عاشت مسرحية المتاجرة بقضية فلسطين سنوات طويلة، استغل فيها أبطال المسرحية عاطفة الشعوب العربية والشعب الفلسطيني بشكل خاص ومأساة فلسطين، فأطلقوا شعارات المقاومة والممانعة والموت لأمريكا والموت لإسرائيل، صدّق كثيرون هذه الشعارات وانساقوا خلفها وهاجموا الدول التي تقدم الدعم الحقيقي لفلسطين والتي تسعى إلى حل عادل يحقق السلام الشامل ويضمن حق الدولة الفلسطينية في إقامة دولة مستقلة. كانت المتاجرة بالقضية واضحة وأكبر تجارها إيران وأتباعها، وفي مقدمتهم حزب الله الذي وافق على اتفاقية الحدود بين لبنان وإسرائيل بصفته الحاكم بأمره في لبنان، وهو دائما لديه بنك من المبررات الجاهزة لكل خطوة ضد مصلحة الوطن اللبناني. موقف حزب الله لم يفاجئ الذين يدركون أن هذا الحزب حزب طائفي ممول من إيران - حسب اعتراف أمين الحزب - لخدمة أهداف إيران الخاصة التي لا علاقة لها بمصالح فلسطين وحقوقها، هذا الحزب ليس دولة عميقة ولا حزبا سياسيا ضمن منظومة نظام ديموقراطي، هو ميليشيا طائفية عسكرية ممثلة لإيران تتحكم بسيادة لبنان بآلية عسكرية إيرانية. الشعوب المخدوعة والإعلام المسيس إما اختاروا قرار الصمت أو بحثوا عن مبررات منها أن اتفاقية ترسيم الحدود هي الطريق إلى تحرير القدس، هذه الاتفاقية هي حسب المخدوعين خطوة في طريق النضال والمقاومة والممانعة، وهي التي ستقود إلى موت أمريكا وإسرائيل. الشعوب المخدوعة بشعارات المقاومة تنساق خلف فكر يعارض احتلال الأجنبي لبلد عربي، ويتظاهر مؤيدا احتلال بلد عربي آخر، يعارض احتلال إسرائيل ويؤيد احتلال إيران، يغيب عن هذا الشعب المخدوع كيف لمحتل لبلد عربي أن يناضل لتحريره من محتل آخر..؟! هذا ليس مجرد تناقض بل فضيحة أخلاقية وفكرية وسياسية ترى أن الطريق إلى تحرير فلسطين هو احتلال بلد عربي آخر.! حقائق الواقع وليس شعاراته تؤكد وفاة المتاجرة بقضية فلسطين وإغلاق دكان المقاومة، والاستمرار في شيطنة الدول العربية وتخوينها وهي الداعمة الحقيقية لحقوق فلسطين ودعم استقلال الدول العربية وسيادتها ورفض التدخل الخارجي في شؤونها، دول تقدم الدعم السياسي والاقتصادي والإنساني والحلول وليس الشعارات لكن العقول تغيب وتحضر العاطفة التي تخضع للشعارات والخطابات الحماسية التي لا علاقة لها بالواقع، بل تتناقض مع الواقع.