اتفق رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان ونائبه في المجلس الفريق محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، على تشكيل لجنة أمنية مشتركة، بعد ملاسنات عززت مخاوف من اندلاع مواجهات مسلحة بين القوتين. وتفاقم الخلاف بين قادة الجيش والدعم السريع، حول الموقف من الاتفاق الإطاري وإصلاح قطاع الأمن والدفاع والعلاقات الخارجية، وسط محاولات مدنية وعسكرية للتوسط بينهما. وعقد البرهان ودقلو لقاءًا داخل مقر قيادة الجيش. وقال مجلس السيادة، في بيان، إن البرهان ودقلو قررا تكوين لجنة أمنية مشتركة من القوات النظامية وأجهزة الدولة ذات الصلة وحركات الكفاح المسلح لمتابعة الأوضاع الأمنية في البلاد. وأشار إلى أن اللقاء استعرض سير العملية السياسية وضرورة المضي في الترتيبات المتفق عليها. وجاء اللقاء، بعد ساعات من بيان أصدره المتحدث باسم الجيش، أكد فيه التزامهم بمجريات العملية السياسية والاتفاق الإطاري، معتبرًا الحديث عن عدم رغبة قادته في إكمال مسيرة التحول الديموقراطي محاولات للتكسب السياسي والاستعطاف وعرقلة الانتقال. وفي 5 ديسمبر 2022، وقع قائد الجيش والدعم السريع اتفاقا إطاري مع قوى سياسية ومهنية أبرزها مكونات الحرية والتغيير، يتعلق بتسليم السُّلطة إلى المدنيين بعد التوافق على خمس قضايا في ورش عمل. وأعلن الجيش السوداني، تقيده الصارم والتام بالعملية السياسية ومخرجاتها، محذراً في ذات الوقت من مزايدات هدفها التكسب السياسي واستدرار العطف عبر إطلاق سلسلة اتهامات للقوات المسلحة بعدم رغبتها في التنازل عن السلطة. وقال بيان صادر عن المتحدث باسم الجيش، العميد ركن نبيل عبدالله،: "تؤكد قواتكم المسلحة وقيادتها، التزامها بمجريات العملية السياسية الجارية، والتقيد الصارم والتام بما تم التوافق عليه في الاتفاق الإطاري". ويطالب قادة الجيش بإنفاذ اشتراطات تضمن توسعة مظلة المشاركة للاستمرار في العملية السياسية التي ترعاها جهات دولية، ما عدّه البعض محاولة للتنصل عن الاتفاق المبرم مع القوى المدنية لتمرير السلطة للمدنيين. وأبدى بيان الجيش تشدداً واضحاً إزاء دمج قوات الدعم السريع في الجيش الوطني، نزولاً على نصوص اتفاق 5 ديسمبر 2022. في المقابل، أبدى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في عدة تصريحات سابقة، عن عدم ممانعته إدماج قواته في الجيش الوطني، ولكن وفقاً لمصفوفة زمنية متفق عليها. وقطع البيان بالتزام الجيش بنقل السلطة للمدنيين، محذراً في الصدد من مزايدات جارية من أشخاص لم يسمهم على القوات المسلحة بهدف استدرار العطف التكسب السياسي. وزاد: "الحديث عن عدم رغبة قيادتها في إكمال مسيرة التغيير والتحول الديمقراطي، هو محاولة مكشوفة للتكسب السياسي والاستعطاف، وعرقلة مسيرة الانتقال". وشدد على أن ذلك الأمر لن ينطلي على فطنة وذكاء الشعب ووعي ثوار وثائرات وشباب بلادنا، حراس ثورة الشعب ثورة ديسمبر المجيدة. وأظهرت تصريحات قادة الجيش والدعم السريع، مؤخراً، عن خلافات كبيرة، تتمحور حول الموقف من الاتفاق الإطاري، وعملية الإصلاح الأمني، بجانب إدارة ملفات العلاقات الخارجية.