حذر نائب رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع، عناصر نظام الرئيس المعزول عمر البشير، من محاولات الوقيعة بين قواته والجيش. وقال حميدتي في خطاب للسودانيين من مقر قيادة "الدعم السريع" بالخرطوم "لن نسمح لعناصر النظام البائد بالوقيعة بين القوات المسلحة السودانية والدعم السريع، وأقول لهم إنهم لن يستطيعوا بلوغ ذلك أبدا، إننا في الدعم السريع ملتزمين بما ورد في الاتفاق الإطاري بخصوص مبدأ الجيش الواحد وفق جداول زمنية يتفق عليها". وتحدث دقلو مخاطبا عناصر النظام المعزول، قائلا "حكمتم هذه البلاد بغير وجه حق لثلاثين عاماً، قسمتم فيها السودان لبلدين، نشرتم فيها الفساد والاستبداد، أثرتم فيها الفتن القبلية والاجتماعية حتى ثار ضدكم الشعب وأسقطكم". ودعا دقلو كذلك للابتعاد عن الفتنة في المؤسسة العسكرية وفي أوساط المجتمع السوداني، وترك الشعب لينعم بفترة انتقال سياسي مستقر يختار في نهايتها من يحكمه دون تزوير. وأكد في سياق آخر التزامه بالانخراط في عمليات الإصلاح الأمني والعسكري، بصورة تطور المؤسسة العسكرية وتحدثها وتزيد من كفاءتها وتخرجها من السياسة والاقتصاد كلياً، وتمكنها من التصدي الفعال لكل ما يهدد أمن البلاد وسلامها. ووصف دقلو انقلاب 25 أكتوبر بالخطأ، وأضاف بقوله "تبين لي منذ يومه الأول أنه لن يقود لما رغبنا فيه أولا بأن يكون مخرجاً من الاحتقان السياسي ليصبح للأسف بوابة لعودة النظام البائد مما دفعني لعدم التردد بأن أعود عنه إلى الصواب وأن أرغب بصدق في الخروج من السلطة السياسية وتسليمها لسلطة مدنية انتقالية، وهو أمر تعاهدت عليه مع البرهان وقيادة القوات المسلحة السودانية ولن أعود عنه أبدا". وجدد دقلو تأكيده الالتزام بالاتفاق الإطاري، وقال إنه المخرج للأزمة في السودان، والأساس الوحيد للحل السياسي المنصف والعادل. وأشار إلى بذله مع آخرين مجهودات لدفع الاتفاق للأمام وإقناع القوى غير الموقعة عليه بالانضمام للعملية السياسية، آخرها الإعلان السياسي الذي ناقشته الأطراف الموقعة مع بعض الحركات والأحزاب غير الموقعة. وأوضح بأن العملية السياسية الجارية الآن تطاول زمنها، داعياً إلى إنهائها والوصول لحل سياسي نهائي بصورة عاجلة تتشكل بناءاً عليه سلطة مدنية انتقالية تقود البلاد وتعود المؤسسة العسكرية إلى ثكناتها. وأكد بأن القوات المسلحة السودانية مؤسسة ذات تأريخ لن تكون مطية لحزب أو جهة، مشيراً إلى أن الإطاري وضع المبادئ الرئيسة التي تُعيد للمؤسسة العسكرية ما فقدته بسبب سياسات النظام السابق. وتحدث دقلو عن اتفاق جوبا للسلام، وقال إنه لم يجد حظه من التنفيذ خلال الفترة الماضية، إلا أنه أبدى أملاً في أن يسهم الاتفاق السياسي النهائي في إحياء الاتفاق وتنفيذ بنوده لا سيما المتعلقة بعودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم وتوفير الحماية اللازمة لهم. وحث الحركات المسلحة غير الموقعة على الإطاري التوقيع عليه لجهة أن تنفيذ الاتفاق رهين بالاستقرار السياسي. وتعهد للمجتمع الدولي بالنأي التام عن كل أشكال العلاقات الخارجية التي تمس بالسلم والأمن الدولي، وأضاف قائلاً "السودان دولة ذات تاريخ عريق في السلم مع الجوار، ولم يتحول لمصدر تهديد للإقليم والمجتمع الدولي إلا في سنوات حكم النظام البائد الذي أفسد علاقاتنا مع أشقائنا وجيراننا وهو ما لن يتكرر ابدأ مرة أخرى في هذه البلاد".