أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد رئيس وفد المملكة في مؤتمر زعماء الاديان العالمية والتقليدية بجمهورية كازاخستان الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ أهمية دور القيادات الدينية في الارتقاء بالقيم الإنسانية المشتركة، إضافة إلى أهمية دورهم في ترسيخ مبادئ الوسطية والاعتدال، ونبذ الغلو والتطرف. جاء ذلك خلال كلمة المملكة العربية السعودية التي ألقاها معاليه في ختام أعمال مؤتمر قادة الأديان العالمية والتقليدية في دورته السابعة المقامة بالعاصمة الكازاخستانية نور سلطان اليوم، بحضور رئيس جمهورية كازخستان قاسم جومارت توقايف، ومشاركة دولية تمثلت بنحو 100 وفد من 60 دولة حول العالم يمثلون زعماء الاديان العالمية والتقليدية. ونوه آل الشيخ بدور المملكة في دعم الجهود الدولية المشتركة في مكافحة الإرهاب والتطرف، وإسهامها الفاعل في تعزيز التواصل بين الحضارات، من خلال رسالتها الإسلامية السامية القائمة على السلام والعدل والتسامح والاعتدال، وتعزيز قيم التعايش بين الأديان والحضارات والشعوب بمكوناتها المختلفة. من جانبه، قدم رئيس جمهورية كازاخستان في كلمته الختامية، الأفكار والمقترحات التي ناقشها المؤتمرون، خاصة التي تهدف إلى تعزيز أواصر الثقة والتعاون في العالم، مشيراً إلى حاجة البشرية الملحة لاستغلال طاقات السلام الكامنة في الأديان، وتوحيد جهود قياداتها لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية والاستقرار طويل الأمد، ودور الدين في تحقيق المساواة والتغلب على الفوارق الاجتماعية، فضلاً عن دوره في تحقيق التوازن بين التطور الاقتصادي والتنمية الروحية والأخلاقية. و شدد بابا الفاتيكان البابا فرنسيس على أن الإرهاب الديني الزائف والتطرف والراديكالية، والقومية المغطاة بالقداسة ما زالت تثير المخاوف والقلق بشأن الدين، حيث يؤكد هذا اللقاء الجوهر الحقيقي للأديان الذي لا غنى عنه"، مؤكداً ضرورة تبني الحوار بين الأديان كونه يشكل مساراً مشتركاً نحو السلام. وبين شيخ الأزهر أن رسالة الأديان لن تبلغ هدفها، ما لم تتحد وتكون قوة تعمل على تنقية الشعور الديني من الضغائن والأحقاد، موضحاً أن السبيل إلى ذلك يكمن في توجيه النشاط الديني للأديان المختلفة، نحو خدمة الإنسانية عوضاً عن توجيهه نحو تأجيج الصراع بين الأديان والمتدينين، وجمع المعاني الإنسانية السامية في كل دين من الرفق بالبشر والبر بهم دون النظر إلى الفوارق بينهم. يذكر أن مؤتمر قادة الأديان العالمية والتقليدية، قد اختتم أعمال دورته السابعة بإصدار بيان ختامي ركز على أهمية القيم الإنسانية المشتركة في التنمية الروحية والاجتماعية للبشرية، التي تضمن السلام والأمن والاستقرار على الصعيد العالمي، و أهمية الحفاظ على ثراء التنوع الديني والثقافي للحضارة البشريّة، ونبذ أسباب الفرقة ونشوب الاضطرابات والتوترات، وعلى رأسها عدم المساواة بين مكونات المجتمع الواحد والمجتمعات البشرية فيما بينها. وأدان المؤتمرون التطرف والراديكالية والأعمال الإرهابية، التي من شأنها تقويض السلم العالمي والعيش المشترك، داعين إلى تبني الحوار منهجاً قويماً للتقارب ونشر العدالة والتسامح، من خلال تكريس المفاهيم الصحيحة للأديان باختلاف مسمياتها؛ كونها تحمل في جوهرها القيم الإنسانية والأخلاقية، ومبادئ التسامح والعيش المشترك بين جميع شعوب الأرض.