حملت الأوراق، التي وضعت على طاولة الزعماء في مجموعة ال20، القضايا العالمية الكبرى، مثل مناقشة إيجاد مسار جديد للنمو، وتعزيز فعالية وكفاءة حوكمة النظام المالي والاقتصادي العالمي، وتطوير حركة التجارة والاستثمار الدولية، وكذلك تحقيق التنمية الشاملة لدول العالم عموماً، ما ينعكس إيجاباً على نمو الاقتصاد العالمي. وما يميز قمة ال20، التي تعقد في مدينة هانغتشو، الكرم الصيني في دعوة زعماء من خارج المجموعة، إضافة إلى المنظمات الدولية، إذ أعلن رئيس قمة الأعمال لمجموعة ال20 واللجنة الصينية لتنمية التجارة الدولية جيانغ تسنغ وي أن أكثر من 800 ممثل لقطاع الأعمال من 32 دولة ومنطقة و26 منظمة دولية سيحضرون القمة، ومن بين الشركات المشاركة في القمة 140 شركة ضمن أقوى 500 شركة في العالم. هذا الانفتاح الصيني تأكيد لرغبتها في توسيع دائرة المشاركة في إعادة صياغة التنمية الاقتصادية في العالم، وإتاحة الفرصة لمشاركة واسعة للدول النامية التي تعتقد أنها أحد مفاتيح التعافي الاقتصادي، كما تعد مجموعة ال20 منصة مهمة لمشاركة قطاع الأعمال في الحوكمة الاقتصادية العالمية ودفع النمو الاقتصادي العالمي، حيث تجمع آراء قطاع الأعمال من خلال عقد الاجتماعات والقمة، وتشكل تقرير التوصيات السياسية وتقدمه إلى قمة مجموعة ال20. وفي هذا الجانب، تتلاقى وجهات النظر السعودية والصينية في إتاحة مساحة أوسع للدول النامية في الصياغة الجديدة للاقتصاد العالمي، وأكدها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في زيارته الصين، خلال كلمة ألقاها الأربعاء الماضي في جامعة بكين، معلقاً على قمة ال20: «إن ما يقع اليوم يؤثر فينا جميعاً. فقضية الأزمة المالية التي شهدها العالم لها تأثيرات فينا؛ فعندما تشهد منطقة معينة نزاعات سياسية يشعر بها العالم بأسره، وإذا تفشى في أفريقيا مرض فقد ينتقل الفايروس إلى الشرق الأقصى، وإذا تفشى الفايروس في آسيا، فقد ينتقل إلى أوروبا، فنحن مترابطون ببعضنا، ونريد ضمان مستقبل آمن مستقر ومزدهر. فأهدافنا في ما يتعلق بمجموعة ال20 مماثلة لأهداف الصين، ونريد ضمان تحقيق تنمية مستدامة». كما تحدث عن «الرؤية الاقتصادية لعام 2030» والتعاون الصيني- السعودي في إطار مبادرة «الحزام والطريق» والعلاقات بين السعودية وبلدان أخرى؛ مثل إيران والولايات المتحدة. وفي كلمته، تحدث الوزير الجبير عن التعاون الثنائي، مؤكداً أن: «الصين والسعودية تربطهما مصالح مشتركة، فالصين أكبر مستهلك للطاقة، والسعودية أكبر مصدر للطاقة بالنسبة إلى الصين، وفيما تعمل الصين على بناء مبادرة «الحزام والطريق»، ستلعب السعودية دوراً حاسماً فيها، إذ تقع السعودية عند نقطة التقاء القارات الثلاث: أفريقيا وأوروبا وآسيا، كما أنها قريبة من أهم الممرات المائية الثلاثة في العالم، وهي مضيق هرمز ومضيق باب المندب وقناة السويس، أما البحر الأحمر الذي تطل عليه السعودية فهو الممر الذي تمر عبره 10 في المئة من تجارة العالم». وأشار الجبير إلى أن الدولتين تتقاسمان فلسفة مشتركة؛ ألا وهي احترام وحدة السيادة، واحترام مبدأ التعايش الودي، واحترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين. وتلك هى جميع العوامل الأساسية للشراكة القوية للغاية القائمة بين البلدين. وقال: «إن إقامة لجنة رفيعة المستوى لتسيير التعاون الثنائي بين الصين والسعودية ترمز إلى الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين بلدينا». وتشهد العلاقات بين الصين والسعودية منذ فترة تبادلات مكثفة توجت بزيارة دولة قام بها الرئيس شي جين بينغ للسعودية في كانون الثاني (يناير) الماضي، توصل خلالها إلى توافق في مجالات مختلفة مع ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز آل سعود. كما أعلن البلدان خلال الزيارة الارتقاء بالعلاقات إلى شراكة استراتيجية شاملة، وتشكيل لجنة تسيير رفيعة المستوى لتوجيه وتنسيق التعاون.