شهدت مدينة الرياض مساء يوم أمس حفل افتتاح منتدى الابتكار الاجتماعي الذي ينظمه مركز أسبار للبحوث والدراسات على مدى يومي 15-16 فبراير تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الرياض. وقد بدأ الحفل بالسلام الملكي، ثم تلاوة آيات من القرآن الكريم، عقب ذلك ألقى رئيس مركز أسبار للبحوث والدراسات رئيس منتدى الابتكار الاجتماعي الدكتور فهد العرابي الحارثي كلمة رفع خلالها شكره لراعي هذا الحفل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز آل سعود. وأوضح الحارثي أن الابتكار الاجتماعي يؤنسن المشروعات والمبادرات فيمنحها البعد الأخلاقي والإنساني وهو تحسين حياة الناس وخدمة المجتمع ودعم طموحاته، كما أن الابتكار الاجتماعي في مفهومه الحديث لا يقتصر على المجال غير الربحي، فهناك فعاليات ومشروعات ربحية يكون لها أثر واضح في مواجهة تحديات مجتمعية. وذكر أن تطوير المجتمعات اليوم ومواجهة تحدياتها لم تعد مسؤولية الحكومات وحدها بل هي مسؤولية كل الفعاليات الحكومية والخاصة وغير الربحية، مؤكدًا أن هذا المنتدى يهدف إلى نشر ثقافة الابتكار الاجتماعي والدفع الى خلق بيئات تنمو فيه بفاعلية الابتكارات القوية التي تتحقق لها الاستدامة والانتشار وتحقق الأثر. من جانبه أوضح د. عبدالله دحلان رئيس مجلس الأمناء بجامعة الأعمال والتكنولوجيا في كلمته أن الابتكار الاجتماعي يساهم في تحسين التعلم والتفاعل المتبادل والتعاون بين الطلاب والمعلمين، وتطوير المهارات الحياتية الأساسية للطلاب، وإنشاء شراكات مبتكرة بين الجامعات والصناعات المحلية، والتعاون مع كل من مؤسسات القطاع الاجتماعي والشركات لتصميم نماذج تعليمية جديدة، إلى جانب تسهيل تعيين أعضاء هيئة التدريس وتدريبهم لدعم الابتكار الاجتماعي ودمج الابتكار الاجتماعي في الخطط الاستراتيجية، بما في ذلك سياسات الترقي والترقية، إضافة لزيادة الوعي والمشاركة بين أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب حول الابتكار الاجتماعي، وتوليد وتوجيه الموارد للابتكار الاجتماعي من خلال منح الخريجين، والشراكات بين القطاعين العام والخاص، وسندات التأثير الاجتماعي. فيما أكد أ.د عبدالله الجغيمان رئيس لجنة جائزة سنديان للابتكار الاجتماعي أن الجائزة تستهدف تلك المبادرات الخلاقة التي تعالجُ احتياجات مجتمعية وإنسانية مهمة، بطرق مبتكرة، وذات تأثير واسع، وتحمل في بنائها جينات البقاء والتوسع والاعتماد على الذات في البناء والنمو. في هذا السياق، مشيرًا إلى أنه تقدم للجنة الجائزة ما يقارب من 370 مبادرة، بزيادة تقدر ب 80% عن عدد المتقدمين للجائزة في دورتها الأولى. تلى ذلك الإعلان عن المبادرات الفائزة في جائزة سنديان للابتكار الاجتماعي 2023 وهي: مبادرة العيادات الاستشارية التطوعية (مجمع عيادات عناية الطبي)، ومبادرة مشروع بسطة التنموي (مؤسسة علي بن إبراهيم المجدوعي)، ومبادرة شركة جليسة، ومبادرة فاب لاب الأحساء (مؤسسة عبدالمنعم الراشد الإنسانية)، ومبادرة منصة نباتك للتشجير الرقمي (جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل). كما شهد الحفل الإعلان عن المكرمين في منتدى الابتكار الاجتماعي 2023 من المبادرات الحكومية، (مبادرة أبشر، ومشروع باب رزق جميل، ومبادرة نسك)، إضافة لتكريم الشركاء والرعاة والشريك الرسمي للمنتدى والشركاء الاستراتيجيين، واختتم بعرض الموسيقي (الجاز بالعزف الشرقي). يذكر أن المنتدى يواصل أعماله يوم غدٍ الخميس 16 فبراير، ويتضمن العديد من الجلسات والفعاليات المصاحبة من المحاضرات وورش العمل بمشاركة متحدثين محليين ومن 15 دولة حول العالم. وجاءت الجلسة الأولى التي أدارها وزير الإعلام السابق تركي الشبانة بعنوان "نشر ثقافة الابتكار الاجتماعي"، وشارك فيها كل من السيدة روبرتا كالاريس المؤسس والرئيس التنفيذي لغاية، والرئيس التنفيذي لمركز الابتكار الاجتماعي "سنا" أ. أنس قاضي، وخبير الابتكار ورئيس معهد الابتكار العالمي في المملكة أ. عبد الواحد الغانم، ومستشار مركز القيادة النسائية بجامعة الأميرة نورة د. سلوى المصعبي. وتناولت الجلسة عدّة محاور كان من أهمها التعريف الأشمل لمفهوم الابتكار الاجتماعي وريادة الأعمال الاجتماعية التي تعد أحد نماذج العمل الربحي الذي يسعى إلى إحداث تأثير إيجابي على القضايا الاجتماعية أو البيئة، ودور وأبعاد الابتكار وريادة الأعمال الاجتماعية في تحقيق رؤية السعودية 2030 والفرق بين العمل الخيري وريادة الأعمال الاجتماعية، إضافة لمحور قوة التغيير الإيجابي للمجتمعات عبر نماذج الابتكار الاجتماعي. فيما جاءت الجلسة الثانية التي أدارها أ. د. عبدالله الجغيمان رئيس لجنة جائزة سنديان للابتكار الاجتماعي، تحت عنوان "الابتكار الاجتماعي في المجال التعليمي"، بمشاركة كل من عضو هيئة تدريس في قسم المناهج وطرق التدريس بجامعة الكويت د. وليد العنزي، و د. علي بن صديق الحكمي من معهد المدينةالمنورة للقيادة والريادة، و أ. ملاك العبد اللطيف من برامج تكامل الاثرائية للأيتام، والباحث بمنظمة اليونسكو سابقاً د. حجازي إبراهيم، و رئيس مجلس إدارة جمعية آفاق للتعليم (خيرية) د. عبدالعزيز الثنيان. وتطرق المشاركون خلال الجلسة إلى محاور عدة من أبرزها الإتقان في التعليم (نحو تعليم يُحدث فرقًا)، والابتكار الاجتماعي في مجال تعليم وتأهيل ذوي الإعاقة التعليم من أجل التمكين: برامج تكامل لرعاية الأيتام نموذجًا، إضافة لمحور الرؤية الدولية لمستقبل التربية والتعليم: نحو عقد اجتماع للتعليم في الدول العربية، والتعريف بجمعية آفاق التعليمية الجديدة ورسالتها. وترأس الجلسة الأخيرة من جلسات اليوم الأول لمنتدى الابتكار الاجتماعي، رئيس هيئة تقويم التعليم والتدريب السابق د. حسام زمان، بمشاركة كل من عضو رئيس مركز جواثا الاستشاري د. إحسان بوحليقة، ومدير إدارة الابتكار - شركة حاضنات ومسرعات الأعمال أ.سعيد الشهراني، ومحترف الابتكار من معهد الابتكار العالمي د. رائد العيد، ووكيلة شؤون الطالبات جامعة الأعمال والتكنولوجيا د. ضحى أبو السعود وتحدث المشاركون خلال الجلسة الثالثة عن التحديات النفسية لدى الشباب والابتكار الاجتماعي بناء القدرات في الابتكار الاجتماعي وأهمية الابتكار وريادة الأعمال وأثرها على المجتمع والابتكار وخلق الوظائف في اقتصاد ناشئ، ودور المؤسسات التعليمية في رفع الوعي المعرفي بالابتكار الاجتماعي والريادة الاجتماعي كما تضمنت فعاليات اليوم الأول من منتدى الابتكار الاجتماعي محاضرتين الأولى قدمها الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية د.عبد العزيز السويلم، تحدث خلالها عن الملكية الفكرية في المملكة العربية السعودية والعلاقة بين الابتكار والملكية الفكرية وارتباط الملكية الفكرية برؤية المملكة 2030 والاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية ومجالات الملكية الفكرية التي تشرف عليها الهيئة، بالإضافة إلى برامج تمكين الملكية الفكرية مبادرات الهيئة لاحترام حقوق الملكية الفكرية والعلاقة بين الابتكار والملكية الفكرية. أما المحاضرة الثانية فقدمتها د. ليسا إم كولمان بعنوان القيادة الدمجية العالمية والابتكار: مصفوفات عملية للقرن الحادي والعشرين. ويقام حفل الافتتاح في الساعة السابعة تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الرياض، وسيتم في الحفل تكريم الفائزين بجائزة سنديان للابتكار الاجتماعي التي أطلقها المنتدى، وتعد الجائزة هي الأولى في المجال على مستوى المملكة والوطن العربي، وقد فاز بها هذا العام 5 فائزين، كما سيتم تكريم بعض المبادرات والمشروعات الابتكارية التي أوجدت حلولًا ناجعة لعدد من التحديات الاجتماعية. ويواصل المنتدى أعماله غدا الخميس 16 فبراير ويتضمن العديد من الجلسات والفعاليات المصاحبة من المحاضرات وورش العمل. جدير بالذكر أن منتدى الابتكار الاجتماعي هو أحد مبادرات مركز أسبار للبحوث والدراسات. ويهدف إلى الترويج لثقافة الابتكار الاجتماعي، وإلى ضم أصحاب الفكر الاجتماعي وقادة الجهات والمشاريع الاجتماعية، تحت سقف واحد لتبادل ومناقشة أهم ما يطرح في عالم الابتكار من أفكار وأبحاث ومشاريع، للمساهمة في تطوير وبناء المجتمعات وزيادة الأعمال الاجتماعية. وأقيمت ضمن فعاليات منتدى "الابتكار الاجتماعي" لليوم الثاني، جلسة حوارية بعنوان "تعزيز الإبداع والابتكار في البيئات المختلفة"، بمشاركة رئيس هيئة وكالة الأنباء السعودية د. فهد آل عقران، والمدير التنفيذي للابتكار والمعرفة في المعهد الوطني لأبحاث الصحة د. سلطان المبارك، وعضو مجلس إدارة جمعية سند د. الجازي الشبيكي، ومدير مركز تطوير التعليم والتعلم بجامعة الأعمال والتكنولوجيا د. هتون القاضي، وجيمي فام آم، وحاورهم علي العلياني. وتطرق آل عقران في أول محاور الجلسة للابتكار في مجال الإعلام، حيث أكد أن الإعلام لا يزال يعمل بشكل تقليدي في الكثير من الدول، كما أن أغلب المواد التلفزيونية مستنسخة، ولم يعد هنالك إعلام رأي أو إعلام استقصائي، فضلًا عن عدم وجود إعلاميين حقيقيين، أو مؤسسات صحفية تصنع جيل جديد من الإعلاميين. وشدد آل عقرآن على أهمية الابتكار في الإعلام وإعادة النظر في المحتوى الإعلامي والأدوات الإعلامية المستخدمة في إيصال الرسائل أو المعلومات الإعلامية والتي تلبي متطلبات المتلقي، منوهًا إلى أهمية أن يبدأ هذا الابتكار والتطور من المؤسسات الصحفية القائمة. كما شهدت الجلسة محاور أخرى، حيث ناقش المبارك في محور الابتكار الصحي، مدى تأثير الابتكار على جودة الحياة وصحة المجتمع، كما تطرق للابتكار في القطاع الصحي المتمثل في الأجهزة الطبية والأدوية والتطبيقات الصحية الافتراضية. فيما قدمت د. الجازي الشبيكي ورقة، طرحت خلالها آلية جاذبة لإشراك الشباب في العمل التطوعي في القطاع غير الربحي بانسجام وتوافق مع ميولهم وشغفهم التقني والرتم السريع لأسلوب حياتهم في هذا العصر. وتحدثت د. هتون قاضي: عن الأسباب التي خرّجت المدرسة بالطريقة الحالية، كما تحدثت عن تطور الفصول الدراسية ومدى ملاءمتها لعصر ال Chat GPT وواقع توفر المعلومات والوباء المعلوماتي المتمثل في ضخ كمية كبيرة من المعلومات، والتي غالبا ما تكون غير موثوقة. وأكدت قاضي في ختام ورقتها أن لا بديل عن تطوير الفصول الدراسية وجعلها بيئة تعلم وتطور وتقدم، من خلال تشجيع البحث العلمي القائم على تجربة الأساليب الحديثة في التعليم والمخاطرة قليلًا في عالم رصين يفضل الأساليب الآمنة بدلًا من المخاطرة.