ربما تكون ليلة سقوط القلعة هبوط الأهلي لمصافّ الدرجة الأولى في دوري «يلو»، هي أصعب ليلةٍ يعيشها هذا النادي العريق منذ تأسيسه حتى لحظتنا هذه، فقد توقفت كلّ المشاعر واختلطت الدموع بالمحاجر، إنه حزنٌ عميق، وانكسارٌ حقيقيٌّ يسكن وجدان كل أهلاوي، وربما غير أهلاوي، هذا الكابوس المزعج والمرير أصبح حقيقةً بعد أن غادر الأهلي دوري الأقوياء، دوري الأبطال في سيناريو غير متوقع، ولن تجد أسوأ المتشائمين أن يتوقع هذا الهبوط قبل أن يحدث، حتى وهم يشاهدون الأهلي يلعب المباراة الأخيرة، مضوا معه ووقفوا في المدرج من أجله، وكأن الصورة جميلةٌ لا تعبر عن حزنٍ قادمٍ لن يُحتمل. لا أحد يلوم هؤلاء، فالأهلي نادي الأبطال نادي التاريخ، قلعة الكؤوس، عاش ملكًا بين كل الأندية، صنع له رجاله اسمًا عظيمًا، يفخر به كل عشاقه؛ لهذا كانت لحظات الهبوط مؤلمةً، ومهما قلنا سنعجز عن وصف تلك المشاعر. لكن بعيدًا عن لغة العاطفة، فالأهلي سقط بطريقةٍ غريبةٍ يصعب وصفها، وعنوان السقوط العمل الفاشل منذ لحظاته الأولى وحتى لحظة سقوطه وهبوطه؛ لذا فإن وضع الأمر في إطاره الحقيقي أفضل من عبارات الحزن التي تجتاح وجوه الأهلاويين، والمحاسبة الآن هي الحل السليم الذي سيعيد الأهلي من جديد لمكانه الطبيعي، وكل مَن ساهموا في إضاعة هيبة الأهلي وإسقاطه من الرئيس حتى أصغر لاعبٍ في الفريق يجب أن يحاسبوا، فما حدث خارج عن كل تفاصيل المنطق، ومَن خطط لهذا الموسم أفسد على هذا المدرج لحظات فرح، كان يجب أن تكون منتظرة. افتحوا صفحات العمل الآن، وامنعوا كل هؤلاء من الاستمرار مع الأهلي، بل امنعوهم من أن يعودوا مجددًا لخدمة هذا الكيان العظيم، فبإمكان الفريق العودة وفي أسرع وقت، رغم هذه الغصّة التي ستبقى في تاريخه، لكن لن يكون الأهلي هو النادي الوحيد بكلّ تاريخه وشعبيته مَن تعرّض لمثل هذا الموقف، أنديةٌ عالميةٌ عظيمةٌ وكبيرةٌ وقعت ضحيةً لمثل هذا السقوط، المهم أنه حين تكون العودة يجب أن تكون بعيدةً عن كل هؤلاء الذي تواجدوا في مسيرة السقوط! ودمتم بخير،،،