يا بني.. استكمل خطوات البحث عن المعرفة لتكتشف زواياها الكامنة بقوتها الثقافية، والزاخرة بعصارة السنين ومداد الذكريات، استعد للدخول إلى محراب الثقافة، وارفع أكف الاستزادة من معينها الفياض، وجدّ في مسعاك لترمق عمراً أفني في البحث والاستنارة، وتلمح انحناء أمام عظيم خبايا المعرفة؛ لتتيقن قوة الكلمة، وجدية الحرف، وأفق المعلومة. بهذه اللآلئ التي تسكن الحروف، سطّر المسنّ أبهى معاني التواضع والشغف، حين ثني ركبتيه في إحدى زوايا معرض الرياض الدولي للكتاب 2022، والذي تقيمه هيئة الأدب والنشر والترجمة حالياً خلال الفترة من 29 سبتمبر وحتى 8 أكتوبر الجاري، في واجهة الرياض؛ ليمرر رسالة بليغة المعنى ودقيقة الوصف، إلى جيل باحث ومطلع يفصله عن اكتشاف هذه الخبيئة الثقافية بضع خطوات. تكمن الفائدة العظيمة من القراءة والمعرفة في توظيف الإمكانات المتاحة للسعي بين دهاليز الكتب، والبحث عن النوادر بين سطورها وربط الأحداث المترامية في أرجاء صفحاتها. فيما ترجمت جلسة المسنّ لغة الاستمرار وعدم الركون إلى أعذار التقدّم وقلة الحيلة البدنية، بل العمل على المعنى العكسي تماماً في المساواة بين الكم والكيف، وتدريجياً في إرجاح الكفّة المعرفية طردياً مع تزايد أيام العمر. فيما يتسابق جيل الشباب المثقف إلى خوض غمار المعرفة، وسبر أغوارها المؤدية إلى قمة التواضع العلمي الحصينة، متمتمين باستفتاح الدخول من عتبة الريادة الثقافية، وقاصدين محراب الثقافة؛ ليأخذوا مكانهم في صفوف المقيمين في قبة الحصافة، وبين صفحات كتاب لا ينضب معينه الزاخر بمجرات المعرفة والعلم.