أكثر ما يقوي القصيدة ويعجب المتلقي هو سماع أو قراءة قصيدة يرى فيها مطابقة الصور الفنية والأخيلة مع عموم التراكيب لما عبر به الشاعر وقوة وجمال ومصداقية الصورة الشعرية التي وظفها الشاعر، بحيث يتملكه الإحساس والقناعة ببراعة التصوير عند الشاعر بشكل يجسد الشعور الذي في نفسه، يلمسه المتلقي وكأنه شعوره. فكلما كانت الصورة الفنية الشعرية مختارة بدقة وفيها ما يوحي بمصداقية التصوير الذي يأسر المتلقي كان الانطباع عن الشاعر جيدا، والثقة في مقدرته كبيرة. لكن يتبادر إلى الذهن التساؤل: هل هناك شاعر يريد لقصيدته الضعف أو شاعر يملك قدرة ثم يحجبها ويبخل بها بحيث يجعل قصيدته قليلة التأثير عاجزة عن إيصال الفكرة؟ لا يوجد شاعر نظم قصيدته وقدمها للمتلقي بصورة ما؛ وهو يستطيع أن يقدمها بصورة أقوى وأفضل، لكن قد تجري الرياح الشعرية بما لا تشتهي سفن الشاعر، فتكون ضعيفة قليلة الأثر في المتلقي والشاعر يعرف ذلك ويدري أنه لم يصل لمراده. ولو بحثنا عن السبب الذي تحكم في الشاعر وقيده، وتسبب في ضعف القصيدة وعدم قدرتها على المنافسة فإننا سنجد من تلك الأسباب: ضعف العاطفة. إذا قوة العاطفة عند الشاعر تقوي المنتج الأدبي والشعري، والعكس في حال ضعفها، والشاعر تحت هيمنة تلك العاطفة ومصداقيتها. وأخيرا نقف مع قصيدتين جمعت قوة العاطفة وجمال ومصداقية الصورة الشعرية يقول الشاعر الأمير خالد الفيصل: حنا العرب يا مدعين العروبة وحنا هل التوحيد وانتم له أجناب وحنا شروق المجد وانتم غروبه وحنا هل التاريخ وأنتم به أغراب يوم الفقر شلتوا علينا عيوبه واليوم عقب النفط جيتوا لنا أنساب ويوم الفقر فينا البداوة سبوبة واليوم صرتوا مثلنا بدو واعراب لو الهوى منكم منعتم هبوبه لا شك رزاق الملا رب الأرباب ولو المطر منكم منعتم صبوبه لا شك رزق الخلق من عند وهاب جيش الحسد سقتوا علينا حروبه كل يبي يزرع على جسمنا ناب حرب على المحسن تراها عقوبة بالله عساكم ما تفيدون حراب يا ما عطينا ما ندور مثوبه إلا من اللي من ترجاه ما خاب ويا ما نصرنا صاحب ضيقوا به عاداتنا نقدم الى مالردي هاب وياما نصانا من تعثر دروبه يدخل حمانا من تعذره الأصحاب حنا بنينا دارنا من طيوبه وانتم سلبتوا داركم كل ما طاب الله سقانا من بحرنا عذوبه وانهاركم مثل البحر هدر تنساب حنا زرعنا الحب بارض خصوبة وانتم زرعتوا كره الأجيال بتراب وحنا دعينا السلم نوبة ونوبة وانتم حمام السلم بعتوه بغراب يا من دعا للحرب ما ادرك خطوبه لا تحسب أن الحرب تهديد وخطاب من شب نار الحرب يصلى شبوبه ومن ثور الفتنة تعرض للأسباب ما يستر الرجال ملبوس ثوبه الدين وافعال الكرامة له ثياب ما يقبل الرجال بحماه حوبه ما دام له حق وللحق طلاب و يقول الشاعر: رشيد الدهام: خطوة العين في درب السهر ماتمايل كن ما تحتها للنوم جرف هيال جيت ابرقد وخفت ان الليالي تهايل جيت ابسهر وشفت ان الليالي طوال ها أنا كل ماصعبت علي الوسايل قلت: يسهلها على كل حال ياهو الحظ مايل..أوهو الحظ مايل ما لها الحال عندي غير هالاحتمال من تفكر بهالعالم يشوف الهوايل اصدق من الحقايق واغرب من الخيال ياصبر متن الأرض اللي له سنين شايل فوق ثقل الجبال نفوس ناسٍ ثقال مثل من عاش ماله من حياته حصايل غير لاجاك قال: فلان بفلان قال قلت:مدري ، ولو ادري فلانيب قايل عادتي فالهروج العوج مالي مجال اقصر الهرج مالك من ورا الهرج طايل واترك الخلق للخلاق يا ابن الحلال الله اللي جعل خلقه شعوب وقبايل محد اختار له ربع وعمام وخوال لو هو بكيف الإنسان اختار البدايل كلٍ اختار له جاه ومال وجمال والبشر في النهاية فرد ماهم سلايل في قصير الشجر وش ذنب طول الظلال والعمر في النهاية وقت والوقت زايل الغني من يحط الطيب له راس مال والشعر في النهاية قول ماهو فعايل كان مانقصك ماوصلك للكمال لهجة القلب ولسان الضلوع النحايل بس مايرفع الرجال فوق الرجال كان حتى القصايد معتبرها جمايل اختصرها ترى ماعاد تسوى ريال ياصبر متن الأرض اللي له سنين شايل فوق ثقل الجبال نفوس ناسٍ ثقال ناصر الحميضي