تختلف معاني الكلمات بين الأمم، وهذا عكس تعابير الوجه، فالتعابير التي يصنعها البشر بأوجههم للتعبير عن الغضب أو السعادة.. إلخ، هي نفسها في كل مكان لا تتغير، ودَرَسَ العلماء مئات الساعات من الأشرطة لقبائل معزولة في جزيرة غينيا الجديدة وانطبق هذا عليهم، فكانت نتيجة الدراسة أنه لا يوجد شعب يُقطّب حاجبيه عند السعادة أو يرفع زوايا الفم مبتسماً عند الغضب. عندما أروا هذه القبائل صوراً لأميركان عليهم تعابير الخوف والسعادة وغيرها استطاعوا تمييزها بشكلٍ صحيح، أيضاً مما يثبت هذه النقطة هو بعض الرضَّع الذين يولدون عُمياً ويتبسمون عندما يتواصلون مع أمهاتهم رغم أنهم لم يروا أي ابتسامة، فهذا يثبت أن التعابير الوجهية فِطرية. لكن الكلمات بينها اختلافات كبيرة حتى لو قَصدَتْ نفس الشيء، مثل كلمة "حيوان" بالإنجليزية، فهي من الكلمات التي يحتار فيها بعض المترجمين إذا نقلوها للعربية، فيترجمونها حرفياً كما هي، وهذا يشوّش، فإذا كنت تتابع فيلماً فربما تسمع رجلاً يتكلم عن صديقه الحميم ويصفه أنه حيوان، فيأتي المترجم ويترجمها "صديقي حيوان"! كيف يصف شخصٌ شخصاً عزيزاً عليه بهذه الصفة؟ بينما الحقيقة أنه رغم أن الكلمة تعني حرفياً الحيوان فإنها اصطلاحاً تعني شيئاً آخر في اللغتين، ففي العربية هي كلمة شتم وانتقاص، أما في الإنجليزية فيمكن أن تكون كلمة شتم بمعنى شخص همجي وغير متحضر، ويمكن أن تكون في نفس الوقت كلمة ثناء أي شخص قوي ذو طاقة عالية، وفي العربية الكلمة الأصح هي "وحش" مثلاً. أيضاً هناك كلمة "كلب"، شتيمة عند العرب، أما الغرب فيحبون الكلاب بل يقدسونها، ورغم هذا فإن كلمة كلب لها معنى سلبي لديهم، فإذا وُصِف أحدهم أنه كلب فهذا يعني شخصاً لا يقمع هواه ولا يتمالك نفسه من الشهوات والنزوات. الكلمات نفسها، لكن الثقافات تُغيّر معناها.