تعودت الجماهير الهلالية التفهم والتعقل والاستجابة لكافة القرارات التي تصدرها اللجان الرسمية الداخلية والخارجية، مع مطالبتها دوماً وبهدوء لحقها سواء حصلت عليه أو حرمت منه، ومع القرار الذي أصدره مركز التحكيم الرياضي والذي يفيد بتأييد قرارات غرفة فض المنازعات في قضيته مع الهلال واللاعب محمد كنو، لم يكن القرار غريباً ولا مفاجئاً، فقد استعدت له الإدارة الهلالية وعالجت القرار المتوقع قبل وقوعه، فمنع التسجيل لن يؤثر على الهلال حتى لو استمر لعشر فترات وليس فترتين فقط، والسبب باختصار أن الهلال تقريباً من أكثر الأندية إن لم يكن الوحيد والذي تربطه بمحترفيه وأجانبه أواصر قوية، فقلما تجد المشاكل والمطالبات، وهذا يجعله قادراً على إكمال الفترات بدون تسجيل بلاعبيه الحاليين، إضافة إلى الدور الإداري الكبير الذي يمارسه سواء شخصية رياضية فذة كفهد بن نافل أو المشرف الظاهرة فهد المفرج أو مدير الكرة الكابتن سعود كريري، وهذا يضمن بقاء اللاعبين كما هم، والمشاهد لمباراة الجولة الأولى والتي جمعت الهلال بالخليج تجعلك تحس أن الهلال كأنه هو هو الذي لعب مباراته الأخيرة أمام الفيصلي وكأنه لم ينهِ الدوري ولم يتوقف. حينما أقول هذه الكلمات ليس تشجيعاً لأي خطأ إداري قد وقع، فالخطأ علامة العمل، فالذي لا يخطئ هو فقط الذي لا يعمل، وبالنسبة للإدارة الهلالية إن كانت مخطئة فقد عوقبت، وإن كانت قد ظلمت فلا يهم، طالما حافظت على إنهائها الموسم الماضي بنجاح كبير، فالهلال بطل آسيا بنسخته الأخيرة وبطل الدوري ووصيف بطل الكأس، إضافة إلى المستويات المذهلة والأرقام العالمية والتصنيفات الرفيعة. كما أن المتضرر ليس الهلال فقط، فثم نادٍ آخر كان يعقد الآمال على خطف الصفقة وخلخلة الهلال والاستفادة من اللاعب، لكنه لم يحصل له ذلك، وهاهو اللاعب سينهي عقوبته دون ضرر، وستمضي العقوبة بسلام بإذن الله، وبالنسبة للغرامة المالية التي كسبها فهذا حقه المكتسب ولعله أن يستفيد منه ليرتب صفوفه لخوض غمار الدوري، ولبناء المشاريع القادمة في فريقه. فلا يظن أحد أنه كسب غير المال، فلم يحصل على اللاعب ولم يوقف الهلال عن زحفه للبطولات. وهمسة في إذن كل من يريد أن يصنع الأمجاد، حاول أن تبني أمجادك بأفكار تكون بكراً، ومبدعة ومبتكرة، وليس بالتقليد أو الحصول على بقايا الآخرين، والمصيبة أنك بعد ذلك تعيّر الآخرين لعدم حصولهم وامتلاكهم الجوهر. والأمثلة كثيرة، ولن يتوقف صانعو الأمجاد الزائفة والمشاريع الفاشلة عن التقليد لأنه يحس بداء النقص، ولا يرضى لأحد أن يكون أفضل منه. سر يا زعيم آسيا للآفاق، وامض يا عالمي لحصد الألقاب، واكتب يا ملكي تاريخك بمداد الذهب، ودائماً الأعمال والنتائج الجميلة تمحو الأخطاء وتبررها، فخطؤك ممسوح، وتعثرك مجبور، بانتظارك بكل شغف وافتخار. سعود الضحوك