الولد البرتغالي كرستيانو رونالدو يعود إلى عائلة فقيرة جداً، والنجم البرازيلي الكبير "رونالدينيو" كانت طفولته مأسوية، ويمكن القول انه كان يعيش تحت خط الفقر، هذا الوضع كان قبل أن ينتقل اللاعبان إلى أوروبا، ويصبحان من أغلى اللاعبين في العالم ومن أبرز أثريائهم، بل ومن أكثرهم بهاء وجمالاً وأداء وقرباً إلى قلوب عشاق كرة القدم. لكل لاعب في العالم حلم، لكن أقصى الأحلام أن يكون اللاعب "أفضل لاعب في العالم"، وهذا ما تحقق للثنائي كرستيانو رونالدو ورونالدينيو، وهما يستحقان هذا التتويج، والفقر ليس عيباً، ويمكن التغلب عليه بإخراج قدراتنا واحترام كل منا لمهنته وفوق ذلك الانضباط وتنظيم الوقت، كما يفعل نجوم كرة القدم في العالم، الذين كانت مواهبهم هي "كلمة السر" في شهرتهم ونجاحهم. وأسأل هنا: "كم لاعباً عربياً لدينا يمتلك موهبة كروية"؟ أجزم أن العدد سيكون كبيراً جداً، لأننا نملك نجوماً من المحيط إلى الخليج، والموهبة والنجومية ليست لهما جنسية، ألم يكن زين الدين زيدان ينحدر من أسرة عربية جزائرية، وهو النجم الذي لم ولن تنجب ملاعب كرة القدم لاعباً في رشاقته وموهبته وذكائه ودهائه وحتى عصبيته لها قبول عند كل عشاق زيدان؟ ألم يستطع النجم المصري عمرو زكي أن يخطف النجومية من نجوم الدوري الانكليزي بتصدره قائمة الهدافين في الأسابيع الأولى من الدوري، وهو يحتل الآن المرتبة الثالثة بعشرة أهداف، ويأتي كرستيانو متخلفاً عنه بهدفين؟ ولكم أن تحكموا أين يلعب عمرو زكي؟ ومع مَن يلعب كرستيانو رونالدو؟ فوجود عمر زكي في فريق "ويغان" ورونالدو في فريق ال "مان" يكشف الفرق بين إمكانات الفريقين التي تأتي لمصلحة مان يونايتد الفريق الانكليزي الكبير. ومع ذلك أثبت عمرو زكي أن اللاعب العربي موهوب بالفطرة، وأنه متى ما حصل على الفرصة وحافظ على نفسه، ونظم وقته واستفاد من تجارب غيره ونفذ توجيهات مدربه، سيكون لاعباً مهماً ومطلباً للدوريات الأوروبية. لكن هل استحق كرستيانو رونالدو لقب أفضل لاعب في العالم؟! بالطبع يستحق اللقب، فمنذ التحاقه بفريق "مان يونايتد" وهو لم يتوقف عن حصد الألقاب الشخصية، كما أن فريقه لم يتوقف عن حصد الألقاب المحلية والأوروبية والعالمية، لكنني كنت أتمنى لو أن اللقب الأخير منح "مناصفة" بين كرستيانو وميسي، لأن للاعبين دوراً مؤثراً في فريقيهما ال"مان" وال "بارسا" وهما من نوعية اللاعبين الممتعين جداً. إلا انني أتمنى من الاتحاد الدولي لكرة القدم ال "فيفا" مستقبلاً أن يضم إلى جوائزه جائزة لأفضل لاعب في الفرق الأقل شهرة ومالاً في الدوري الأوروبي، تشجيعاً لهم وتحفيزاً لبروز مواهب جديدة. [email protected] نشر في العدد: 16722 ت.م: 2009-01-15 ص: 29 ط: الرياض