أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو للرئيس الأميركي جو بايدن خلال اتصال هاتفي، أنه سيعمل على تحقيق المزيد من اتفاقيات السلام بعد تشكيله للحكومة. وقال نتنياهو في بيان إنه تلقى اتصالا هاتفيا من بايدن الذي هنأه بفوز حزبه الليكود بالانتخابات البرلمانية العامة (الكنيست). ويأتي الاتصال بين الطرفين بعد ستة أيام من إعلان فوز نتنياهو في الانتخابات وحصول حزبه على 32 مقعداً. وأكد نتنياهو لبايدن أنه "في وسعنا الحصول على اتفاقيات سلام إضافية وكذلك التعامل مع التهديد الإيراني". وشهدت إسرائيل في الأسبوع الماضي انتخابات برلمانية عامة هي الخامسة خلال أربع سنوات، بعد سلسلة من الجولات الانتخابية لم تسفر عن نتائج حاسمة وأدخلت البلاد في دوامة من الجمود السياسي. واستطاعت كتلة اليمين التي يقودها نتنياهو الحصول على 64 مقعدا في الكنيست من أصل 120، الأمر الذي يجعله قادرا على تشكيل حكومة يمينية ضيقة دون الحاجة للاستعانة بأحزاب من الوسط أو اليسار. وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إلى أن المكالمة تأتي على خلفية مخاوف واشنطن بشأن حكومة نتنياهو المرتقبة، واحتمالية تعيين المتطرف إيتمار بن غفير رئيس حزب "الصهيونية الدينية" وزيرا للأمن الداخلي. وقالت الصحيفة الإسرائيلية "سيتعين على نتنياهو اتخاذ قرار إذا واصل خط الحكومة السابق المتمثل في إعادة العلاقات مع الحزب الديمقراطي". وتابعت أنه من غير المؤكد أن هذا سيكون ممكنا بسبب "الاستياء الذي يشعر به الديمقراطيون" تجاهه وتجاه شركائه. إضافة إلى ذلك، يبدو أن إدارة بايدن "ستتخذ موقفا متشددا في كل ما يتعلق ببناء المستوطنات". وقبيل الانتخابات، صرح بن غفير بأنه طلب من نتنياهو منحه حقيبة الأمن الداخلي حال تشكلت حكومة يمين. وسبق أن دعا بن غفير إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتسبب في تصعيد الأوضاع بالقدسالشرقية عقب إقامته مكتبا برلمانيا في حي الشيخ جرّاح، كما قاد المستوطنين مرات عديدة لدى اقتحامهم المسجد الأقصى. وكانت الولاياتالمتحدة دعت الأسبوع الماضي الحكومة الإسرائيلية المقبلة إلى احترام "حقوق الأقليات". وقال المتحدث باسم الخارجية نيد برايس للصحفيين إن علاقة بلاده بإسرائيل كانت دائما قائمة على "مصالحنا المشتركة، لكن الأهم من ذلك قيمنا المشتركة" بحسب صحيفتي "يديعوت أحرونوت" و"تايمز أوف إسرائيل. وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن تصريح برايس جاء رد فعل على صعود حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف، الذي من المتوقع أن يلعب دورا مركزيا في تشكيل الحكومة الجديدة. في السياق، ذكرت مصادر حزبية إسرائيلية، صباح الثلاثاء، أن نتنياهو لا يمانع تولي عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير وزارة الأمن الداخلي في إطار المفاوضات لتشكيل حكومة جديدة بعد فوز تحالف اليمين في الانتخابات. وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، أن نتنياهو فشل في إقناع أقطاب اليمين بالموافقة على تمرير حكومته في الكنيست خلال الأسبوع المقبل دون التوافق المسبق على الحقائب الوزارية. وأشارت إلى أن "نتنياهو يسعى لإنهاء حكم رئيس الوزراء الحالي يائير لبيد بأسرع وقت". ولفتت الصحيفة إلى أن "الكتل اليمينية اشترطت الدخول في مفاوضات ائتلافية قبل منح الثقة للحكومة المقبلة". ويسعى بن غفير للحصول على حقيبة الأمن الداخلي وعدد آخر من الحقائب إلا أنه يعتبر الحصول على الوزارة المذكورة هدفًا استراتيجيًا لحزبه من أجل "إحداث تغييرات جوهرية في عمل الشرطة والشاباك". ومن المتوقع أن تستغرق المفاوضات الحزبية أسبوعين على الأقل في ظل خلافات بدأت تطفو على السطح داخل معسكر اليمين المنتصر في الانتخابات.