في أوروبا يرددون أن "الانتصار لم يعد للأقوى، بل للأسرع". وهم يقصدون الصين، والواقع يقول أنها الآن تملك الصفتين معاً.. نستذكر ذلك والرئيس الصيني يهم بزيارة المملكة العربية السعودية لعقد قمم ثلاث فيها سعودية وخليجية وعربية. لنسترجع وعبر كل قراءة عن تلك الخاصيتين: كيف أصبحت الصين معجزة اقتصادية في فترة لم تتجاوز العقود السبعة. وهي التي عاشت قبلها مباشرة براثن الفقر والاستعمار ومن ثم المجاعات القاتلة؟! كيف لدولة كانت تعيش على الكفاف وليس لها علاقات تجارية أن تسبق الجميع وتصبح في الطليعة؟! استفهام يخص الصين ذلك البلد الذي كان تحت براثن الاحتلال الياباني، أسيراً مضطهداً، لم يتحرر منه إلا بعد أن دفع الثمن غالياً بل ومؤلماً، كيف نفض الغبار عن نفسه منتصف القرن الماضي؟، وعاش كل المتغيرات من ثورة ثقافية واجتماعية حتى بات افضل من يسير على الطريق الصحيح. الإجابة لم تكن صعبة، فغير استراتيجيتها الاقتصادية التي بنيت على أسس عظيمة.. فالصين تدرك بأن الاحترام بين الدول يأتي قبل الاقتصاد، ولذلك تسعى دائماً لإظهار علاقاتها لتكون بين متساويين انطلاقاً من ثقافة صينية ذات إرث كبير لم تتلوث بالعدوانية الاستعمارية التي عُرف بها الغرب.. وهو ما اكسبها احترام العالم، وجعلنا نؤمن أكثر بأن العقول الرائدة الرحبة هي من تصنع الإعجاز لبلدانها. وها نحن في المملكة العربية السعودية نشهد مثل ذلك فبلادنا في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الساعية لكل خير لهذه البلاد، ومع قائد الرؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وهو من يمثل القيادة الذكية التي لها الدور الأكبر في التغيير الإيجابي على مستوى المجتمع، والركن الأهم في التنمية، لذا أصبحت القرارات الاقتصادية المهمة والمصيرية في مسيرة البلاد قد انعكست على ذلك بتحقيق النمو المستمر والاستقرار والأمن والأمان والسلم المجتمعي. وانطلاقاً من ذلك التوجه لولي العهد تمتلك السعودية استراتيجية واضحة منذ سبع سنوات للارتقاء بالاقتصاد، أساسها انضباط ماليتها والتوجه المستقبلي المستقر لها مع تنويع التعاون الاقتصادي في كل الاتجاهات، وفق خطوات تصنع المستقبل الاقتصادي المبهر المتفوق.. متخذة الاحترام والتوافق والتعامل الند للند مع الآخرين ديدناً في بناء علاقاتها.. ولتكون شراكة السعودية والصين مهمة لكليهما، شراكة بُنيت عليها قيم علاقاتية كبيرة، ستعزز التعاون والارتقاء، وبما سينعكس على مستقبل الاقتصاد العالمي. ختام القول إنه حين يلتقي قائد الرؤية السعودية مع الرئيس الصيني فبلا شك أن رقياً مستقبلياً سينعم به البلدان انطلاقاً من تأثيرهما المباشر في نمو الاقتصاد العالمي.. فمع القيم الاقتصادية الصينية الكبيرة، السعودية تريد أن تواصل مشاركة العالم أجمع بالنمو والمصالح والخبرات، والمساهمة في صناعة استقرار العالم الجديد، وهو ما يتحقق الآن.. وهذا هو توجيه وتوجّه الرؤية السعودية 2030 وما أفاض به عرّابها الأمير محمد بن سلمان.