انتهى سباق انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي بعد عملية اقتراع حاسمة وتاريخية نصفية للكونغرس التي بدأت أمس الثلاثاء، والتي وضعت أسس الانتخابات الرئاسية المقبلة للعام 2024، ويستميت الرئيس الأميركي بايدن للفوز في انتخابات التجديد حيث وصف في خطاب دراماتيكي الانتخابات بأنها لحظة حاسمة وفارقة بالنسبة إلى الديمقراطية الأميركية، حيث أمضى الرئيس الكثير من الوقت في حملته الانتخابية في مناطق تعتبر معاقل الديمقراطيين - مثل كاليفورنيا التي يراهن عليها ويسعى الجمهوريين انتزاعها بالقوة.. رغم أن الانتخابات النصفية دورية تجري كل عامين، إلا أنها تتفرد هذه المرة، بحملة استقطابات واسعة، وبالأخص من طرف الجمهوريين بزعامة الرئيس السابق ترمب، الذي دعا إلى حشد ما وصفها "بموجة حمراء عملاقة" من الجمهوريين، من أجل ضمان الفوز على الديمقراطيين في الانتخابات النصفية. واتجهت الأنظار نحو بنسلفانيا إذ من المحتمل جدا أن يعتمد توازن القوى في مجلس الشيوخ على مقعد هذه الولاية بالذات، ويتنافس عليه الجراح الملياردير محمد أوز الذي يحظى بدعم ترمب، ورئيس البلدية السابق جون فيترمان. ويرى المرشح الجمهوري المسلم محمد أوز أن "الديمقراطيين قلقون"، وركز في حملته على كبح التضخم والجريمة التي اعتبرها "خارج السيطرة". وحذرت صحيفة "أوبزيرفر" من المخاطر التي قد تنتج عن انتخابات اليوم الثلاثاء، قائلة إنها لحظة خطيرة للديمقراطية الأمريكية، وإن فوزا حاسما للجمهوريين هو آخر ما تريده أمريكا الآن. وأشارت إلى أن الحزب الحاكم عادة ما يكون أداؤه في منتصف الطريق غير مقبول، لكن علينا ألا نقلل من الأهمية التاريخية الانتخابات، فالتوقعات بفوز الجمهوريين وتداعياته على خسارة الديمقراطيين الكونغرس، لو حصل فلن يكون غير عادي، لأن الحزب الحاكم يكون ضعيفا في أدائه بمنتصف الطريق، وبخاصة عندما يكون الرئيس الحاكم غير شعبي وبشعبية لا تتجاوز 40 ٪ وبالنظر للانتخابات المقبلة بطريقة أخرى، فأهميتها لأمريكا الغاضبة التي انقسمت بين بايدن وترمب إلى 51 % و47 % لا يمكن التقليل من شأنها. الركود الاقتصادي وعلى خلفية الانتخابات يلوح منظور الركود الاقتصادي والتشاؤم حول المستقبل والانقسام العميق حول العرق وحقوق الإجهاض والجريمة والسلاح ودعاة نظريات المؤامرة والميليشيات المسلحة. انتكاسة مؤلمة في المقابل، يبدي الديمقراطيون خشيتهم من التعرض ل «انتكاسة مؤلمة» في انتخابات التجديد وأعربت جاكلين سميث وهي ناشطة ومن مؤيدي الحزب الديموقراطي عن خشيتها من هذه الانتكاسة. الانقسام سيد الموقف وحذرت في تصريحات من أن «هذه الانتخابات يمكن أن تغير كل شيء». وفي حالة فوز الجمهوريين كما هو متوقع بمجلس النواب، فإن العضو الجمهوري "كيفن مكارثي" سيحل محل الديمقراطية نانسي بيلوسي كرئيس للمجلس مصير الديمقراطية في الولاياتالمتحدة وستفتح أبواب لجان الاقتراع أبوابها لانتخاب أعضاء مجلس النواب ال435، وثلث أعضاء مجلس الشيوخ ال35 نائبا من أصل 100 نائب. ولا يحتاج الجمهوريون إلا للفوز ب6 مقاعد إضافية في مجلس النواب، وبمقعد إضافي في مجلس الشيوخ، ليحظوا بأغلبية في الكونغرس الوقت الذي يرى مراقبون أن لتلك الانتخابات تأثيرات كبيرة في مسار السلطة الأميركية وقراراتها المستقبلية. يذكر أن الولاياتالمتحدة تشهد حاليا أسوأ تضخم منذ 40 عاما، وأدى ارتفاع الأسعار إلى إعاقة خطط الديمقراطيين الذين يحاولون الحفاظ على غالبيتهم. غير أن بايدن وعد ب"خفض" التضخم، والتركيز على الاستثمارات الضخمة التي تقوم بها إدارته، ولاسيما في أشباه الموصلات والمناخ. فهل سيتمكن الديمقراطيون من الحفاظ على سيطرتهم على الكونغرس؟ أم يمكن أن يسترد الجمهوريون السيطرة على عليه من جديد ما قد يعيق التشريعات الديمقراطية بأمريكا لسنوات قادمة وسحب البساط من تحت أقدام الديمقراطيين، إضافة إلى إمكانية فوز الرئيس دونالد ترمب أو غيره من الجمهوريين البارزين بالانتخابات الرئاسية القادمة التي ستجري عام 2024. ووفقًا لآراء المحللين فإن الأمريكيين أدلوا بأصواتهم بالانتخابات النصفية وسط أجواء تسودها توترات سياسية، ومناخ انتشر فيه الخوف والعنف في كل دائرة من الدوائر الانتخابية في البلاد مع مخاوف من ترقب تجدد أعمال العنف وحمل السلاح من جانب الجماعات اليمينية المتطرفة ومن المتحمسين للرئيس السابق دونالد ترمب والتي يمكن أن تطال المشرعين والمسؤولين الانتخابيين الذين يتلقون الكثير من التهديدات الخطيرة بما فيهم الرئيس الأمريكي جو بايدن نفسه، ولهذا فإن الشارع الأمريكي قد أصبح منقسمًا على نفسه.