الديموقراطيون يلجؤون لأوباما.. استماتة لنيل الكعكة الرئاسية يسارع الديموقراطيون والجمهوريون لتعبئة الناخبين قبل الانتخابات النصفية، التي تعد بوصف سيناتور أميركي، بمثابة حياة أو موت للحزب الديموقراطي، كون اليسار الأميركي متخوفا من قيام الجمهوريين، بعزل الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن في حالة فوزهم بالانتخابات النصفية، وهو ما حذر منه بايدن مؤخرا حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، حيث أوضح بايدن، خلال كلمة ألقاها في سان دييغو، "لقد قيل لي بالفعل إنهم إذا أعادوا مجلسي النواب والشيوخ، فسوف يعزلونني". حالة قلق تصريحات الرئيس بايدن قبل عدة أيام من الانتخابات النصفية، عن احتمالات عزله في حالة فوز الجمهوريين بمقاعد المجلسين، أرسلت رسالة واضحة أن الديموقراطيين ليسوا متخوفين من الهزيمة فحسب، بل هم يعيشون حالة هلع لاحتمالات مساءلة بايدن تمهيدا لعزله. ويقول الخبير الأميركي تيد جونسون ل"الرياض": "هذه ليست انتخابات تجديد في مجلسي الكونغرس الشيوخ والنواب، ولا اختيار حكام ولايات فقط، وانتخابات الدفع بأعضاء جدد، بل منع أجندة تيار خطر من الانفراد في السلطة سعياً إلى تغيير قواعد اللعبة ومن الداخل وباسم الديموقراطية وحقوق الإنسان". لحظات تاريخية وتابع قائلا "إن الجمهوريين ينتظرون اللحظة التاريخية لتكرار، حملة المساءلة التي دبرها الديموقراطيين قبل أربع سنوات، عندما سيطروا على مجلس النواب في عام 2019 في عهد ترمب آنذاك، في ذلك الوقت، أرادت مجموعة صغيرة من التقدميين الصاخبين عزل ترمب، رافعين اتهامات بأنه أعاق تحقيق وزارة العدل في علاقات روسيا بحملته الانتخابية لعام 2016". وأشار إلى أن الفرق بين الماضي والحاضر هو أن المجموعة الديموقراطية التي قامت بذلك في أوائل عام 2019، كانت تخوض المعركة بمفردها وبدعم ضئيل، ومع اقتراب الانتخابات النصفية، يؤيد العشرات من الجمهوريين مساءلة بايدن رسميا، أو يقولون إنهم مستعدون لدعمها. تلميحات وتصريحات ويلمّح الجمهوريون، منذ بداية العام الحالي، إلى إمكانية إقدامهم على محاولة عزل الرئيس الأميركي بايدن، إذا ما تمكنوا من استعادة الكونغرس، بمجلسيه، النواب والشيوخ، إذ إن هؤلاء لن يكتفوا، على الأرجح، بفتح جميع القضايا التي يمكنهم فتحها، بحق نجل بايدن، هانتر بايدن، الذي برز اسمه خصوصاً خلال ملاحقة الكونغرس لترمب، بقضية "أوكرانيا غايت"، وارتبطت القضية بمحاولة ترمب الضغط على كييف بمنع المساعدات العسكرية عنها، لفتح تحقيق بأعمال فساد لهانتر بايدن في أوكرانيا، حين كان جو بايدن يعتزم منافسة ترمب في رئاسيات 2020، وقد قدّمت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين، المعروفة بتأييدها الشديد لترمب، وبأنها من المؤمنين بنظريات المؤامرة التي يسوقها حول "سرقة" الانتخابات، أكثر من ثمانية مشاريع قوانين لعزل الرئيس إلى الكونغرس. جرائم كبرى وأفادت صحيفة ذا هيل الأميركية بأن عدداً من المحافظين في مجلس النواب الأميركي، قدموا فعليا مواد إلى الكونغرس، بهدف عزل بايدن، موجهين إليه تهمة ارتكاب "جرائم كبيرة"، إلا أن الإجراء لن يرى النور، إلا مع سيطرة الجمهوريين المجلسين، حيث يرغب المحافظون في الاستفادة من سلطاتهم المحتملة الجديدة للإطاحة بالرئيس الذي يعتبرونه "غير لائق" بمقاربته لمجموعة من القضايا المتعلقة بوباء فيروس كورونا وانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان". وقال النائب الجمهوري بوب جود: "لقد قلت باستمرار أنه يجب مساءلة الرئيس بايدن بسبب تعمد فتح حدودنا الجنوبية وجعل الأميركيين أقل أمانا"، مشددا على أن "الكونغرس عليه واجب محاسبة الرئيس على هذا الإخفاق وعلى أي إخفاقات أخرى في مسؤولياته الدستورية، لذلك يجب أن تكون الأغلبية الجمهورية الجديدة مستعدة لإجراء الرقابة في اليوم الأول". سلسلة تحقيقات وبحسب الخبراء فإن المشرِّعين الأميركيين قالوا إن الجمهوريين يخططون لسلسلة من التحقيقات إذا سيطروا على الكونغرس، بما في ذلك التحقيقات المتعلقة بتحركات بايدن السياسية والشؤون التجارية لأسرته. وأنهى الرئيس الأميركي، في بنسلفانيا، تنقلاته الكثيرة في المعركة الانتخابية الحاسمة فيما انتقل الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب الذي لا يزال يتمتع بقبضة قوية على الحزب الجمهوري، إلى مرحلة الهجوم في اللحظات الأخيرة، ولمح لمؤيديه بأنه سيترشح "على الأرجح" للانتخابات. وأضاف "استعدوا، هذا كل ما يمكنني قوله"، وأضاف ترمب أنه في غضون ذلك سيكون 2022 "العام الذي سنستعيد فيه الكونغرس، وسوف نستعيد مجلس الشيوخ". وقال السيناتور الجمهوري البارز تيد كروز إن هناك العديد من الأسس التي يمكن على أساسها البدء في إجراءات عزل الرئيس الأميركي جو بايدن. جرعات تركيزية وبحسب مصادر قريبة من فريق بايدن فإن المستشاريين يسعون لإعطاء جرعات تركيزية للرئيس بايدن خلال الأيام القادمة لإبعاده عن الحرج بسبب وضعه الصحي والذهني وعدم تكرار تركه وحده على المنصات، ويقف فريقه مبتعداً عنه بمسافة، في ارتكاب الأخطاء بحيث تظهر علامات الشرود الذهني عليه ويراها الجميع، وترى بعض المصادر أن بايدن لن يكمل فترته الرئاسية في جميع الأحوال، بل سيتم اختيار الوقت المناسب وتنحيته وإحلال كاميلا هاريس مكانه لاستكمال مدته الرئاسية، وسلطت مجلة "نيوزويك" الأميركية الضوء على التوقعات بفوز الحزب الجمهوري في الانتخابات معتبرة أن ذلك قد يؤدي إلى إطلاق تحقيق في أداء الرئيس جو بايدن ثم عزله. وتابعت المجلة: "يمكن للجمهوريين، الذين لا يزال الكثير منهم مخلصين بشدة للرئيس السابق دونالد ترمب، أن يطلقوا أيضًا سلسلة تحقيقات في أداء إدارة بايدن وحتى محاولة عزله من منصبه". سوء استخدام السلطة ربما يكون عزل بايدن مغرياً لبعض الجمهوريين لكنه قد يكبدهم أيضاً ثمناً سياسياً فادحاً، فيرى توماس جيفت، المدير المؤسس لمركز السياسة الأميركية، في كلية لندن أنه "في حال استعاد الحزب سيطرته على غرفتي الكونغرس، فإن عزل بايدن دون أسباب مقنعة سيدفع الناخبين للاعتقاد بأن هذا الإجراء مجرد سوء استخدام فاضح للسلطة الرقابية، ومحاولة فجة للانتقام من محاولتي عزل ترمب، وفي نهاية المطاف إلهاء العقول وتشتيت الانتباه. ويحاول بايدن من خلال خطاباته المختلفة تناول المشاعر المتزايدة المعادية للديموقراطية في أميركا، وهو يكرر أن معركته هي "من أجل روح الأمة"، وتعكس كلماته قلقاً متزايداً توافقاً مع ما يطرحه بعض صناع الرأي الليبراليين ضد خصومه الجمهوريين، وقد ردد أخيراً قوله: "لا يمكنك أن تكون مع التمرد، ومع أميركا في الوقت ذاته"، في وصفه لخصمه اللدود ترمب. الولايات الجنوبية ويخشى الديموقراطيون من تصويت الولايات الجنوبية، لا سيما تكساس، والتي تعد أكبر قوة تصويتية يخشاها بايدن، حتى إنه يخشى أيضا ولايات الغرب الأوسط وولاية فلوريدا، والتي يحكمها الجمهوريون، وحتى ولاية بنسلفانيا والتي تعد ديموقراطية، وهذا ما دعا الديموقراطيين إلى الاستعانة بالرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، لما له من حضور طاغٍ وتاريخ داخل ولاية بنسلفانيا. هذا على مستوى الشيوخ والنواب، أما على مستوى حكام الولايات، فقد تلحق نيويورك بفيرجينيا، فتصير ولاية جمهورية الحاكمية! قد تلحق أريزونا بفلوريدا وهذا الأخطر، في معركة محاربة المخدرات عالمياً وليس أميركياً فقط. وبعد حملة شرسة تمحورت حول التضخم، يظهر الجمهوريون واثقين أكثر فأكثر بفرصهم في حرمان الرئيس الديموقراطي من أغلبيته، وهذه الانتخابات إن أتت بأغلبية قوية في مجلسي الكونغرس، قد تعزل بايدن وتسجن ابنه هنتر بتهم فساد. في هذا الإطار قال بول كويرك، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا البريطانية في كندا، ل"نيوزويك"، إن الجمهوريين "سيفتحون بالتأكيد العديد من التحقيقات" في حال استعادوا الأغلبية. لكن الجناح الأكثر اعتدالاً من الجمهوريين في الكونغرس، وبخاصة قادة الحزب، سيمنعون أي محاولة للمساءلة، ما لم تظهر بالفعل مزاعم موثوقة بشأن ارتكاب جرائم تستوجب العزل". بالمقابل يخشى الجمهوريون في حالة حفاظ الديموقراطيين بالكونغرس من تقديم مشروع لمساءلة ترمب حول الإجراءات التي اتخدها إبان حكمه. وإذا تأكدت توقعاتهم، يبدو الملياردير الجمهوري ترمب مصمّمًا على الاستفادة من هذا الزخم ليقدم رسميًّا، وفي أسرع وقت ترشيحه للانتخابات الرئاسية، ربما اعتبارًا من الأسبوع الثالث من هذا الشهر. وقال موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي، إن الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس السابق دونالد ترمب تناقش إعلان ترشحه لخوض السباق نحو البيت الأبيض في انتخابات عام 2024. وأضاف الموقع أن الموعد المتوقع لهذا الإعلان هو 14 نوفمبر الجاري، أي بعد أيام من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي. وعلى رغم نبرة الصراع والخصومة، يرى المطلعون على نبض الحياة السياسية الأميركية أن هذا المناخ الاستقطابي هو مناخ انتخابي طبيعي، ولا حاجة إلى التوتر والتسريع باستدعاء تنبؤات أفول أميركا، فهناك كثير من القواسم المشتركة بين مكونات الطبقة السياسية وفرقاء العمل في أميركا، وتقف أميركا ووحدتها ومكانتها وقوتها العالمية في صدارة الإجماع السياسي، إنها أميركا أكبر من أن تنهار.