لم يكن من السهل على الهلال أن يفقد خلال أيامٍ معدودة ثلاثة من أهم عناصره (كاريلو، سالم الدوسري، ثم إيغالو) قبل مواجهة الشارقة الإماراتي المتحفز بقيادة مدربه الخبير أولاريو كوزمين؛ ثم يُجبر بعد كل هذا على بدء الشوط الثاني بدون قائد دفاعه الكوري جيانغ الذي خرج متأثرًا بالإصابة، لذلك كان الخروج بنقاط المواجهة في نهاية الأمر كافيًا لتجاوز الحديث عن كل الأمور الفنية في المباراة التي استحوذ فيها كبير آسيا على جل فترات المباراة!. الهلال حقق الأهم في ظل الظروف التي سبقت اللقاء، واستطاع أن يتجاوز مأزق الغياب المفاجئ لإيغالو وسالم بعد خروج كاريلو من حسابات دياز إلى نهاية الموسم؛ فكان الظفر بنقاط المواجهة الأولى والأصعب كفيلًا بإرضاء الهلاليين، إضافة إلى الظهور الجيد للاعبه البرازيلي الجديد ميشايل ديلغادو، وعودة الغائب منذ فترة ناصر الدوسري، فيما بقي الانحدار الرهيب في مستوى ياسر الشهراني هجوميًا ودفاعيًا أكثر ما يشغل تفكير عشاق الهلال، إضافة إلى أداء بيريرا الذي لم يصل حتى الآن إلى حد الإقناع رغم صناعته لهدف الفوز!. أثق بأن ياسر الشهراني يحاول أن يقدم كل ما لديه؛ لكنه في اعتقادي بحاجة للتوقف قليلًا لالتقاط أنفاسه ومراجعة حساباته بعد أن أصبح نقطة ضعف واضحة في المنظومة الزرقاء، وهو الذي كان لسنوات أحد عناصر قوة الزعيم، ولا شكَّ أنَّ مشاركاته المتواصلة مع الهلال والمنتخبين الأول والأولمبي قد أخذت الكثير من كفاءته البدنية والذهنية، وربما كان الحل في منحه إجازة يعيد فيها تأهيل نفسه حتى يعود ذلك الظهير الذي يشكل خطرًا على الخصوم ومصدر قوة للهلال لا خطرًا على الفريق وثغرة واضحة يخترقها خصومه بسهولة؛ خصوصًا بعد عودة ناصر الدوسري الذي قدم نفسه بشكل رائع في الظهير الأيسر مع الهلال والمنتخب. أما بيريرا فحكاية مختلفة تمامًا، وقضيته ليست قضية إرهاق بدني ولا ذهني؛ لكنها فيما يبدو قضية كسل واضح وعدم جدية أو عدم وجود رغبة كافية في تقديم كل ما لديه، فهو بعيد عن مشاركته في بعض المرات في غير مركزه المفضل لا يبدو وكأنه يبذل كل جهده لإثبات أنه قادر على أن يسير على خطى مواطنيه تياجو نيفيز وكارلوس إدواردو، وأسباب ذلك الكسل الذي يظهر على أداء البرازيلي القادم من البريمرليغ لا يمكن الجزم بها وبأنها نتاج نظرة فوقية من اللاعب أو عدم مبالاة، والطرف الوحيد القادر على الوصول لإجابة حقيقية ودقيقة لتساؤلات عشاق الهلال حول هذا العطاء المحبط من بيريرا هي إدارة الكرة التي يجب أن تحقق في الأمر وتتحقق من أسباب هذا الأداء المخيب للآمال ومعوقات ظهور بيريرا بالشكل الذي يطمح به الهلاليون، وهل هي أسباب يمكن معالجتها وتخطيها ليكمل اللاعب عقده الممتد لخمس سنوات بشكل يواكب طموحات الهلاليين، والتأكد من استيعاب اللاعب وإحساسه بقيمة اللعب في صفوف كبير آسيا، أو العمل منذ الآن على الخروج من هذه الصفقة بأقل الخسائر. هناك لاعب يقدم كل ما لديه لكن كل ما لديه لا يكفي، وهناك لاعب لديه كل ما يكفي لكنه لا يقدمه، والأخيرة تنطبق على بيريرا تمامًا، والأسباب والإجابات يجب أن تكون حاضرة عند إدارة النادي في أسرع وقت.