أخذت الثقافة والفنون حيزا مرموقا في رؤية المملكة 2030، لما لها من تأثير يشمل معظم برامجها التنفيذية وأهدافها الاستراتيجية على جميع المستويات، لتتماشى هذه الأهداف بدقة مع المحاور الاستراتيجية لرؤية المملكة، والمتمثلة في بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح. وبناء على ذلك أطلقت وزارة الثقافة رؤيتها وتوجهاتها في 27 مارس 2019م، والتي تجسد إطار العمل الذي تنهجه وزارة الثقافة في مهمتها لتطوير القطاع الثقافي بالمملكة، حيث حددت ثلاثة أهداف رئيسة هي: الثقافة كنمط حياة والثقافة من أجل النمو الاقتصادي، والثقافي بهدف تعزيز مكانة المملكة الدولية. وسنفرد في مجموعة تقارير متعاقبة مساحة خاصة بهذه الأهداف سنتناول خلالها بداية محور (الثقافة كنمط حياة) أي دور الثقافة من ناحية الأثر الاجتماعي، لما لها من فاعلية في رفع مستوى جودة الحياة، حيث اختارت المملكة التطوير بين مميزاتها الثقافية والفنية وكل الأجيال والمواهب والخبرات الوطنية، وسعت إلى تكثيف الجهود بين المؤسسات والقطاعات وبين وزارة الثقافة وهيئاتها حتى تؤسس مبادرات متفرّعة لضمان مسيرتها التنموية المتوازية مع التنمية العامة لكل القطاعات الحيوية، واعتبر صندوق التنمية الثقافي من أبرز مبادراتها، التي تعكس مدى الحرص الحقيقي على ضمان بيئة عمل وإبداع وتطوير لكل المواهب المهتمة بالثقافة الوطنية في إطار الرؤية الطموحة. وتشير خدمات مبادرات الثقافة والفنون على تقديم خيارات للتمتع بنمط حياة مفعم بالحيوية لسكان المملكة بشكل فاعل لتوفير أعلى مستوى من جودة الحياة لهم، حيث يتمثل تطوير الأنشطة الثقافية في تعزيز القطاع السينمائي، وبناء المدينة الإعلامية، وإنشاء أكاديمية سعودية للأفلام الوثائقية. ومراكز للفنون والفنون المتخصصة، إضافة إلى صناعة الإعلام الوطني ليصبح مؤثراً وعابراً للحدود، وذلك بما يحسن الصورة العامة عن الثقافة السعودية المعتدلة والمنسجمة مع متغيرات العصر لما تتمتع به من مرونة وانفتاح على الآخر، بما يسهم في خلق شخصية وطنية محصنة، أمام سيل العولمة التي أصبحت تذيب الثقافات العالمية العريقة بفعل تأثيرها السريع والمتنامي. وتعمل الوزارة على تطوير القطاع الثقافي من خلال إطار عمل ومنظومة متكاملة لتطوير المواهب وتسهيل المبادرات، بالإضافة إلى إيجاد السبل المناسبة لتسليط الضوء على الإنجازات المحققة في هذا المجال. كما تسعى وزارة الثقافة إلى تطوير الإمكانيات وتعزيز الفرص والقدرات في القطاع الثقافي، من خلال بث جميع جوانب التراث الثقافي السعودي في أوصال الحياة اليومية للمواطنين والمقيمين، مما يجعلهم ينعمون بحياة عامرة وصحية. وقد حددت الوزارة قطاعات فرعية بهدف تعزيز قدرتها على أن تقود وبفعالية المبادرات الرائدة في مختلف مجالات القطاع الثقافي كما تنص رؤية وتوجهات الوزارة على استحداث هيئات عديدة لتنمية القطاعات الثقافية منها، مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، صندوق "نمو" الثقافي، مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، برنامج "الابتعاث" الثقافي، بينالي الدرعية، الفرقة الوطنية للمسرح، الفرقة الوطنية للموسيقى، مركز موحد للخدمات، والتراخيص الثقافية، بيوت الثقافة أكاديميات الفنون، مبادرة الكتاب للجميع الجوائز الثقافية، مجلات الآداب والفنون. والمتاحف المتخصصة، الأرشيف الوطني للأفلام، برنامج التفرغ الثقافي، برنامج "ترجم"، المهرجانات الثقافية، برنامج ثقافة الطفل، توثيق التراث الشفهي وغير المادي، معرض الفن المعاصر السنوي، تطوير المكتبات العامة، أسابيع الأزياء مهرجان الطهي الوطني، الفن في الأماكن العامة، إقامة الفنان، مدينة الثقافة السعودية. القراءة سلوك حضاري يرفع جودة الحياة