أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان شركة تطوير المربع الجديد ال(داون تاون) في مدينة الرياض في 16 فبراير 2023 وهي الأكبر عالمياً لتنافس أكبر داون تاون في المدن العالمية. وقد أوضح ولي العهد في الدورة الرابعة لمبادرة "مستقبل الاستثمار" بالرياض في يناير 2021، أن المدن تشكل 85 % من إجمالي الناتج المحلي العالمي، وهذا ما تشير إليه الدراسات الحضرية، ومما يؤكد على أهمية استهداف الرياض للمركز 10 كأكبر مدينة اقتصادية في العالم بدلاً من مركز 40 حالياً بهدف تنويع اقتصاد المدينة. أن المدن فعلاً هي المحرك الأساسي الذي يوفر إمكانات هائلة لخلق فرص العمل، تعزيز الابتكار والإبداع، جذب الاستثمار، زيادة الدخل، تقدم خدمات متكاملة وسياحة وترفيه، وتعزز مشاركة القطاع الخاص في النمو والازدهار. إن إنشاء داون تاون الرياض هو إطلاق للإمكانات الاقتصادية للمدينة والاستثمار في ميزها الاقتصادية الأساسية التي توفرها المناطق الحضرية، من زيادة الكفاءة الناتجة عن الكثافة السكانية ورأس المال البشري الموهوب والوصول إلى الموارد المنتجة. هكذا توفر المدن الكبيرة اقتصاد الحجم الكبير Economies of scale الذي يزداد مع زيادة كميات الإنتاج وتناقص التكاليف تزامنياً، مما يدعم نمو القطاع الخاص ويرفع جودة المؤسسات التعليمية والطبية في المناطق الحضرية وعلى نطاق أوسع لتقديم خدمات أكثر تخصصًا. كما إن وفورات الحجم الكبير ينطبق أيضًا على تقديم الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي وإدارة النفايات من خلال تطوير البنية التحتية والأنظمة لتقديم الخدمات الأساسية، مما يجعل السلع العامة اقتصاديًا بشكل متزايد، حيث تلعب المدن دورًا رئيسيًا في تسهيل التجارة التي تدفع النمو الاقتصادي السريع في العالم النامي، بينما تخلق الأسواق الحضرية المتقدمة. أن الاستثمار في بناء داون تاون في مدينة الرياض النابضة بالحياة يعتبر حجر الزاوية في برنامج التنمية الاقتصادية المحلية وتعزيزاً لقدراتها على جذب والاحتفاظ بالطبقة الإبداعية، وتمكين جميع المستخدمين من فرص الوصول إلى الخدمات الأساسية والمساندة. لذا ستوفر داون تاون الرياض 104 آلاف وحدة سكنية، و9 آلاف وحدة ضيافة، و980 ألف متر مربع مساحات، و1,4 مليون متر مربع مساحات مكتبية، وسيضم متحفاً مبتكراً، وجامعة متخصصة في التقنية والتصميم، و80 منطقة للعروض الحية والترفيهية، وستُدِر هذه الإمكانات 180 مليار ريال في الدخل المحلي للمملكة، كما ستستحدث 334 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وبهذا سيكون المضاعف الاقتصادي لكل ريال يتم استثماره في داون تاون عائداً مضاعفاً لعدة مرات مستقبلا. وبهذا تصبح الرياض مدينة منتجة اقتصاديًا، بتوفير الظروف التمكينية المناسبة في إطار استراتيجية تطوير مستقبل العاصمة تماشياً مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، وبتهيئة بيئة تلبي الاحتياجات البشرية والتجارية وتحفز التفاعل، وستكون قادرةً على جذب أصحاب العمل الذين يبحثون عن هذا النوع من البيئة لموظفيهم، حيث إن المملكة ومن خلال البرنامج السعودي لجذب المقرات الإقليمية للشركات العالمية تهدف لجذب أكثر من 480 شركة عالمية بحلول 2030 بتسهيلات ومبادرات يقدمها للشركات الرائدة عالميًا، وأكثر من 80 شركة أعلنت عن انتقال مقراتها رسميًا إلى الرياض. فإن داون تاون سوف تخلق بيئة أعمال مليئة بالإبداع والابتكار، مما سيعزز جذب المهنيين الشباب وجعل الرياض قادرة على المنافسة في الاقتصاد المعرفي والرقمي إقليمياً وعالمياً.