ثمّة متغيرات كبيرة يمر بها دورينا في هذه المرحلة، تتطلب من المسؤولين مواكبتها كما يجب، فالدوري السعودي للمحترفين لم تعد شعبيته إقليمية أو حتى قارية، بل أصبح يزاحم الدوريات العالمية الكبرى، بفضل الدعم الحكومي الكبير الذي تحظى به الأندية، والذي كان آخره تعاقد النصر مع البرتغالي كرستيانو رونالدو الذي يصنف من بين أفضل اللاعبين الذين ركضوا في ملاعب كرة القدم طوال التاريخ. تواجد رونالدو في ملاعبنا منح البطولات السعودية زخمًا إعلاميًا كبيرًا، ومتابعة جماهيرية لا حدود لها، فالشعبية التي يمتلكها اللاعب هائلة وموزعة حول العالم، وعشاقه من كافة القارات وبمختلف الأعمار، ووسائل الإعلام تتبعه حيث ذهب، والأكيد بحسب وعود وزير الرياضة فإن صفقات عالمية مماثلة ستوزع لأنديتنا، وهذا يعني جذب مزيد من المتابعين والمشاهدين في المرحلة المقبلة خصوصًا وأن سقف الطموحات ارتفع كثيرًا، فمن أحضر رونالدو قادر على جلب آخرين بقيمته الفنية والجماهيرية. لذلك من الواجب على الجميع استثمار القفزة الرياضية التي نعيشها اليوم ونقلت الكرة السعودية نحو العالمية، وأن نوصل للعالم الصورة التي نستحقها، فوزارة الرياضة والاتحاد السعودي ورابطة دوري المحترفين ننتظر منهم إنجاز ملفات عدة، من بينها تجهيز منشآت عالمية تليق برياضتنا وتجذب الجماهير، وتنظيم البطولات باحترافية عالية، وهذا يتطلب لجانا قوية تزخر بالكفاءات القادرة على تقديم عمل لا يقل عما نراه في الدوريات الكبرى، وغير ذلك من الخطوات الجادة التي تقدم لنا في النهاية منتجا مُشرفا، لا يقل عن الدوري الإنجليزي والإسباني والإيطالي، من ناحية التنظيم والاحترافية، لا سيما وأن الدعم المادي والمعنوي متوفر! ولعل الملف الذي يمثل صداعًا مزمنًا هو النقل التلفزيوني، كونه لم يرتقِ بعد لمستوى دورينا، بسبب ملاحظات كثيرة لم يتلافاها المسؤولون عنه حتى الآن، وربما تسبب حرجًا كبيرًا لنا أمام العالم الذي يترقب الظهور الأول للعالمي كرستيانو رونالدو، خصوصًا وأن الأيام الماضية شهدت أخطاءً بدائية، مثل انقطاع البث المتكرر أثناء المباريات. ويفترض أن تواكب القناة الناقلة ما وصلنا له اليوم، بتواجدها في أقمار صناعية غير عرب سات حتى يسهل وصولها للعالم أجمع، بالإضافة إلى أمور فنية أخرى، مثل إدخال اللغة الإنجليزية في التعليق والتحليل والجرافيكس وغير ذلك، بحكم وجود جماهير غير عربية تتابع المباريات، وغير ذلك من الخطوات التي من شأنها أن تنقل المباريات بجودة تليق بإمكانيات وقدرات السعوديين. ومن بين الملفات التي أرجو أن تطرح على طاولة المسؤولين، مكبرات الصوت في المدرجات، هذا الموضوع أشبع طرحًا، ولو عملنا إحصائية سنجد أكثر من 99 في المئة يرفضون تواجدها في الملاعب بسبب الإزعاج الذي تسببه دون فائدة، علاوة على أنها لا تمت للتشجيع بأي صلة، بل إنها تساهم في غياب التشجيع الجماعي المؤثر والمحفز للاعبين، وستعكس صورة غير جيدة عن جماهيرنا وطريقة تشجيعهم! هذه نقاط متنوعة لملفات عدة من شأنها أن تواكب حجم الإنفاق الحكومي الكبير على رياضتنا والذي يهدف إلى إيصالها للمكانة التي تستحقها عالميًا، وواثق من أنها لم تغب عن المسؤولين الذين يعملون ليل نهار من أجل التطور والمواكبة.