أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ في ختام أعمال مؤتمر قادة الأديان العالمية والتقليدية في دورته السابعة، على الدور الكبير والمسؤولية العظيمة الملقاة على عاتق القيادات الدينية في العالم، التي ظهرت جلية من خلال أعمال المؤتمر المنعقد في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان، مشيرا إلى أنهم مصدر إلهام في ممارسة القيم الإنسانية المشتركة كالرحمة والعدل والبر والإحسان والتعايش للارتقاء بالحاضر، والانطلاق المزهر نحو المستقبل، إضافة إلى أهمية دورهم في ترسيخ مبادئ الوسطية والاعتدال، ونبذ الغلو والتطرف. وشدد على دور المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -، في دعم الجهود الدولية المشتركة في مكافحة الإرهاب والتطرف، وإسهامها الفاعل في تعزيز التواصل بين الحضارات، من خلال رسالتها الإسلامية السامية القائمة على السلام والعدل والتسامح والاعتدال، وأهمية تعزيز قيم التعايش بين أتباع الأديان والحضارات والشعوب بمكوناتها المختلفة. من جانبه أوجز رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توكاييف في كلمته الختامية، الأفكار والمقترحات التي ناقشها المؤتمرون، خاصة تلك التي تهدف إلى تعزيز أواصر الثقة والتعاون في العالم، بدل سياسة القوة ولغة الكراهية اللتين تؤديان إلى الفرقة بين الشعوب وتصدع الدول وتقويض العلاقات الدولية، مشيرا إلى حاجة البشرية الملحة لاستغلال طاقات السلام الكامنة في الشرائع، وتوحيد جهود قياداتها لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية والاستقرار طويل الأمد، ودور الدين في تحقيق العدل والتغلب على الفوارق الاجتماعية، فضلا عن دوره في تحقيق التوازن بين التطور الاقتصادي والتنمية الأخلاقية. وأكد الرئيس قاسم جومارت على أهمية البيان الختامي الصادر عن المؤتمر، باعتباره وثيقة منهجية تغطي الموضوعات الأساسية، ويمكن الاسترشاد بها من قبل الحكومات والسياسيين والمنظمات الدولية، مشيرا إلى أن المهمة المشتركة التي تقع على عاتق الجميع، تتمثل في تفعيل مبادئ ومواد هذا البيان، والعمل على تطوير نظام عمل مؤتمر قادة الأديان وتعزيزه بحلول عام 2033. من جهته، شدد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب على أن رسالة الشرائع لن تبلغ هدفها ما لم تتحد وتكون قوة تعمل على تنقية الشعور الديني من الضغائن والأحقاد، قائلا: إن السبيل إلى ذلك يكمن في توجيه النشاط الديني للأديان المختلفة، نحو خدمة الإنسانية عوضا عن توجيهه نحو تأجيج الصراع بين أتباع الأديان والمتدينين، وجمع المعاني الإنسانية السامية في كل دين من الرفق بالبشر والبر بهم دون النظر إلى الفوارق بينهم، مشيرا إلى أنها رسالة الإسلام، بل رسالة الشرائع الإلهية قاطبة، معتبرا أن شفاء البشرية من أمراضها الحديثة وفي مقدمتها مرض العمى عن الحقيقة، لم يعد رهن أي تقدم مادي أو رقي تكنولوجي، بل هو رهن تقدم روحي أخلاقي تمثل فيه الأديان حجر الزاوية». إلى ذلك، شدد بابا الفاتيكان فرانسيس على أن الإرهاب الديني الزائف والتطرف والراديكالية، والقومية المغطاة بالقداسة ما زالت تثير المخاوف والقلق بشأن الدين، مؤكدا على ضرورة حماية الذين يرغبون في التعبير بشكل شرعي عن معتقداتهم أينما كانوا، وضرورة تبني الحوار بين أتباع الأديان كونه يشكل مسارا مشتركا نحو السلام، وقد بات حاجة ملحة للبشرية جمعاء. الجدير بالذكر أن مؤتمر قادة الأديان العالمية والتقليدية، قد اختتم أعمال دورته السابعة في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان، بإصدار بيان ختامي ركز على أهمية القيم الإنسانية المشتركة في التنمية الروحية والاجتماعية للبشرية، التي تضمن السلام والأمن والاستقرار على الصعيد العالمي، وعلى أهمية الحفاظ على ثراء التنوع الديني والثقافي للحضارة البشريّة، ونبذ أسباب الفرقة ونشوب الاضطرابات والتوترات. ودان المؤتمرون التطرف والراديكالية والأعمال الإرهابية، التي من شأنها تقويض السلم العالمي والعيش المشترك، داعين إلى تبني الحوار كمنهج قويم للتقارب ونشر العدالة والتسامح، من خلال تكريس المفاهيم الصحيحة للشرائع الدينية باختلاف مسمياتها، كونها تحمل في جوهرها القيم الإنسانية والأخلاقية، ومبادئ التسامح والعيش المشترك بين جميع شعوب الأرض.