادم، والذي يبدأ في 6 أبريل المقبل متزامنًا مع منتصف رمضان. وللعام العاشر على التوالي، تواصل مجموعات "الصهيونية الدينية" و"جماعات الهيكل" المتطرفة تحريضها لذبح "القربان الحيواني" داخل المسجد الأقصى.ويستعد المستوطنون لتنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى خلال "عيد الفصح"، الذي يستمر لمدة أسبوع، وستوفر لهم عدة مزايا منها "النقل المجاني، دليل أو مرشد داخل المسجد مجانًا، إضافة إلى إمكانية دمج اقتحام الأقصى مع زيارة إلى مركز لغربلة تراب الأقصى". ويقول خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري: إنّ "الاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس هو التحدي الأكبر الذي يُواجه المواطنين في أثناء قدومهم للصلاة، مُنبّهًا إلى أنّ القدس ومسجدها ومقدساتها تتعرض لحصار إسرائيلي عسكري". وذكر أنّ الهدف الإسرائيلي من وراء تلك الحصارات العسكرية هو تفريغ البلدة القديمة من المقدسيين لإفساح المجال للمستوطنين، عادًّا إياها سياسة "تهجير بطيئة". وحذّر في الوقت ذاته من خطورة الأعياد اليهودية التي تزداد فيها الاقتحامات كثافةً ويحاول فيها المستوطنون أداء طقوس تلمودية الأمر الذي يزيد من حدّة التوتر داخل الأقصى ومحيطه. ونبّه إلى أنّ هناك إجراءات وعراقيل إسرائيلية للتضييق على الحافلات التي تنقل المصلين من القدس والداخل والضفة للصلاة في الأقصى مضيفًا: "لكنّ إخواننا يتحدّون إجراءات الاحتلال عبر الترجل من الحافلات والسير مسافة ثم تتولى سيارات مقدسية نقلهم إلى داخل المدينة والأقصى". وأكد خطيب الأقصى أنّ هدوء الأوضاع والساحة الميدانية في رمضان يعتمد على إجراءات الاحتلال ومستوطنيه. المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب يقول: "من الواضح أن جماعات الهيكل وبدعم من وزراء في حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة تحاول ترسيخ فكرة اعتبار المسجد الأقصى مكان مقدس لليهود لأداء طقوسهم التلمودية فيه، وليس للمسلمين". ويضيف، أن "هذه الجماعات تريد ترجمة هذه المعتقدات فعليًا على أرض الواقع، من خلال تنفيذ مزيد من الاقتحامات خلال عيد الفصح، ومحاولة اقتطاع جزء من الأقصى، خاصة وأن لديها نية واضحة في تحقيق ذلك".وتستغل الجماعات المتطرفة وجود حكومة يمينية متطرفة تحمل نفس أفكارها وأيدلوجيتها، لأجل تحقيق أطماعها وأحلامها بالأقصى، بما فيها تقديم "قرابين الفصح"، وربما إقامة جزء من "الهيكل" المزعوم، كخطوة أولى لإقامته عمليًا على أرض الواقع. ويؤكد أن "جماعات الهيكل" ووزراء الاحتلال أمثال المتطرف "إيتمار بن غفير" يريدون إشعال المنطقة، وتحقيق أحلامهم وأطماعهم بالأقصى، في ظل الأزمات الداخلية التي تعيشها الحكومة المتطرفة. ويشير إلى أن الدعوات اليهودية المتطرفة بشأن الأقصى حقيقية، وليست مجرد دعوات تحريضية كما كانت سابقًا، فهم يتجهزون لتحقيقها على الأرض. ويبين أن كل ما يجري من حفريات واعتداءات إسرائيلية تستهدف المسجد الأقصى، وكذلك زيارات خارجية لمسؤولين إسرائيليين كلها تهدف لجمع الأموال لأجل تحقيق ما يخططون له. ويتوقع أبو دياب أن تزداد الأوضاع سخونة خلال شهر رمضان، لأن الأقصى يُعد جزءًا استراتيجيًا مهمًا في مخططات المستوطنين المتطرفين، الذين يسعون لتحقيق مكاسب دينية وسياسية.