استنكر البعض من المخدوعين بالشعارات أو من أصحابها مصرع قاسم سليماني، فهو في نظرهم رمز من رموز المقاومة. المقصود بالمقاومة هو مقاومة الاستعمار وتحرير فلسطين والموت لأميركا وإسرائيل، لكنه لا يشمل تحرير العراقولبنان وسورية من الهيمنة الإيرانية. يندد البعض بمصرع شخص واحد يقود التوسع الإيراني في المنطقة العربية، ويقتل في طريقة الأبرياء والمدافعين عن سيادة أوطانهم، ثم يوصف بأنه زعيم المقاومة، هذه المقاومة الإيرانية التي زرعت الفتنة بين الفلسطينيين، ولم تطلق رصاصة واحدة على إسرائيل استخدمت الشعارات العاطفية للخداع، فكان أفضل ميدان لهذا الخداع هو القضية الفلسطينية، تاجر الإيرانيون مثلما تاجر زعيم مقاومة آخر يسمى أردوغان (هذا الأخير قال عن سليماني إنه شهيد)، هذه المقاومة بجناحيها الإيراني والتركي ومن انخدع بهما من العرب لم تكتف باستغلال قضية فلسطين، ولكنها صارت تقلد إسرائيل بالتوسع والاحتلال وتفعل ذلك تحت علم المقاومة.! الأبرياء يموتون في العراق وسورية ولبنان، والمخدوعون بالشعارات يتفرجون أو يشجبون، وحين يقتل شخص واحد يقود حملة التوسع الإيراني في المنطقة العربية وينفذ في طريقه أعمالاً إرهابية، يظهر من يتوقع حرباً عالمية ثالثة. إنها المقاومة التي تتاجر بقضية فلسطين، وتحول المحتلين إلى أبطال وشهداء، تحرير فلسطين بالنسبة لأردوغان يمر عبر احتلال ليبيا، وبالنسبة لإيران وبقيادة (الشهيد سليماني كما وصفه أردوغان) يمر عبر العراقولبنان وسورية واليمن. في لبنان يمارس حزب الله الخيانة تحت شعار المقاومة،! وتنشر إيران الفتنة بين الفلسطينيين وتبعثر قضيتهم العادلة تحت شعار المقاومة، ينخدع بعض الفلسطينيين وهم يعانون من الاحتلال، ويصفقون للمحتل الإيراني تحت شعار المقاومة، يقتل الحشد الشعبي بقيادة سليماني المتظاهرين العراقيين المطالبين بالحرية تحت شعار المقاومة، لقد تحولت المقاومة إلى أحزاب، ولها مسميات أخرى مثل محور المقاومة أو الممانعة، هي امتداد لخطاب حماسي خادع تم استغلاله لتحقيق مآرب لا علاقة لها بمقاومة محتل، ولا علاقة لها بمقاومة التخلف والطائفية والكراهية والعنصرية، مقاومة فعلت العكس تماماً، أوجدت احتلالاً جديداً، نشرت الطائفية، والأذرع العسكرية، ونفذت أعمالاً إرهابية لا علاقة لها بالمقاومة، إنها الشعارات الخادعة التي تخفي خلفها أهدافاً أخرى، أكبر خدعة مكشوفة أن محور المقاومة يزعم أنه يقود حركات التحرر العربية، هذا هو منتهى الخداع والكذب لأنها - أي هذه المقاومة - تقود حملة التوسع الإيرانية في المنطقة العربية، وتجد مع الأسف من يصفق لها من المخدوعين أو الخونة والمتآمرين وما أكثرهم!.