لم يكن الباشا دياز وحده صاحب الفضل في الانتفاضة التاريخية التي حققها الهلال في الموسم الماضي الذي انتهى بتتويج الزعيم بالدوري الإعجازي بعد أن فقد جُلُّ الهلاليين الأمل باللقب؛ بل كان حضوره عاملًا مهمًا أكمل منظومة كانت بحاجة لمن يقودها ويحقق بها الانتصار تلو الانتصار حتى تحققت المستحيل، وحقق الهلال لقب الدوري الثالث تواليًا للمرة الأولى في تاريخه!. دياز مدرب كبير، لكنَّه في النهاية كأي مدرب في العالم يخطئ ويصيب، يحضر ويغيب، ويتأثَّر بالظروف والغيابات؛ خصوصًا إذا تحدثنا عن غياب أهم 3 لاعبين محليين في الفريق بل وفي الدوري السعودي (سالم الدوسري، سلمان الفرج، ياسر الشهراني)، وهو ثلاثي يظهر تأثير غيابه في المنتخب وليس في الهلال فقط، إضافة إلى غياب المحور الدفاعي الوحيد المتوفر حاليًا (كويلار)، وهو غياب ضرب منظومة الفريق بالكامل، وجعل دياز يجرِّب ويخترع ويتخبط في محاولة تعويض هذا الغياب، لكنَّه فشل في تجاوز المأزق في ظل ضعف البديل المحلي وخذلان الأجنبي، فخسر الفريق 5 نقاط من أصل 6 نقاط أمام التعاون ثم الاتفاق!. أتفهم غضب كثير من الهلاليين على الفريق، وأدرك جيدًا أنَّ أنظار وأصابع الجماهير تتجه صوب الحلقة الأضعف (المدرب) حين لا تكون الأمور على ما يرام، ولا شكَّ أنَّ دياز يستحق بعض هذا العتب الذي وصل إلى درجة الغضب بسبب بعض الأخطاء التي وقع بها على صعيد التشكيل الأساسي أو التبديلات أو على الأقل عدم قدرته على تغيير شكل وتكتيك الفريق بما يتناسب مع الأدوات المتاحة وفي ظل الغيابات؛ فما تستطيع أن تفعله مع سالم وسلمان والشهراني وكويلار قد لا يكون مناسبًا مع بدلاء أقل جودة وخبرة؛ لكنَّ المؤسف أن يتحول هذا النقد أو العتب أو الغضب إلى انقلاب على دياز وتشكيك في قدراته وجدارته، والمؤسف أكثر أن يستغل البعض هذا التعثر لينتصر لرأي قديم كان يخجل منه قبل أسبوعين من الآن!. لا شكَّ أنَّ دياز لم يوفق في التعامل مع هاتين المباراتين ولم يستطع أن ينتصر على هذه الظروف والغيابات، كما أنَّه بحاجة ماسة ونحن مقبلون على فترة توقف طويلة بسبب كأس العالم لإعادة تقييم لعمله وعمل كل من يعملون معه سواء على الصعيد الفني أو التقني أو البدني أو حتى الطبي، والحرص على تدعيم فريقه المساعد بمساعدين أكثر جودة إذا ما أراد أن يبقى في الهلال وفي قلوب الهلاليين الذين لا يطيقون في حبِّ الهلال صبرًا، وهم الذين حين يتعلق الأمر في حبِّ الهلال .. (مالهم خوي)!. أمَّا اختزال كل ما حدث ويحدث للهلال في دياز فهو سذاجة أربأ بكثير من الفاهمين وأصحاب الطرح العقلاني عنها، لأنَّ المنظومة التي تحدثت عنها في مستهل المقال ليست دياز فقط، وكما أنَّ الجميع تشارك في الانتصار؛ فلا بد أن يتحمل الجميع الإخفاق، والمجال لا يتسع للحديث عن أخطاء إدارة الكرة في الهلال ودورها فيما حدث، وصمت إدارة الهلال عن كوارث (الفار) البلدي، والكثير مما قد أتحدث عنه في مقالات أخرى؛ لكن المهم بقدر أهمية تحميل دياز مسؤولية أخطائه هو ألا نحمله أكثر مما يحتمل .. حتى يعود الهلال ويكتمل!.