في هذه الأيام يعيش الوسط الفني حالة من النشاط غير مسبوقة، فريدة من نوعها قادها معالي المستشار تركي آل الشيخ بإعادة إحياء ذكرى صوت الأرض طلال مداح من خلال إقامة ليلة تكريم لتاريخ فني كبير في مطلع فبراير، والذي رحل عنا منذ سنين طويلة ومسيرته وأعماله باقية في ذاكرة محبيه، في علاقة وفاء متجدد لهذا الفنان من محبيه، فمنذ إعلان معاليه عن التكريم ومناشدته لورثة طلال بالموافقة والمبادرة بالتعاون مع الهئية العامة للترفية لتكريمه والحفاظ على تركة طلال مداح الفنية، بادر الكثير من الفنانين باستعدادهم للمشاركة في هذا الحدث الذي يعد هو الأضخم، حيث تجاوز عدد الفنانين المشاركين حاجز الستين فناناً من كل أنحاء الوطن الخليجي والعربي، والذي يعتبر رقما ليس بغريب من محبي طلال مداح وتلاميذه، فقد زرع فيهم هذا الوفاء بأخلاقه العالية وصوته العذب وتواضعه مع الجميع، فنان أحب الجميع فبادلوه المحبة والوفاء حياً وميتاً. ورثة طلال مداح كان لديهم بعض التحفظ واختلاف في السابق على هذا الإرث الفني الكبير، ولكن بحكمة وإرادة صانع الترفية وعراب موسم الرياض استطاع أخيراً تحقيق حلم وأمنية الملايين من جمهور "صوت الأرض"، والتوقعات تشير أنها سوف تكون ليلة بمثابة ملحمة فنية كبرى يستحقها طلال وجمهوره. تغريدة تحمل مشاعر وفاء من معالي المستشار لهذا الصوت الكبير كانت كفيله بإعادة الحياة للوسط الفني واعادة الكثير من الأسماء الفنية والإعلامية للواجهة أمثال الكبار علي عبدالكريم، وعبدالله رشاد، وجميل محمود، والإعلاميين حسن نجار، وحامد الغامدي، ويوسف جاسم، ومحمد خيري، والكثير من الأسماء التي كانت غائبة عن الظهور، عادت لتبادر بتلبية دعوة معاليه للمشاركة في هذا الحدث الفني الذي يزينه مشاركة رفقاء درب طلال مداح وفي مقدمتهم فنان العرب محمد عبده، والدكتور عبادي الجوهر، والفنان عبدالمجيد عبدالله، حيث أعلن كل منهم مشاركته لتكريم صوت الأرض، الاسم الذي لم ولن يغيب عن ذاكرة كل متذوق للفن الأصيل الذي أشاد به عمالقة الفن في الوطن العرب أمثال محمد عبدالوهاب وبليغ حمدي. شكراً لمعالي المستشار تركي آل الشيخ على هذه اللفتة الكريمة تجاه طلال مداح، ورحم الله هذا الصوت الغالي على قلوبنا، رحم الله المداح الإنسان والفنان الذي ترك إرث وتركة فنية نفتخر بها.