لم يتخيل أحد بأن لاعبا بقيمة البرتغالي كرستيانو رونالدو سيتواجد في دورينا، ويلعب لأحد الأندية السعودية، في هذا التوقيت بالتحديد، ولم نتوقع بأن نقاشاتنا ستدور حول مستقبل نجوم عالميين بقيمة ميسي ومودريتش ودي ماريا وغيرهم مع الأندية السعودية، وأكثر المتفائلين بواقع ومستقبل رياضتنا لم يتصور بأن دورينا سيجذب أنظار العالم، وسيصبح حديثهم صغارًا وكبارًا بسبب صفقة كرستيانو الذي حضر للعب مع النصر، فمن جلب لاعبا بقيمته للنصر قادر على فعل ذلك مع نجوم آخرين! احتراف كرستيانو رونالدو في السعودية اختصر الوقت وجعل دورينا يقفز قفزات هائلة، فالصفقة رابحة للجميع، وخيرها سيعم دورينا بأكمله، سواءً على صعيد المسابقة ذاتها أو الفرق المشاركة، فالدوري السعودي سيحظى بمتابعة عالمية أكبر، كونه جذب لاعبا بقيمة رونالدو الذي يعتبر الرياضي الأكثر متابعة حول العالم في مواقع التواصل الاجتماعي، وبلا شك زيادة المتابعين ستنعكس إيجابيًا وتسويقيًا على دورينا وترفع من أسهمه وتضاعف قيمة عقوده، الأمر الذي سيفيده اقتصاديًا واستثماريًا، من ناحية تضاعف قيمة عقود الرعايات وحقوق النقل التلفزيوني وغيرها، الأمر الذي سيزيد من موارد رابطة دوري المحترفين وجميع الأندية المشاركة، بالتالي الفوائد الاستثمارية لن تقتصر على ماسيجنيه النصر. بالتأكيد أن صفقة رونالدو هي البداية فقط، وسيتبعها صفقات مماثلة للاعبين عالميين، وفقًا لوعود وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل من خلال حسابه في تويتر، وهذا يعني بأن الفرق موعودة بجذب نجوم عالميين في الفترة المقبلة بدعم حكومي غير مستغرب، وهو الأمر الذي سينعكس أيضًا على قوة الدوري، خصوصًا أن تنوع توزيع هؤلاء النجوم بين الفرق، ولم يقتصر على ناديين أو ثلاثة، الأهم ألا تكون نظرتنا قاصرة فيما يخص انتقال رونالدو للنصر، وأن نتعامل معها ببعد نظر. علينا أن نستغل صفقة كرستيانو كما يجب، وأن نطمع في مكتسبات أكبر، فالنصر قادر على تعويض جزء كبير مما دفعه في عقد اللاعب الضخم وتحقيق إنجازات تاريخية، والدوري السعودي بإمكانه أن يحقق أرباحا مالية وفنية، ويحقق أرقاما قياسية في عقود الرعاية والحضور الجماهيري في الملاعب وحتى المشاهدات، لكن ذلك لن يتحقق إن لم تكن البيئة مناسبة لتحقيق الأهداف المرجوة من هذه الصفقة التاريخية، أقصد بذلك احترافية التعامل من قبل المسؤولين مع اللاعب، وحفظ حقوق النادي ودورينا في العقود، وتحسين ملف النقل التلفزيوني بزيادة جودة الصورة، والعمل على انتشار المباريات المنقولة عالميًا عبر أكثر من قناة ناقلة، بالإضافة إلى تخصيص معلقين ومحللين أجانب يستهدفون غير الناطقين باللغة العربية، وغير ذلك من الخطوات التي تجعل محبي اللاعب يحرصون على متابعته وتعقب أخباره والتعلق بناديه الجديد. ما تعيشه الرياضة السعودية اليوم يعكس اهتمام سمو ولي العهد البالغ بها، وحرصه على أن تأخذ المكانة التي تستحقها عالميًا، فالمليارات تنفق على رياضتنا، والخطط تُرسم، والعمل يحظى بمتابعة كبيرة من سموه لأدق التفاصيل، وهذا سيقودنا نحو القمة في فترة وجيزة بإذن الله.