قفزت أسعار النفط أكثر من 2 بالمئة أمس الجمعة متجهة إلى مكاسب أسبوعية مع إعلان روسيا خططا لخفض إنتاج النفط الشهر المقبل، بعد أن فرض الغرب سقوفا لأسعار النفط والمنتجات النفطية في البلاد، وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.17 دولار أو 2.57 بالمئة إلى 86.67 دولارا للبرميل بحلول الساعة 0900 بتوقيت جرينتش. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.01 دولار أو 2.57 ٪ إلى 80.07 دولارا، وكان كلا العقدين في طريقهما لتحقيق مكاسب أسبوعية أعلى من 8 ٪. وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة، إن روسيا تعتزم خفض إنتاجها من النفط الخام في مارس بمقدار 500 ألف برميل يوميا أو نحو خمسة بالمئة من الإنتاج، وقال ستيفن برينوك المحلل في شركة "بي في إم": "الاقتصاد الروسي في حالة توتر في مواجهة العقوبات الغربية". واتفقت اقتصادات مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي وأستراليا على حظر استخدام التأمين البحري الذي يقدمه الغرب والتمويل والسمسرة للنفط الروسي المنقول بحراً بسعر يزيد على 60 دولارًا للبرميل اعتبارًا من الخامس من ديسمبر كجزء من العقوبات الغربية على تصرفات روسيا في أوكرانيا. كما حظر الاتحاد الأوروبي مشتريات المنتجات النفطية الروسية وحدد سقوفًا للأسعار اعتبارًا من 5 فبراير، وأضاف برينوك أن الإجراءات الأخيرة ستقلل من أرباح الكرملين من الوقود الأحفوري وتزيد من تفاقم مشاكله المالية بحلول نهاية العام. ويمثل الإعلان تحولًا في المعنويات الهبوطية التي ميزت التجارة يومي الخميس والجمعة صباحًا على خلفية مخاوف الركود في الولاياتالمتحدة وبيانات الطلب الضعيفة من الصين، خفض بنك جولدمان ساكس توقعاته لسعر برنت لعام 2023 إلى 92 دولارًا للبرميل من 98 دولارًا للبرميل وتوقع سعره لعام 2024 إلى 100 دولار للبرميل من 105 دولارات للبرميل. أسعار المستهلك الصيني وارتفع مؤشر أسعار المستهلك الصيني في يناير عن شهر ديسمبر، مع اقتراب التضخم من الهدف البالغ حوالي 3 ٪ الذي حددته الحكومة العام الماضي. وأثارت أحدث بيانات مخزونات النفط الأميركية هذا الأسبوع مخاوف من حدوث تباطؤ في أكبر اقتصاد في العالم، حيث قفزت مخزونات الخام إلى أعلى مستوياتها منذ يونيو 2021. تبع ذلك ارتفاع في مطالبات البطالة الأسبوعية في الولاياتالمتحدة، وقال بادن مور، رئيس بحوث السلع في بنك أستراليا الوطني: "يبدو أن المعنويات بين عشية وضحاها تميل نحو الاتجاه الهبوطي بعد بيانات البطالة في الولاياتالمتحدة - لكنني أتوقع أن يكون تعافي الطلب في الصين أكثر تأثيرًا على توقعات الأسعار في النصف الثاني من 2023". وأثارت أحدث بيانات مخزونات النفط الأميركية هذا الأسبوع مخاوف بشأن تباطؤ أكبر اقتصاد في العالم، حيث قفزت مخزونات الخام إلى أعلى مستوياتها منذ يونيو 2021. على الرغم من ذلك، قفز برنت وغرب تكساس الوسيط ليعكسا معظم خسائر الأسبوع الماضي حيث تراجعت المخاوف بشأن المزيد من الزيادات الحادة في أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. أدت توقعات رفع سعر الفائدة المنخفضة إلى انخفاض الدولار، ما أدى بدوره إلى دعم أسعار النفط، وضعف الدولار يجعل النفط أرخص لحاملي العملات الأخرى وغالبًا ما يشعل الشراء، كما انتعش السوق بفعل تحرك المملكة العربية السعودية لزيادة أسعار مبيعات النفط الخام الرسمية إلى آسيا، والتي يُنظر إليها على أنها إشارة إلى انتعاش الطلب في الصين. وقال المحللون: إن بيانات التضخم الأميركية يوم 14 فبراير ستكون أساسية لمشاعر المخاطرة واتجاه الدولار. وقال إدوارد مويا المحلل في أواندا في مذكرة: "مع انخفاض التضخم في جميع أنحاء أوروبا والولاياتالمتحدة، لا تزال المخاطر مرتفعة من أن البنوك المركزية ستظل بحاجة إلى تقديم تشديد أكثر مما تقوم الأسواق بتسعيره". وقالت انفيستنق دوت كوم، قفز النفط بعد أن قالت روسيا إنها تخطط لخفض إنتاج مارس بمقدار 500 ألف برميل يوميًا، ارتفع خام برنت بنسبة 2.6 ٪ في لندن ليتداول فوق 86 دولارًا للبرميل، مما يمحو انخفاض سابق، بينما تحرك غرب تكساس الوسيط فوق 80 دولارًا للبرميل، هذه الخطوة هي أول مؤشر رئيس على التأثير على الإنتاج الروسي منذ فرض مجموعة من العقوبات على إنتاج البلاد خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك في بيان: إن خفض الإنتاج الروسي سيكون طوعيا وهو استجابة لسقوف الأسعار الغربية، والدولة قادرة على بيع كميات نفطها ولا تريد الالتزام بقيود الأسعار التي تفرضها الدول الغربية. وقبل الإعلان عن الخفض، كان النفط الخام في طريقه بالفعل لتحقيق أكبر تقدم أسبوعي له منذ منتصف يناير، ظهرت مجموعة من المحركات الصعودية هذا الأسبوع، حيث أظهرت المملكة العربية السعودية الثقة في تعافي الطلب على النفط في الصين من خلال رفع أسعارها، في حين كانت هناك اضطرابات في تركيا والنرويج وكازاخستان.وتوقعت شركة خطوط الأنابيب في تكساس أن يرتفع إنتاج خام برميان بمقدار 500 ألف برميل يوميًا في العام الحالي، وكشفت الشركة عن هذا خلال مكالمة الأرباح وأبلغت عن إيرادات 12.95 مليار دولار في الربع الرابع من عام 2022 مقابل 12.98 مليار دولار في العام السابق. وتقلص صافي الدخل في الربع الرابع بنسبة 42 ٪ إلى 263 مليون دولار بينما تقلص صافي النقد أيضًا بنسبة 47 ٪ إلى 335 مليون دولار. وعلى الرغم من نمو إنتاج الولاياتالمتحدة في حوض بيرميان الغني بالنفط والغاز في عام 2022، إلا أنه ظل دون مستويات عام 2019 لمعظم فترات العام. ولكن في وقت لاحق من العام، عاد حوض بيرميان فجأة إلى الحياة حيث ارتفع الإنتاج الشهر الماضي بنسبة 12 ٪ إلى مستوى قياسي بلغ 5.6 ملايين برميل في اليوم. ومع ذلك، فإن توقعات إنتاج النفط الأميركي للعام الحالي صعودية بشكل عام، وأصدرت إدارة معلومات الطاقة أحدث توقعاتها للطاقة على المدى القصير حيث ترى أن إنتاج النفط الخام يسجل عند 12.49 و12.65 مليون برميل من الخام يوميًا في 2023 و2024 على التوالي، ارتفاعًا من 11.90 مليون برميل في اليوم في عام 2022، وظل محللو السلع في ستاندرد تشارترد متفائلين أيضًا، وتوقعوا أن إمدادات الخام الأميركية وإمدادات النفط الصخري لم تصل إلى الذروة بعد، بينما تجاوز إجمالي إمدادات سوائل النفط في الولاياتالمتحدة أعلى مستوى قبل انتشار الوباء في يوليو، مع زيادة إنتاج سوائل الغاز الطبيعي والسوائل الأخرى التي عوضت انخفاض إنتاج النفط الخام، وتوقع المحللون كذلك أن إنتاج الخام الأميركي سيتجاوز 13 مليون برميل في اليوم بحلول يونيو 2024، ومع ذلك لم يقدموا أي رؤى حول كيفية وصولهم إلى هذا التوقع الصعودي لإنتاج النفط الخام الأميركي.