تشكل حصة المدن نحو 70 % من إجمالي الناتج العالمي، في مؤشر على أهمية الاقتصادات الحضرية المتنوعة كروافد للاقتصاد الكلي للدولة، وعامل رئيس لاستدامة النمو الاقتصادي، وتنويع مصادر الدخل، وهي أحد المستهدفات الكبرى لرؤية المملكة 2030، وتجسيداً لهذه الأهمية الكبرى لاقتصادات المدن وتنميتها جاء إعلان سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله -، عن إطلاق شركة "داون تاون السعودية" الهادفة لإنشاء وتطوير مراكز حضرية ووجهات متعددة في أنحاء المملكة. تبرز أهمية الشركة الجديدة في تركيزها على المدينة باعتبارها منطقة جذب للاستثمار، وتوليد للوظائف، ما يساهم في تقليل حجم البطالة، والحد من نسبة الفقر، كما ستساهم "داون تاون السعودية" في خلق فرص ومجالات جديدة لشركات القطاع الخاص، ويقول الباحث ديفيد ديكسون: إن وسط البلد يقدم مراكز التوظيف الرئيسة للوظائف الأكثر قيمة في المدن والمناطق، حيث تمثل 30 % من الوظائف على مستوى المدينة، وما يقرب من 40 % من وظائف القطاع الإبداعي. تلك المميزات الاستثنائية للاقتصاد الحضري تتماشى مع مستهدفات رؤية 2030 عبر تعزيز مداخيل الدولة، وكذلك تحسين جودة الحياة، وتوفير فرص عمل واسعة، وكل هذه المستهدفات تصب في تعزيز الدورة الاقتصادية، وتسريع عجلة التنمية، وتمكين القطاعات الواعدة، وزيادة نمو الناتج المحلي غير النفطي، بما يسهم في تقوية الاقتصاد الكلي للمملكة، وتعزيز تنافسيتها على الصعيد الدولي. ومن الجوانب المهمة الأخرى في إعلان ولي العهد، البعد السياحي لمستهدفات شركة "داون تاون السعودية"، إذ أن تعزيز وإبراز الميز النسبية التنافسية لكل منطقة أو مدينة من شأنه توفير بيئات سياحية متنوعة ذات سمات مختلفة، الأمر الذي يوفر وجهات سياحية حيوية تتكامل مع بقية المدن لتقديم منظومة سياحية شاملة عبر جميع شهور العام، وهذا في صلب استراتيجيات السعودية الجديدة التي تصبو لتبوؤ مكانة متقدمة في قائمة الدول السياحية الجذابة، فالمدن وفقاً لهذا التوجه ستكون مثل حبات لؤلؤ تشكل عقداً زاهياً لوطن بديع.