حزن المحبون وسخر الساخرون وتفاجأت الأوساط الرياضة بسقوط القلعة، أو بمعنى أصح (تعثر معقل البطولات) مع إطلاق صافرة الحكم في المباراة التي جمعت الأهلي بالرائد معلنة الهبوط الرسمي للأهلي لدوري (يلو) دوري الدرجة الأولى ويا لها من فاجعة عند محبيه، الأهلي الذي تأسس عام 1355 ه، 1937 م قبل ما يزيد على 85 عاماً. ومن ذلك الحين وهو يحتل مكانة عالية في الدوري السعودي الممتاز، صولات وجولات بطولات وإنجازات توقف عندها مشجع الأهلي البسيط لحظة إعلان الهبوط، وهو الهبوط التاريخي الأول لدوري الدرجة الأولى، وتتركز المفاجأة بهبوطه أنه وإن كان لم يحقق دوري آسيا إلا أنه حضر كثيراً، ودفع مهر آسيا أكثر من مرة للمنافسة، له حضور مميز، أحد الأربعة الكبار، تحقيقه للقب الدوري قبل سنوات أعاده مرة أخرى، مهما اختلفنا فيه، أو انتقدناه إلا أنه يظل (سفير الوطن) كما أسماه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ، لذلك كان هبوطه مفاجئاً. فكم من الفيديوهات الساخرة، وأخرى باكية، وهذه هي حال كرة القدم. وهذا نتاج العديد من الأسباب يأتي في مقدمتها التعصب للرأي والعناد في بعض القرارات والخيارات، إضافة إلى تعدد المدربين في فترات متقاربة، أيضاً الصفقات غير الناجحة وهي سلسلة منذ مواسم، صاحب ذلك استغراب من المحبين والمتابعين لسوء وضعف التخطيط، وإدخال النادي تحت ضغوط رغم أنه غير مطالب بما أرغم فيه. وبعد أسبوع من السقوط الكبير -حسب ما أسماه البعض- بدأت الإعارات والانتقالات وهذا طبيعي ومن المتوقع، لاعبون راحلون وأجهزة فنية متغيرة، والوحيد الذي لا يتغير ولن يتغير هوا لمشجع العاشق الولهان، فسرعان ما سينسى الصدمة ويستوعب الدرس، والمهم هنا هو: كيف سنعود؟ انقسمت التوقعات إلى قسمين: أحدهم توقع العودة السريعة لدوري الكبار، حتى أسماها البعض إجازة ال8 أشهر، وآخرون وضعوا أيديهم على قلوبهم وهم يشاهدون أندية كبيرة متنافسة في دوري الدرجة الأولى (الفيصلي الغاضب والحزم الطامح والقادسية الجريح والرياض العائد للحياة والجبلين المتقد وهجر والشعلة والعربي) فقد لا يكون المشوار سهلاً . وهذا ما ستحدده الإدارة الأهلاوية ومدى تصالحها مع الجماهير العاشقة في كل مكان، فإن ما حدث ذلك سيكون الأهلي بطل دوري «يلو»، وستحظى مبارياته بالمتابعة والاهتمام، وستكون نتائجه قوية، وأما إذا اختار الخيار الآخر وزادت المشكلات دون احتواء فقد يغادر الأهلي ويحدث له ما حدث لأندية أخرى، فالكرة تعطي من يعطيها، وتحترم من يحترمها. أهمس في أذن كل أهلاوي سواء كان لاعباً أو إدارياً أو عاشقاً أن يحافظ على هذه القلعة ويعلم أن مسؤولية ذلك ليست مهمة الإدارة فقط، بل هي مسؤولية الجميع.