ليس من المقبول ولا من المنطق أن نقول إنَّ ما يحدث للهلال حاليًا بسبب الغيابات، وليس من صالح الهلال أن يصدق الهلاليون أن هذا الوهن الفني الذي ظهر به الفريق أمام النصر ثم أمام ضمك هو بسبب غياب سلمان الفرج وياسر الشهراني وموسى ماريغا (المتدهور فنيًا منذ رمضان الماضي)، وإذا ما أراد صانع القرار الهلالي بالهلال خيرًا فعليه أن ينفض عنه سريعًا غبار الكسل والتراخي والبرود الإداري وأن يقف على حقيقة مشكلة الهلال بدلًا من محاولة خلق الأعذار لتبرير هذا الشكل الباهت والمحبط للفريق!. إن كان من تأثير للغيابات على الهلال فإن التأثير الأكبر هو في غياب رامون دياز ذهنيًا وغيبوبته التي يعيشها منذ بداية الموسم بل ومنذ فترة الإعداد التي يظهر جليًا أنه تعامل معها بلا مبالاة تمامًا كما فعل مع فترة التوقف التي قضى نصفها في إجازة طويلة له وللاعبين بدلًا من أن يقضيها في محاولة استقصاء للمشاكل الفنية التي يعيشها الفريق منذ بداية الموسم واستكشاف لمواطن الضعف ومحاولة ابتكار الحلول البديلة وتجهيز صف من البدلاء للحاضر والمستقبل بدلًا من النوم في العسل وقتل طموح عددٍ من اللاعبين الشباب الذين وجدوا منه الإهمال وعدم الثقة مقابل مجاملة النجوم الدوليين واللاعبين الأجانب؛ مثلما يفعل حاليًا في مجاملته لمواطنه (الرخوي) فييتو على حساب مصعب الجوير وعبدالله الحمدان، وعدم شجاعته في إعطاء الثقة للظهير الأيسر الشاب معاذ فقيهي بدلًا من الإصرار على ناصر الدوسري في هذا المركز رغم كثرة أخطائه وسرحانه وبروده وضعف حضوره هجوميًا ودفاعيًا!. أمام ضمك كرر دياز أخطاءه في بداية التشكيل، وحتى عندما (مشت معه) وتقدم الفريق فشل مجددًا في الحفاظ على التقدم بسبب تدخلاته الخاطئة التي كانت تزيد طين الفريق بلة وتمنح الخصم الأفضلية الفنية والجرأة الأكبر على مرمى الهلال، ولسان حال الهلاليين: ليتنا من تدخلاتك يا (باشا) سالمين!. التعادل أمام ضمك الذي لا يقل عن الهلال في الغيابات يتحمله دياز تمامًا مثلما يتحمل دياز مسؤولية التعادل أمام النصر والظهور في الديربي بذلك المظهر الفني المخجل، بداية من إصراره على إشراك مواطنه الرخوي فييتو على حساب ميشايل ديلغادو وإعادة كاريلو لمركزه القديم في الجناح الأيمن رغم تألقه في منتصف الملعب ممثلًا رأس المثلث المقلوب مع محوري الارتكاز في ظل غياب سلمان الفرج ليفقد الفريق خدمات كاريلو في تنظيم خط المنتصف وتسهيل عملية إخراج الكرة؛ مع أن فييتو أثبت لدياز مرارًا وآخرها أمام النصر عجزه عن لعب هذا الدور أو أي أدوار أخرى؛ لكن دياز أصر على إبقاء المزعج ميشايل ديلغادو وإبعاد كاريلو عن مركزه الذي تألق فيه في الفترة الأخيرة لعيون مواطنه الرخوي فييتو!. أما التنظيم الدفاعي في الهلال والحالة البدنية والذهنية للفريق والإحباط الذي يحدث لعدد من اللاعبين من دياز ومجاملته أو خوفه لبعض اللاعبين الأقل عطاء وحماسًا وشغفًا فحدث ولا حرج، كل هذا يثبت أن الغائب الأكبر في الهلال هو مدربه دياز الذي يبدو أنه (مبسوط) على برود وسلبية إدارة الكرة وضعف رقابتها ومتابعتها وتقييمها لعمله منذ معسكر الصيف مرورًا بإجازة الشتاء الطويلة، وليس أسوأ من عمل دياز وجهازه المساعد هذا الموسم سوى تبريراته لما يحدث!.