من مونديال كأس العالم للأندية تستطيع أن تستقرئ أفضل فرق العالم، وأفضل لاعبي العالم، وأفضل ادارة تقود تلك الفرق لمزيد من الاحتراف، ومزيد من الثقافة، ومزيد من التعارف، ونبع من المهارات واللياقة والفنيات. كنت أُتابع مجريات النهائيات لكأس الأندية العالمية بين طوكيو - يوكوهاما، وكأس يزن حوالى أربعة كيلوجرامات من الذهب والفضة، وميداليات من الذهب، وخليط آخر من الفضة والبرونز، وجوائز ذهبية لا تقلل من الاعمال البطولية، بل تزيدها رفعة وتقديرا، وعلى درجة كبيرة من الاستحقاق فاز "مانشستر يونايتد" الانجليزي، أصحاب الياقات الحمراء بالبطولة في المقابلة الاخيرة امام "ليفادي كيتو" الاكوادوري، بهدف للا شيء ، لم تكن المباراة سهلة امام الانجليزي ورابطهم مجموعة من أرفع اللاعبين في العالم وعلى رأسهم "كريستيانو رونالدو" ثم "واين روني" و"فردنياند" أغلى مدافع في العالم والذي كلف ناديه أكثر من ثلاثين مليون جنيه استرليني و"فيديش" وغيرهم الا ان الفريق الاكوادوري لم يكن ممراً سهلاً، وانتزع الاعجاب لاحكامه الدفاع بشكل رائع امام تحركات رونالدو، وروني، اندرسون. بل وحاول اقتناص أكثر من فرصة الا ان حارس مرمى مانشستر كان سدا منيعا لكل تلك المحاولات. إن ذكرياتي مع "مانشستر يونايتد" لم تكن وليدة اليوم، بل كانت قبل أكثر من ثلاثة عقود عند زيارتي الأولى لندن، وحضوري مع عدد من الزملاء لقاءات الفريق امام مانشستر سيتي، وليفربول، وبلاكبورن، والارسنال وغيرها من الادوار والبطولات، كنا نعشق مانشستر لوجود بوبي تشارلتون، وبوب مور، وعدد كبير من عمالقة الكرة الانجليزية، بالاضافة إلى الأداء والفن الكروي الرائع الذي يمتع فعلا، ولا زلت أتذكر والدتي رحمها الله عند متابعة الدوري الانجليزي عبر القنوات الفضائية ، كانت تقول لماذا لعب هؤلاء مرتب ومنظم، غير الموجود لدينا، وهي حقيقة رغم ان الوالدة لم تكن من هواة مشاهدة الكرة. ايضا هذا يعود بي بالذاكرة عندما بدأت اتعاون مع جريدة الندوة بالقسم الرياضي وكان رئيس القسم آنذاك الاخ العزيز فايز حسين الذي شجعني على متابعة احداث الدوري الانجليزي والاوروبي والكتابه عنها على شكل تقارير رياضية من خارج الحدود. والحقيقة التي كنت أود الاشارة اليها من خلال احداث كأس العالم للاندية، هي أن من رشح "كرستيانو رونالدو" البرتغالي كان واقعيا، وصحيحا مائة بالمائة، ففوزه بجائزة الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية المتخصصة في كرة القدم لأفضل لاعب في العالم عام 2008 لم يكن اعتباطاً، فقد شاهدنا "رونالدو" كاعجوبة في تاريخ كرة القدم العالمية، اللاعب الذي يملك لياقة عالية، ومهارات فردية راقية، ومهارات حركية غير عادية ينتقل من اليمين الى اليسار ، ويساهم في اللعب ما بين الهجوم والدفاع فهو فعلا يمثل اللاعب غير العادي جدا، ولهذا استحق لقب اللاعب الاول في العالم. ان على لاعبينا في المملكة بالذات، وفي العالم العربي أن ينظروا إلى امثال هذا اللاعب، لا لتقليده، بل للاعداد الذاتي التقني الذي يملكه "كريستيانو رونالدو" أنه يمثل قمة الاحتراف المهني لكرة القدم، وعندما تجد امثال هذا اللاعب في وسط الملعب تستطيع أن تستمتع، وتصفق طويلا للاداء العالي المميز ، صحيح أن كرة القدم جماعية في أغلبها، الا ان المهارات الفردية العالية دائماً ما تصنع النتائج، وان لاعباً كهذا بتحركاته طوال تسعين دقيقة يذكرك بأن ملاعبنا في السعودية لم تصل إلى مثل هذا الواقع التفعيلي، ويجب على اعلامنا الرياضي أن يخفف من انشغاله بالنسب القليلة في أداء لاعبينا الى تشجيعهم، ووضع خارطة قياسية للتأكيد على أن لاعبينا في اشد الحاجة الى عدم التسرع والقبول بأنهم يملكون نجومية عالية، بل هي نجومية تقاس بما يوجد لدينا وتحتاج إلى تطوير وتدريب واحترافية اقل ما يقال عنها الاستفادة من مشاهدة ابطال العالم وكيف يؤدون واجباتهم ووظائفهم بمقاييس ذات دلالة لا غنى من اعادة الشريط للتعرف على مواقع الخلل، وكيف يمكن الوصول إلى امثال "كرستيانو رونالدو"!! [email protected]